اللغة العربية وتأثيرها على لغات العالم
الأربعاء - 21 ديسمبر 2022
Wed - 21 Dec 2022
قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةً
فمجالُها بحرٌ بلا شُطآنِ
اللهُ أكرمَها وباركَ نطقَها
فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن
اقرأْ « فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ
عِلمٌ و فكْرٌ، حكمةٌ و مواعظ ٌ
فقْهٌ وتفسيرٌ، وسِحْرُ بيان ِ
(عبدالرزاق الدرباس).
18 ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، بكونها إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وهي من أكثر اللغات انتشارا وتوسعا على مستوى العالم؛ حيث ينطق بها أكثر من 400 مليون شخص.
القرآن الكريم والشعر العربي كانا الأساس لعلماء اللغة العربية لإنشاء نظام تعليم عالي الجودة تستقي منه الأجيال المعنى الصحيح الموثوق والمفردات العميقة الموجزة وسحر البيان ودلائل الإعجاز وتحريك آلة الفكر.
اللغة العربية أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على لغات كثيرة في العالم، فكان لها دور كبير في إنتاج الفنون المتنوعة التي تلامس احتياجات البشرية من طب وهندسة وجبر وفلك وفلسفة.
تاريخ عريق عبر القرون وتحولات فكرية وحضارية شهدها العالم منذ بزوغ فجر الإسلام كانت اللغة العربية ربان المركب وخارطة الطريق التي رسمت بفنها وعلمائها خطوط المستقبل للبشرية وأشعلت قناديل البحث العلمي في جميع المجالات.
هناك الكثير من الجهود في العديد من الدول العربية للحفاظ على هذا التراث العربي الأصيل وحراسته والتصدي له من التحريف والتشويه من خلال إبراز مكانة اللغة العربية وأسرارها معتمدة في رسالتها على القرآن الكريم وكلام البلغاء وسبر أغوار معانيها وبلاغة مفرداتها وجماليات الصور الذهنية التي تتغنى بها.
مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة على الشبكة العالمية أحد أهم منابع التنوير بمدى أهمية لغة الضاد ويتجسد ذلك بعقد الندوات والمحاضرات ودراسة لهجات القبائل في الجزيرة العربية وما حولها تصحيحا وتأصيلا، وكذلك إصدار مجلة علمية ورقية دورية محكمة.
والجدير بالذكر دور القيادة بالمملكة العربية السعودية على تحفيز وتشجيع التميز والإبداع للحفاظ على إرث هذه الأمة بتكريم الأفراد والمؤسسات والمبادرات والمشروعات الداعمة للغة العربية وعلومها محليا وعالميا؛ حيث كان مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية هو الحاضن والداعم السخي بالجوائز القيمة لبث روح التنافس فقيمة الجائزة للأفراد 200000 ريال لكل فرع، وكذلك على مستوى المؤسسات 200000 ريال لكل فرع، وهناك التحديثات المتزامنة مع الثورة التقنية المعاصرة ممثلة في مركز الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة العربية وبرنامج (هاكثون) الذي يهدف إلى حل الإشكالات الحالية في حوسبة اللغة وتطوير التقنيات المستعملة حاليا بإشراك الباحثين والخبراء والهواة في تلك المجالات.
مجمع اللغة العربية بالشارقة يسعى إلى إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وهذا يعتبر أحد مناجم العصر الحديث بداية من تاريخ تطور المصطلحات مرورا بتاريخ الألفاظ العربية وتطور معاني الألفاظ والرجوع إلى الأصول والجذور لتأصيل الكلمة في اللغة العربية.
وهناك مساهمات عديدة وفريدة من دول أخرى ولا زالت الآمال تطمح لإنتاج لغوي أكثر وعناية أوسع وتهيئة تربة خصبة تنافسية لحفظ جواهر اللغة من الانقراض.
اللغة العربية هي مسؤولية الجميع من أفراد ومؤسسات، وللتعليم الدور الأكبر في ذلك من خلال تطوير المناهج وتوفير كافة الإثراءات اللازمة وإقامة ندوات التثقيف وورش العمل والمتابعة الدقيقة والتقييمات المستمرة داخل المدارس من أجل تأسيس جيل مفتخر بهويته ومتقن لأساسيات بناء الفصحى ومستشعر عمق ثروة اللغة وكنوزها الغائرة.
في ظل تداخل الثقافات، المخاطر تكاد أن تقع، والانسلاخ الثقافي بدأت بوادره، والتحرر من هوية اللغة العربية والانغماس في لغات أخرى بدعوى التطور المعرفي، والنظر إلى اللغة الأم نوع من الرجعية.. هذا نذير شؤم علينا تفاديه بأسرع وقت ممكن.
احتفالية عام 2022 ومسيرة 50 عاما في الأمم المتحدة تحت شعار (مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية ) محطة مهمة لتجميع القوى الفكرية وضخ الموارد التحفيزية داخل طبقات المجتمع لإعادة اللغة لسابق عهدها.
فمجالُها بحرٌ بلا شُطآنِ
اللهُ أكرمَها وباركَ نطقَها
فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن
اقرأْ « فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ
عِلمٌ و فكْرٌ، حكمةٌ و مواعظ ٌ
فقْهٌ وتفسيرٌ، وسِحْرُ بيان ِ
(عبدالرزاق الدرباس).
18 ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، بكونها إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وهي من أكثر اللغات انتشارا وتوسعا على مستوى العالم؛ حيث ينطق بها أكثر من 400 مليون شخص.
القرآن الكريم والشعر العربي كانا الأساس لعلماء اللغة العربية لإنشاء نظام تعليم عالي الجودة تستقي منه الأجيال المعنى الصحيح الموثوق والمفردات العميقة الموجزة وسحر البيان ودلائل الإعجاز وتحريك آلة الفكر.
اللغة العربية أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على لغات كثيرة في العالم، فكان لها دور كبير في إنتاج الفنون المتنوعة التي تلامس احتياجات البشرية من طب وهندسة وجبر وفلك وفلسفة.
تاريخ عريق عبر القرون وتحولات فكرية وحضارية شهدها العالم منذ بزوغ فجر الإسلام كانت اللغة العربية ربان المركب وخارطة الطريق التي رسمت بفنها وعلمائها خطوط المستقبل للبشرية وأشعلت قناديل البحث العلمي في جميع المجالات.
هناك الكثير من الجهود في العديد من الدول العربية للحفاظ على هذا التراث العربي الأصيل وحراسته والتصدي له من التحريف والتشويه من خلال إبراز مكانة اللغة العربية وأسرارها معتمدة في رسالتها على القرآن الكريم وكلام البلغاء وسبر أغوار معانيها وبلاغة مفرداتها وجماليات الصور الذهنية التي تتغنى بها.
مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة على الشبكة العالمية أحد أهم منابع التنوير بمدى أهمية لغة الضاد ويتجسد ذلك بعقد الندوات والمحاضرات ودراسة لهجات القبائل في الجزيرة العربية وما حولها تصحيحا وتأصيلا، وكذلك إصدار مجلة علمية ورقية دورية محكمة.
والجدير بالذكر دور القيادة بالمملكة العربية السعودية على تحفيز وتشجيع التميز والإبداع للحفاظ على إرث هذه الأمة بتكريم الأفراد والمؤسسات والمبادرات والمشروعات الداعمة للغة العربية وعلومها محليا وعالميا؛ حيث كان مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية هو الحاضن والداعم السخي بالجوائز القيمة لبث روح التنافس فقيمة الجائزة للأفراد 200000 ريال لكل فرع، وكذلك على مستوى المؤسسات 200000 ريال لكل فرع، وهناك التحديثات المتزامنة مع الثورة التقنية المعاصرة ممثلة في مركز الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة العربية وبرنامج (هاكثون) الذي يهدف إلى حل الإشكالات الحالية في حوسبة اللغة وتطوير التقنيات المستعملة حاليا بإشراك الباحثين والخبراء والهواة في تلك المجالات.
مجمع اللغة العربية بالشارقة يسعى إلى إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وهذا يعتبر أحد مناجم العصر الحديث بداية من تاريخ تطور المصطلحات مرورا بتاريخ الألفاظ العربية وتطور معاني الألفاظ والرجوع إلى الأصول والجذور لتأصيل الكلمة في اللغة العربية.
وهناك مساهمات عديدة وفريدة من دول أخرى ولا زالت الآمال تطمح لإنتاج لغوي أكثر وعناية أوسع وتهيئة تربة خصبة تنافسية لحفظ جواهر اللغة من الانقراض.
اللغة العربية هي مسؤولية الجميع من أفراد ومؤسسات، وللتعليم الدور الأكبر في ذلك من خلال تطوير المناهج وتوفير كافة الإثراءات اللازمة وإقامة ندوات التثقيف وورش العمل والمتابعة الدقيقة والتقييمات المستمرة داخل المدارس من أجل تأسيس جيل مفتخر بهويته ومتقن لأساسيات بناء الفصحى ومستشعر عمق ثروة اللغة وكنوزها الغائرة.
في ظل تداخل الثقافات، المخاطر تكاد أن تقع، والانسلاخ الثقافي بدأت بوادره، والتحرر من هوية اللغة العربية والانغماس في لغات أخرى بدعوى التطور المعرفي، والنظر إلى اللغة الأم نوع من الرجعية.. هذا نذير شؤم علينا تفاديه بأسرع وقت ممكن.
احتفالية عام 2022 ومسيرة 50 عاما في الأمم المتحدة تحت شعار (مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية ) محطة مهمة لتجميع القوى الفكرية وضخ الموارد التحفيزية داخل طبقات المجتمع لإعادة اللغة لسابق عهدها.
