ابتزاز للأوكرانيات في إسرائيل

تقرير يكشف تورط تجار البشر في إحضار هاربات من أتون الحرب
تقرير يكشف تورط تجار البشر في إحضار هاربات من أتون الحرب

الأحد - 18 ديسمبر 2022

Sun - 18 Dec 2022



أوكرانيات في طريقهن إلى إسرائيل كسائحات                                             (مكة)
أوكرانيات في طريقهن إلى إسرائيل كسائحات (مكة)
تواجه الأوكرانيات ابتزازا جنسيا وانتهاكا صارخا في إسرائيل، رغم العلاقة الوثيقة التي تربط حكومة الرئيس فلاوديمير زيلنسكي مع الدولة العبرية.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية «كان» تورط تجار بشر إسرائيليين في استغلال لاجئات أوكرانيات إثر الغزو الروسي لبلادهن، ودفعهن للعمل في الدعارة، وتحدثت في تقرير من حلقتين عن إعلانات في وسائل الإعلام الإسرائيلية للأوكرانيات يعرضن خدماتهن بعنوان «نساء من أوكرانيا»، ومن خلفهن مئات الإسرائيليين الذين يعملون على إحضار هاربات من أتون الحرب، في أوكرانيا.

ووفقا للتحقيق الذي نقله موقع (24) الإماراتي، في التحقيق الصحفي تكشف إحدى الضحايا طريقة عمل تجار البشر الإسرائيليين، وتقول «مايا»، وهي لاجئة أوكرانية تقيم الآن في أوروبا، «إنها تلقت رسالة صوتية من مجموعة إسرائيلية عبر تطبيق تليجرام تقترح عليها العمل في «وظيفة» تدر أموالا كثيرة.

سوق النخاسة

وفي محادثة فيديو بينها وبين إيلي، أحد مديري المجموعة الإسرائيلية على تليجرام، أطلعها على التعليمات والطلبات، وأوضحت أنه طلب منها أن تكشف له جسدها، كما لو أنها في سوق النخاسة، وشرح الإسرائيلي لمايا طريقة دخول إسرائيل، وهو يتحدث عن «عمل جدي»، وطلب منها محو المراسلات بينهما في هاتفها المحمول.

وتضيف الهيئة الإسرائيلية «مثل قوادين إسرائيليين آخرين، يتابع إيلي بدقة التغييرات والنظم المعتمدة للواصلين إلى البلاد، في المطار، وفي وزارة الداخلية الإسرائيلية» ويستعين بمحام إسرائيلي يساعده في إحضار أوكرانيات للبلاد، ويوضح أن ذلك يكلفها 1500 دولار، وأنه استقدم حتى الآن ثلاث نساء من أوكرانيا، في مارس.

متاجرة بالبشر

ويؤكد التحقيق إنها ليست المرة الأولى التي يستقدم فيها إيلي وشركاؤه نساء من أوكرانيا، وأن كل ذلك كان «تحت رادار الشرطة الإسرائيلية»، ويوضح أن وحدة تنسيق «المتاجرة بالبشر» في وزارة القضاء الإسرائيلية تتابع بقلق ما يحدث داخل المطار المركزي في اللد. وطبقا لمعطيات الوزارة، ضبطت 80 فتاة وصلت البلاد للعمل في البغاء، 30% منهن من أوكرانيا.

ويوضح التحقيق أن الإسرائيليين يعرضون مبالغ مالية كبيرة على النساء، اللات يسجنن لحظة وصولهن داخل شقق سكنية في مركز البلاد، ويشير التحقيق إلى أن الحديث لا يدور عن تهريب نساء في منتصف الليل، بل أن ضحايا تجارة الرقيق يدخلن مطار اللد في وضح النهار كسائحات.

امرأة سجينة

ويتابع التحقيق «تستدعى عاملات اجتماعيات، مرتين في الأسبوع، للتحقيق مع سائحات يشتبه أنهن جئن للعمل في البغاء، وذلك بعد الشك فيهن في استجواب روتيني معهن».

ويوضح التحقيق أن النساء بشكل عام، فتيات في العشرينيات، ولكن هناك أيضاً نساء بالغات وأمهات مع أولادهن، ويعرفن أنهن قادمات للعمل في البغاء، حيث تقدم لهن وعود بالكثير من المال والعمل الجيد وبشروط ممتازة، وبالحرية.

وتخلص الإذاعة العبرية إلى أنه «عمليا، ومنذ لحظة وصولها تصبح المرأة سجينة داخل شقة في وسط البلاد، تحت سيطرة كاملة لقواد يتاجر بها وبجسدها.

وأغلبية الضحايا، من اللواتي ضبطن في المطار، رفضن البقاء داخل ملاجئ تعرضها السلطات، وفضلن مغادرة البلاد».

استغلال عالمي

وتواجه الأوكرانيات الاستغلال في أغلب دول العالم، حيث كشفت جمعية «فرانس تير دازيل» غير الحكومية قبل أشهر أن اللاجئات الأوكرانيات الوافدات حديثا إلى فرنسا يشكلن هدفا سهلا لشبكات الدعارة وأيضا للراغبين في إيوائهن مدفوعين بنوايا سيئة، ما يثير قلقا كبيرا لدى السلطات والجهات المعنية بحقوق الإنسان.

وقالت المديرة العامة للجمعية دلفين رويو إن «الرجل كان يستدرج الأوكرانيات في الطابور! وشددت الشرطة رقابتها منذ تلك الواقعة».

وسجل كذلك وجود رجل أراد أن يستضيف لاجئات مدعيا أنه يمثل جمعية غير معروفة، بالإضافة إلى عودة عدد من اللاجئات إلى مركز الجمعية «غير مطمئنات» بعد تمضية أولى لياليهن في أحد «مراكز الاستضافة التضامنية»، وهي جهات من المفترض أنها خيرة يعتمد عليها بشكل كبير لاستقبال اللاجئين في فرنسا.

وتتحرك الجالية الأوكرانية كذلك لدعم أوكرانيات مراهقات في الغالب، وتقول رئيسة جمعية النساء الأوكرانيات الموجودات في فرنسا ناديا ميهال: «نرافقهن لنعاين الشقة ونتحدث إلى المسؤولين عن استقبالهن، ونحاول الحد من المخاطر»، مضيفة «نركز على العائلات أو النساء، وفي حال كان المعني رجلا لاجئا، فلا نوفر المساعدة».