بوتين يستعين بثلوج الشتاء لحسم المعركة
هال براندز: الفترة المقبلة تحمل أمورا غير سارة لأوكرانيا المنهكة وأوروبا الفقيرة في الطاقة
هال براندز: الفترة المقبلة تحمل أمورا غير سارة لأوكرانيا المنهكة وأوروبا الفقيرة في الطاقة
الخميس - 15 ديسمبر 2022
Thu - 15 Dec 2022
مع اقتراب دخول الحرب الروسية في أوكرانيا أشهر الشتاء شديدة البرودة، ربما تتغير الحسابات بعض الشيء، في ظل وقائع ستفرض نفسها على سير الحرب هناك.
يقول المحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز، وهو أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العامة في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، في مقال رأي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، إن الشتاء الأوكراني سيكون قاسيا مع انتشار الثلوج، لكنه لن يؤدي إلى توقف الحرب تماما. وتواجه كل من أوكرانيا وروسيا قرارات رئيسة، يمكن أن تعيد تشكيل الصراع دبلوماسيا وعسكريا، ولعل الاحتمال الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لأوكرانيا، وبالنسبة للولايات المتحدة، هو أن يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيرا في إظهار الذكاء الاستراتيجي الذي أظهره في الماضي.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين يدرك متأخرا شيئا كان واضحا تماما لأولئك الذين هم خارج شرنقة التملق في الكرملين، ألا وهو أن روسيا تفتقر إلى الوسائل العسكرية لتحقيق أهدافها السياسية في أوكرانيا.
سلاح الشتاء
تطلق روسيا الصواريخ والذخائر بشكل أسرع من قدرة صناعتها الدفاعية الخاضعة لعقوبات شديدة على تجديدها، وتكافح قواتها للتمسك بمكاسبها المبكرة، ناهيك عن الاستيلاء على جميع الأراضي التي طالب بها بوتين بشكل غير قانوني وهزلي إلى حد ما لصالح روسيا.
ويقول، إن تهديدات بوتين بالتصعيد النووي فشلت في ردع أوكرانيا عن تجاوز خط أحمر روسي تلو الآخر ، وآخره عبر هجمات الطائرات بدون طيار على القواعد الجوية في عمق روسيا.
وعلى الرغم من كل القوى البشرية الروسية التي يفترض أنها لا نهاية لها، لا يستطيع بوتين حشد قوات إضافية تتجاوز ما يقرب من 300 ألف جندي استدعاهم في وقت سابق، دون استعداء السكان غير المبالين حتى الآن، وهذه المشاكل ليست جديدة، لكن استعداد بوتين للاعتراف بها، حتى بشكل غير مباشر، جاء في إطار اعترافه علنا الأسبوع الماضي بأن النصر ما زال بعيدا، لذا فإن أفضل استراتيجية يتبناها بوتين الآن هي استراتيجية قاسية بشكل مميز، ألا وهي استخدام ثلوج الشتاء كسلاح.
كسب الوقت
تستخدم روسيا الصواريخ والطائرات بدون طيار والمدفعية ضد الشبكة الكهربائية الأوكرانية، وغيرها من منشآت البنية التحتية الرئيسية لجعل السكان يعانون، وبعد انسحابها من خيرسون، تولت القوات الروسية في الغالب الدفاع، في محاولة لدعم خطوطها، ودمج الأفراد الذين تم حشدهم أخيرا، وكسب الوقت حتى الربيع.
وإذا تمكنت روسيا من إطالة أمد الصراع خلال فصل الشتاء، مع جعل الأمور غير سارة قدر الإمكان لأوكرانيا المنهكة وأوروبا الفقيرة في مجال الطاقة وواشنطن المشتتة بشكل متزايد، فربما تتصدع كييف والغرب.
وسيكون من الصعب تنفيذ الاستراتيجية بالنسبة للروس، فالبلد الذي يشتهر بالازدهار في الشتاء يفتقر إلى الملابس الدافئة، وحتى الطعام الذي ستحتاجه بعض قواته للصمود في الأشهر المقبلة، لكن هذا ليس جنونا، نظرا لافتقار بوتين إلى خيارات أفضل وبعض العلامات المتفرقة على شعور الغرب بالإرهاق بالنسبة للمساعدات.
وأحد الأسباب التي تجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى للحصول على حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا الآن، هو عدم اليقين بشأن مقدار المساعدات التي سيكون مجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية على استعداد لتقديمها في 2023، ومن هنا جاءت تقارير قبل يومين، بأن الإدارة ستزود كييف ببطاريات الدفاع الصاروخي باتريوت.
خيارات صعبة
يجلب الشتاء خيارات صعبة لأوكرانيا أيضا، فقواتها منهكة من القتال العنيف، ومن منظور عسكري بحت، فإن التوقف العملياتي أمر منطقي، ولكن من وجهة نظر سياسية ودبلوماسية، قد يكون الانتظار أكثر خطورة.
ومن المؤكد أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يشعر بالقلق من أن حتى ظهور مأزق الشتاء قد يضخم التناقض الغربي، والإشارات من واشنطن ليست مطمئنة تماما.
ففي الأسبوع الماضي، أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أن الأولوية الأمريكية هي مساعدة أوكرانيا على استعادة الأراضي التي كانت تحت سيطرتها في 24 فبراير يوم الغزو، مع تأجيل القرارات المتعلقة بشبه جزيرة القرم والأراضي الأخرى المفقودة منذ 2014 إلى تاريخ لاحق.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، إن أوكرانيا لا بد أن تبدأ المفاوضات قبل أن ينتهي بها المطاف في مستنقع على غرار الحرب العالمية الأولى. وقد يخشى زيلينسكي من خطر سياسي داخلي أيضا، إذا استراحت القوات الأوكرانية، بينما يشعر السكان بمعاقبتهم بشكل أكبر.
وقت الشتاء
يرى براندز أن الشتاء وقت مناسب لتنفيذ الضربات، فعندما تتجمد الأرض يمكن للدبابات والشاحنات السفر على الطرق الوعرة، وقد يحاول زيلينسكي هجوما آخر، ويتلخص أحد الخيارات في الاندفاع إلى منطقة زابوريجيا في الجنوب الشرقي، لقطع الجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم، ومحاصرة جيب آخر من قوات بوتين، وإثبات أن مزيدا من المساعدات الغربية ستمكن مزيدا من الانتصارات الأوكرانية.
إنه قرار صعب، لأن كييف يجب أن توازن بين مخاطر التقاعس عن العمل ومخاطر الهجوم الفاشل، وستصبح معضلة أوكرانيا أكثر حدة إذا اغتنم بوتين المبادرة الدبلوماسية، خلال اقتراح وقف إطلاق النار قبل الربيع.
ويقول براندز، إنه لا شيء صادقا عن بوتين، ومن شأن وقف إطلاق النار ببساطة أن يخفف الضغط على الجيش الروسي، ويسمح لصناعة الأسلحة في البلاد باللحاق بمطالب الحرب، ويضع موسكو في وضع يسمح لها بتجديد الأعمال العدائية عندما يكون ذلك مناسبا، وسترفض أوكرانيا عن حق عرضا يجمد المكاسب الروسية القائمة.
يقول المحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز، وهو أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العامة في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، في مقال رأي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، إن الشتاء الأوكراني سيكون قاسيا مع انتشار الثلوج، لكنه لن يؤدي إلى توقف الحرب تماما. وتواجه كل من أوكرانيا وروسيا قرارات رئيسة، يمكن أن تعيد تشكيل الصراع دبلوماسيا وعسكريا، ولعل الاحتمال الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لأوكرانيا، وبالنسبة للولايات المتحدة، هو أن يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيرا في إظهار الذكاء الاستراتيجي الذي أظهره في الماضي.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بوتين يدرك متأخرا شيئا كان واضحا تماما لأولئك الذين هم خارج شرنقة التملق في الكرملين، ألا وهو أن روسيا تفتقر إلى الوسائل العسكرية لتحقيق أهدافها السياسية في أوكرانيا.
سلاح الشتاء
تطلق روسيا الصواريخ والذخائر بشكل أسرع من قدرة صناعتها الدفاعية الخاضعة لعقوبات شديدة على تجديدها، وتكافح قواتها للتمسك بمكاسبها المبكرة، ناهيك عن الاستيلاء على جميع الأراضي التي طالب بها بوتين بشكل غير قانوني وهزلي إلى حد ما لصالح روسيا.
ويقول، إن تهديدات بوتين بالتصعيد النووي فشلت في ردع أوكرانيا عن تجاوز خط أحمر روسي تلو الآخر ، وآخره عبر هجمات الطائرات بدون طيار على القواعد الجوية في عمق روسيا.
وعلى الرغم من كل القوى البشرية الروسية التي يفترض أنها لا نهاية لها، لا يستطيع بوتين حشد قوات إضافية تتجاوز ما يقرب من 300 ألف جندي استدعاهم في وقت سابق، دون استعداء السكان غير المبالين حتى الآن، وهذه المشاكل ليست جديدة، لكن استعداد بوتين للاعتراف بها، حتى بشكل غير مباشر، جاء في إطار اعترافه علنا الأسبوع الماضي بأن النصر ما زال بعيدا، لذا فإن أفضل استراتيجية يتبناها بوتين الآن هي استراتيجية قاسية بشكل مميز، ألا وهي استخدام ثلوج الشتاء كسلاح.
كسب الوقت
تستخدم روسيا الصواريخ والطائرات بدون طيار والمدفعية ضد الشبكة الكهربائية الأوكرانية، وغيرها من منشآت البنية التحتية الرئيسية لجعل السكان يعانون، وبعد انسحابها من خيرسون، تولت القوات الروسية في الغالب الدفاع، في محاولة لدعم خطوطها، ودمج الأفراد الذين تم حشدهم أخيرا، وكسب الوقت حتى الربيع.
وإذا تمكنت روسيا من إطالة أمد الصراع خلال فصل الشتاء، مع جعل الأمور غير سارة قدر الإمكان لأوكرانيا المنهكة وأوروبا الفقيرة في مجال الطاقة وواشنطن المشتتة بشكل متزايد، فربما تتصدع كييف والغرب.
وسيكون من الصعب تنفيذ الاستراتيجية بالنسبة للروس، فالبلد الذي يشتهر بالازدهار في الشتاء يفتقر إلى الملابس الدافئة، وحتى الطعام الذي ستحتاجه بعض قواته للصمود في الأشهر المقبلة، لكن هذا ليس جنونا، نظرا لافتقار بوتين إلى خيارات أفضل وبعض العلامات المتفرقة على شعور الغرب بالإرهاق بالنسبة للمساعدات.
وأحد الأسباب التي تجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى للحصول على حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا الآن، هو عدم اليقين بشأن مقدار المساعدات التي سيكون مجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية على استعداد لتقديمها في 2023، ومن هنا جاءت تقارير قبل يومين، بأن الإدارة ستزود كييف ببطاريات الدفاع الصاروخي باتريوت.
خيارات صعبة
يجلب الشتاء خيارات صعبة لأوكرانيا أيضا، فقواتها منهكة من القتال العنيف، ومن منظور عسكري بحت، فإن التوقف العملياتي أمر منطقي، ولكن من وجهة نظر سياسية ودبلوماسية، قد يكون الانتظار أكثر خطورة.
ومن المؤكد أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يشعر بالقلق من أن حتى ظهور مأزق الشتاء قد يضخم التناقض الغربي، والإشارات من واشنطن ليست مطمئنة تماما.
ففي الأسبوع الماضي، أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أن الأولوية الأمريكية هي مساعدة أوكرانيا على استعادة الأراضي التي كانت تحت سيطرتها في 24 فبراير يوم الغزو، مع تأجيل القرارات المتعلقة بشبه جزيرة القرم والأراضي الأخرى المفقودة منذ 2014 إلى تاريخ لاحق.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، إن أوكرانيا لا بد أن تبدأ المفاوضات قبل أن ينتهي بها المطاف في مستنقع على غرار الحرب العالمية الأولى. وقد يخشى زيلينسكي من خطر سياسي داخلي أيضا، إذا استراحت القوات الأوكرانية، بينما يشعر السكان بمعاقبتهم بشكل أكبر.
وقت الشتاء
يرى براندز أن الشتاء وقت مناسب لتنفيذ الضربات، فعندما تتجمد الأرض يمكن للدبابات والشاحنات السفر على الطرق الوعرة، وقد يحاول زيلينسكي هجوما آخر، ويتلخص أحد الخيارات في الاندفاع إلى منطقة زابوريجيا في الجنوب الشرقي، لقطع الجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم، ومحاصرة جيب آخر من قوات بوتين، وإثبات أن مزيدا من المساعدات الغربية ستمكن مزيدا من الانتصارات الأوكرانية.
إنه قرار صعب، لأن كييف يجب أن توازن بين مخاطر التقاعس عن العمل ومخاطر الهجوم الفاشل، وستصبح معضلة أوكرانيا أكثر حدة إذا اغتنم بوتين المبادرة الدبلوماسية، خلال اقتراح وقف إطلاق النار قبل الربيع.
ويقول براندز، إنه لا شيء صادقا عن بوتين، ومن شأن وقف إطلاق النار ببساطة أن يخفف الضغط على الجيش الروسي، ويسمح لصناعة الأسلحة في البلاد باللحاق بمطالب الحرب، ويضع موسكو في وضع يسمح لها بتجديد الأعمال العدائية عندما يكون ذلك مناسبا، وسترفض أوكرانيا عن حق عرضا يجمد المكاسب الروسية القائمة.