الحرب والمجاعة ثنائية الكوارث في الصومال
بيدوة تحولت إلى مدينة الموت خلال سنوات الحرب الأهلية
بيدوة تحولت إلى مدينة الموت خلال سنوات الحرب الأهلية
الثلاثاء - 13 ديسمبر 2022
Tue - 13 Dec 2022
مأساة تتكرر يوميا ولا نهاية لها.. عاشتها أوراي أدان، فعندما وصلت إلى مدينة بيدوة منذ ستة أشهر، كانت حاملا ومنهكة، تعاني من نقص التغذية، لدرجة أنها لم تكن تقوى حتى على الأكل. كان الجفاف قد حل فأتى على الأرض في قرية باكال يري الصومالية، حيث كانت تعمل هي وزوجها في الزراعة.
وحتى تنقذ ابنها البالغ من العمر عامين والجنين الذي تحمله، سارت على قدميها أسبوعين حتى بلغت أقرب مركز حضري وهي في حاجة ماسة إلى الرعاية والماء والغذاء، وعندما وصلت إلى مدينة بيدوة الواقعة في جنوب وسط الصومال، وأحيلت إلى مركز طبي بسبب طفليها اللذين يعانيان من نقص التغذية.
تقول الشابة أوراي «لقد خسرت كل شيء».. لتجسد قصصا ومآسي الملايين في الصومال التي تعيش الكوارث بين ثنائية الحرب والمجاعة، بينما يواجه آلاف الأطفال الجوع بشكل يومي.
7 ملايين جائع
ينقل موقع (24) الإماراتي عن صحيفة «لاستامبا» أرقاما مرعبة، فبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، تأثر 7 ملايين نسمة بالجفاف، وأمسوا يواجهون حالات نقص جسيمة في الغذاء، و1.5 مليون طفل عرضة لخطر سوء التغذية الحاد، و1.2 مليون شخص تركوا كل شيء وراءهم منذ بضعة أشهر بحثا عن الطعام والماء في المراكز الحضرية، ولم يشهد الصومال أمطارا منذ أربعة مواسم، والموسم الخامس ليس مبشرا أيضا، والجفاف وحده ليس مبررا كافيا لهذه الأرقام.
أمست الصومال مجددا ضحية للآثار المتضافرة للتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمية والحرب التي استعرت في الدولة لثلاثين عاما، إذ تسيطر جماعة الشباب الإرهابية على مساحات شاسعة من المناطق الريفية، وتحاصر القرى والمدن، وتهدد المدنيين وعمال الإغاثة، وبلغت آثار غزو روسيا لأوكرانيا القرن الأفريقي، إن ما يشهده الصومال الآن بمنزلة عاصفة عاتية تسوقه إلى شفير مجاعة جديدة.
مدينة الموت
لم تحقق تحذيرات الأمم المتحدة من الأزمة الوشيكة إلا قليلا، ففي ديسمبر الماضي، لم يكن الغزو الروسي لأوكرانيا قد بدأ، وكانت منطقة القرن الأفريقي تكابد بالفعل ويلات وتبعات موسم رابع آخر بلا أمطار، وأصدرت الأمم المتحدة تحذيرات متكررة من أن مستويات الجوع كانت كارثية «لأكثر من عام كامل»، داعية الدول إلى التصرف قبل أن يعلن عن حدوث مجاعة.
وفي السنة التالية، صرف غزو روسيا لأوكرانيا انتباه العالم أيضا، وكذلك المساعدات المالية، وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، شهدت مدينة بيدوة أسوأ حالة فوضى على الإطلاق، وبعدما كانت مركزا لإنتاج الحبوب الصومالية في الماضي، اكتسبت بيدوة اسم «مدينة الموت» خلال سنوات الحرب الأهلية.
وخلال المجاعة التي وقعت عام 1992، مات نحو ثلث سكان المدينة من الجوع والصعاب. وأمسى جلب المساعدات إلى هنا شاقا على نحو متزايد، فهناك عدد قليل من الرحلات التجارية، فضلا عن الرحلات الجوية للأمم المتحدة القادمة من مقديشو.
أطفال منهكونوالمؤلم وفقا لتقرير الصحيفة الإسبانية، أن الذين وصلوا إلى هذه المدينة من الريف ساروا لأيام وهم يحملون أطفالهم المنهكين، وقال محمد عثمان الطبيب المسؤول عن مركز بيدوة لمراقبة المرضى الذي تديره مؤسسة «أنقذوا الأطفال» إن «الأرقام ومستوى سوء التغذية الذي نشهده عند الأطفال اليوم يطابق ما شهدناه عام 2011».
وعثمان في أوائل العقد الرابع من عمره، ويتذكر أعداد الوفيات في عامي 1992 و2011 لأنه كان موجودا آنذاك. واليوم، إذ يعيش في مدينة محاصرة في خضم مساعدات قاصرة وأعداد مضاعفة من المرضى الذين يدخلون المستشفيات، يقول عثمان «لم يخيل إلي أن هذه الكارثة ستتكرر»، فالناس يطرقون الباب، ويخبرونه بأنهم لم يطعموا أطفالهم منذ ثلاثة أو أربعة أو خمسة أيام.
وفي كل مرة، يفعل ما يمليه عليه ضميره وما في استطاعته؛ فيجلب لهم الأوكسجين، والمضادات الحيوية، والطعام. ويعود إلى بيته متسائلا من الذي ستسوء حالته في اليوم التالي، وما إذا كانت ستتوفر لديه أدوية كافية للجميع، ومن الأم التالية التي ستقرع باب المركز، وما إذا كان بمقدوره أن ينقذ أطفالها.
أرقام الجوع في الصومال:
وحتى تنقذ ابنها البالغ من العمر عامين والجنين الذي تحمله، سارت على قدميها أسبوعين حتى بلغت أقرب مركز حضري وهي في حاجة ماسة إلى الرعاية والماء والغذاء، وعندما وصلت إلى مدينة بيدوة الواقعة في جنوب وسط الصومال، وأحيلت إلى مركز طبي بسبب طفليها اللذين يعانيان من نقص التغذية.
تقول الشابة أوراي «لقد خسرت كل شيء».. لتجسد قصصا ومآسي الملايين في الصومال التي تعيش الكوارث بين ثنائية الحرب والمجاعة، بينما يواجه آلاف الأطفال الجوع بشكل يومي.
7 ملايين جائع
ينقل موقع (24) الإماراتي عن صحيفة «لاستامبا» أرقاما مرعبة، فبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، تأثر 7 ملايين نسمة بالجفاف، وأمسوا يواجهون حالات نقص جسيمة في الغذاء، و1.5 مليون طفل عرضة لخطر سوء التغذية الحاد، و1.2 مليون شخص تركوا كل شيء وراءهم منذ بضعة أشهر بحثا عن الطعام والماء في المراكز الحضرية، ولم يشهد الصومال أمطارا منذ أربعة مواسم، والموسم الخامس ليس مبشرا أيضا، والجفاف وحده ليس مبررا كافيا لهذه الأرقام.
أمست الصومال مجددا ضحية للآثار المتضافرة للتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمية والحرب التي استعرت في الدولة لثلاثين عاما، إذ تسيطر جماعة الشباب الإرهابية على مساحات شاسعة من المناطق الريفية، وتحاصر القرى والمدن، وتهدد المدنيين وعمال الإغاثة، وبلغت آثار غزو روسيا لأوكرانيا القرن الأفريقي، إن ما يشهده الصومال الآن بمنزلة عاصفة عاتية تسوقه إلى شفير مجاعة جديدة.
مدينة الموت
لم تحقق تحذيرات الأمم المتحدة من الأزمة الوشيكة إلا قليلا، ففي ديسمبر الماضي، لم يكن الغزو الروسي لأوكرانيا قد بدأ، وكانت منطقة القرن الأفريقي تكابد بالفعل ويلات وتبعات موسم رابع آخر بلا أمطار، وأصدرت الأمم المتحدة تحذيرات متكررة من أن مستويات الجوع كانت كارثية «لأكثر من عام كامل»، داعية الدول إلى التصرف قبل أن يعلن عن حدوث مجاعة.
وفي السنة التالية، صرف غزو روسيا لأوكرانيا انتباه العالم أيضا، وكذلك المساعدات المالية، وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، شهدت مدينة بيدوة أسوأ حالة فوضى على الإطلاق، وبعدما كانت مركزا لإنتاج الحبوب الصومالية في الماضي، اكتسبت بيدوة اسم «مدينة الموت» خلال سنوات الحرب الأهلية.
وخلال المجاعة التي وقعت عام 1992، مات نحو ثلث سكان المدينة من الجوع والصعاب. وأمسى جلب المساعدات إلى هنا شاقا على نحو متزايد، فهناك عدد قليل من الرحلات التجارية، فضلا عن الرحلات الجوية للأمم المتحدة القادمة من مقديشو.
أطفال منهكونوالمؤلم وفقا لتقرير الصحيفة الإسبانية، أن الذين وصلوا إلى هذه المدينة من الريف ساروا لأيام وهم يحملون أطفالهم المنهكين، وقال محمد عثمان الطبيب المسؤول عن مركز بيدوة لمراقبة المرضى الذي تديره مؤسسة «أنقذوا الأطفال» إن «الأرقام ومستوى سوء التغذية الذي نشهده عند الأطفال اليوم يطابق ما شهدناه عام 2011».
وعثمان في أوائل العقد الرابع من عمره، ويتذكر أعداد الوفيات في عامي 1992 و2011 لأنه كان موجودا آنذاك. واليوم، إذ يعيش في مدينة محاصرة في خضم مساعدات قاصرة وأعداد مضاعفة من المرضى الذين يدخلون المستشفيات، يقول عثمان «لم يخيل إلي أن هذه الكارثة ستتكرر»، فالناس يطرقون الباب، ويخبرونه بأنهم لم يطعموا أطفالهم منذ ثلاثة أو أربعة أو خمسة أيام.
وفي كل مرة، يفعل ما يمليه عليه ضميره وما في استطاعته؛ فيجلب لهم الأوكسجين، والمضادات الحيوية، والطعام. ويعود إلى بيته متسائلا من الذي ستسوء حالته في اليوم التالي، وما إذا كانت ستتوفر لديه أدوية كافية للجميع، ومن الأم التالية التي ستقرع باب المركز، وما إذا كان بمقدوره أن ينقذ أطفالها.
أرقام الجوع في الصومال:
- 7 ملايين يواجهون الجفاف.
- 1.5 مليون طفل عرضة للموت.
- 1.2 مليون نزحوا بحثا عن الماء والطعام.