سارة مطر

إجازة مرضية يرحم والدينك

الاحد - 04 ديسمبر 2022

Sun - 04 Dec 2022

حتى يحصل الموظف في أي جهة حكومية أو خاصة على إجازة طبية من الطبيب المعالج، يجب أن يكون قد تلقى 17 طعنة في ظهره، و11طعنة في بطنه، أو أصيب بالشلل في قدمه أو يده، والأخيرة هناك شك يعتمد على رأي الطبيب، إذا وجد أنك وحتى إن كنت مشلولا يمكنك الذهاب إلى عملك؛ لذا، فأنت لن تحصل على الإجازة المرضية المقدسة.

أمر غريب للغاية، السؤال هنا: هل تتم محاكمة الأطباء الذين يعطون إجازات مرضية للموظفين؟ هل من الممكن أن يحال مثلا إلى التحقيق لو علمت إدارة المستشفى أن الطبيب أعطى إجازة لمرضاه؟ هل يفصل؟ هل يعطى إنذارا لما قام به؟ وهل يحصل على ترقية إذا ما تمت مراجعة ملف الطبيب، ولم تجد إدارة المستشفى أنه خلال عمله قد أعطى خلال عام ـ على سبيل المثال ـ أحد مرضاه إجازة مرضية ليوم أو يومين؟.

أريد أن أفهم هذا السر، أن أعي تماما ما المكسب الحقيقي حينما يتعامل الطبيب مع المريض وكأنه جماد بلا مشاعر أو أحاسيس. من وجهة نظري، يجب أن يعاقب كل طبيب ـ ذكرا كان أم أنثى ـ حين لا يبدي تعاطفه الإنساني، والذي هو نصف العلاج، ويشعرك بأنه قد خدمك خدمة العمر، حينما لا يوقع لك على إجازة مرضية ولو ليوم واحد.

هل ستخبرني أن هناك كثيرين من الذين يزورون المستشفى لا يحتاجون إلى إجازة مرضية. ولكن في المقابل، سأخبرك ـ أيضا ـ أن هناك كثيرين من الذين هم في أمس الحاجة إلى الراحة في البيت ولو ليوم واحد فقط، كأن يشعر بأن طاقته في هذا اليوم لا تحتمل مزيدا من ضغط العمل، أو أنه في خلاف مع أحدهم في العمل، ويريد أن يبتعد ولو ليوم واحد، أو يشعر بأنه من الضروري الجلوس في البيت لحل بعض المشكلات. هناك أشكال متعددة وحاجات كثيرة تدفع البعض لأن يحصل على إجازة، وليس من الضروري أن يأتي إلى المستشفى بسبب سكينة طعن بها، وعلى الأخص حينما لا يتبقى للموظف من إجازته ولو يوم واحد فقط.

الأطباء ملزمون بالتعاطف مع المريض، وليس لأن الزائر أو المريض قد جاء إلى المستشفى وأوضحت علاماته الحيوية بأنه بخير، وأن ذلك يعني بأنه لا يستحق الجلوس في البيت ولو ليوم واحد، لقد كان والدي ـ يرحمه الله ـ مصابا بمرض الزهايمر من الدرجة الأخيرة، وكانت علاماته الحيوية جيدة جدا. أيها الطبيب ليست العلامات الحيوية يعني بها أن المريض كاذب حينما يخبرك بحاجته إلى الراحة!.

من وجهة نظري، ليست هذه شطارة حينما يرفض الطبيب المعالج إعطاء المريض إجازة مرضية، وعلى الأخص حينما يتكلم بفوقية تجاه المريض، وكأنه ساحر قد كشف المستور، طالما المريض قد جاء إلى المستشفى فإنه يستحق أن يحصل على الراحة على الأقل في اليوم الذي جاء فيه إلى المستشفى. هناك قصص مخزية تظهر الطبيب بأنه قوي وجبار، وأنه اصطاد أن المريض لا يستحق، أو كشف كذبه بخصوص الإجازة، هذه ليست شطارة وإنما عدم وجود تعاطف بين الطرفين.

بعض الأطباء يفخرون بأنهم لا يعطون إجازات مرضية، وأنا أتمنى أن يعاقب كل طبيب لم يبدي فهمه وإدراكه لحاجة المريض إلى الراحة.