رح يا حطب لأمي
الثلاثاء - 15 نوفمبر 2022
Tue - 15 Nov 2022
ليلة شتاء باردة عاشتها إحدى الأسر السعودية في الثمانينات الهجرية جنوب المملكة عندما كلفت الأم ابنتها للاحتطاب نيابة عنها، حيث بدأت بجمع حزمة الحطب وربطها بالحبل، وعندما همت بحملها شاهدت مجموعة من بنات القرية يلعبن بعض الألعاب الدارجة في ذلك الوقت، شدها ما رأت فرمت الفأس وسارعت نحوهن لتشاركهن اللعب بكل حماس وشغف حتى غابت الشمس وأدركهن الظلام وشعرن بالخوف فهرعن مسرعات للعودة إلى منازلهن بينما نست هي حزمة الحطب تماما وعندما وصلت إلى المنزل خالية اليدين، كان سؤال الأم المنطقي: وين الحطب؟ بينما كان جوابها: ما جاكم الحطب؟ والله ثم والله إني جمعته ثم حزمته وقلت له: رح ياحطب لأمي!!.
لم تتمكن البنت من تحديد مكان حزمة الحطب في اليوم التالي وفقد معها الفأس والحبل أيضا وأصبحت تلك القصة الحزينة مضربا للمثل منذ ذلك الحين عند عدم اكتمال الأعمال أو التقصير في متابعتها لأي سبب من الأسباب، تلك الحزمة المفقودة تمثل المشروع الذي لم يتم تسليمه ولم ينتفع به أحد بينما صرفت ميزانيته وأهدرت موارده، والأم تمثل ذلك المسؤول أو المالك الذي لم يدرك أهمية اختيار الكوادر والتدريب والتأهيل بينما تمثل البنت الموظف أو المتعهد الذي يهتم دائما بالمهم دون الأهم دون الشعور بالمسؤولية الكافية لتأدية مهامه المناطة إليه.
الرقابة والمتابعة منذ اللحظة الأولى لكل المهام والمشاريع والبرامج مع التركيز بشكل خاص على النقاط الجوهرية والمرحلية وجداولها الزمنية والعناية القصوى بتعريف المخاطر وتحديد مؤشراتها تعظمان وتزيدان من فرص النجاح في حال كانت جوانب التخطيط والتنظيم والتدريب والتأهيل كما يجب أن تكون عليه من الجودة والإتقان، كما أنها تسهم بشكل فعال في سد الثغرات التي تنشأ عن جوانب القصور في تلك النواحي أثناء مراحل التنفيذ المختلفة.
النهاية الحزينة وغير الموفقة لمهمة جمع الحطب ارتبطت بعدم عناية الأم بمتابعة سير عمل ابنتها وعدم استشعارها لخطورة تأخرها عن الموعد المتعارف عليه في ذلك الوقت للعودة إلى المنازل وهو قبيل غروب الشمس بفترة كافية لتفادي ما يمكن تفاديه فحدث ما لم يحمد عقباه وفقدت حزمة الحطب تماما حينها اضطرت الأم للعودة للاحتطاب بصحبة ابنتها لينعم الجميع بليالي الشتاء الدافئة من جديد، ولكي تكتسب ابنتها المهارات الأساسية لتأدية مختلف مهامها بمسؤولية أكبر وجودة أعلى بينما أدركت هي تماما أهمية الرقابة، والمتابعة، وتعريف المخاطر، وتحديد مؤشراتها للعمل على تجنبها، والتقليل من آثارها حال حدوثها، ولأهمية تلك العمليات في شتى جوانب حياتنا جميعا ستشكل فحوى مقالي القادم بحول الله تعالى.
mqaahtani@
لم تتمكن البنت من تحديد مكان حزمة الحطب في اليوم التالي وفقد معها الفأس والحبل أيضا وأصبحت تلك القصة الحزينة مضربا للمثل منذ ذلك الحين عند عدم اكتمال الأعمال أو التقصير في متابعتها لأي سبب من الأسباب، تلك الحزمة المفقودة تمثل المشروع الذي لم يتم تسليمه ولم ينتفع به أحد بينما صرفت ميزانيته وأهدرت موارده، والأم تمثل ذلك المسؤول أو المالك الذي لم يدرك أهمية اختيار الكوادر والتدريب والتأهيل بينما تمثل البنت الموظف أو المتعهد الذي يهتم دائما بالمهم دون الأهم دون الشعور بالمسؤولية الكافية لتأدية مهامه المناطة إليه.
الرقابة والمتابعة منذ اللحظة الأولى لكل المهام والمشاريع والبرامج مع التركيز بشكل خاص على النقاط الجوهرية والمرحلية وجداولها الزمنية والعناية القصوى بتعريف المخاطر وتحديد مؤشراتها تعظمان وتزيدان من فرص النجاح في حال كانت جوانب التخطيط والتنظيم والتدريب والتأهيل كما يجب أن تكون عليه من الجودة والإتقان، كما أنها تسهم بشكل فعال في سد الثغرات التي تنشأ عن جوانب القصور في تلك النواحي أثناء مراحل التنفيذ المختلفة.
النهاية الحزينة وغير الموفقة لمهمة جمع الحطب ارتبطت بعدم عناية الأم بمتابعة سير عمل ابنتها وعدم استشعارها لخطورة تأخرها عن الموعد المتعارف عليه في ذلك الوقت للعودة إلى المنازل وهو قبيل غروب الشمس بفترة كافية لتفادي ما يمكن تفاديه فحدث ما لم يحمد عقباه وفقدت حزمة الحطب تماما حينها اضطرت الأم للعودة للاحتطاب بصحبة ابنتها لينعم الجميع بليالي الشتاء الدافئة من جديد، ولكي تكتسب ابنتها المهارات الأساسية لتأدية مختلف مهامها بمسؤولية أكبر وجودة أعلى بينما أدركت هي تماما أهمية الرقابة، والمتابعة، وتعريف المخاطر، وتحديد مؤشراتها للعمل على تجنبها، والتقليل من آثارها حال حدوثها، ولأهمية تلك العمليات في شتى جوانب حياتنا جميعا ستشكل فحوى مقالي القادم بحول الله تعالى.
mqaahtani@
