عسكرة اليابان سلاح أمريكي لمواجهة الصين

هال براندز: 90% يطالبون حكومتهم بالاستعداد لمواجهة غزو التنين لتايوان
هال براندز: 90% يطالبون حكومتهم بالاستعداد لمواجهة غزو التنين لتايوان

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2022

Tue - 08 Nov 2022

بعد عقود من تبني اليابان سياسة التعايش السلمي والالتزام، بعد امتلاك قوة عسكرية قادرة على التصدي للتهديدات الإقليمية، تتزايد المؤشرات إلى تحول استراتيجية طوكيو، والتفكير الجدي في امتلاك قدرات عسكرية قادرة على خوض المعارك مع القوى الإقليمية، والمشاركة الفعالة في أي صراع إقليمي قد تشهده منطقة شرق آسيا.

ويقول المحلل السياسي الأمريكي هال براندز، في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج، إن زيارته الأخيرة لليابان ولقاءاته مع كبار المسؤولين والمحللين في طوكيو، كشفت ثورة في التفكير الاستراتيجي لليابان، نتيجة الممارسات العدوانية للصين في منطقة شرق آسيا، مما دفع اليابان إلى السعي كي تكون قادرة على مواجهة أكبر دولة من حيث عدد السكان، وأحد أكبر القوى العسكرية في العالم.

ويشير إلى أن اليابان والصين ظلتا على مدى قرون في حالة صراع للهيمنة على شرق آسيا، وفي بعض الأحيان كانت إحدى الدولتين تهدد وجود الأخرى.

خطر الصين

إذا كانت الصين بالنسبة للولايات المتحدة خطرا، فإنها تظل خطرا بعيدا، لكنها بالنسبة لليابان تمثل خطرا وجوديا على أعتاب بابها. وقبل سنوات من إعلان القادة الأمريكيين عودة الصراع بين القوى العظمى في العالم، كان المسؤولون اليابانيون يحذرون من تنامي الخطر الصيني. ومع تنامي قدرات التنين وتزايد خطورة ممارساتها في مضيق تايوان، تزايدت حدة مخاوف اليابان.

ويقول براندز، الباحث المقيم في معهد «المشروع الأمريكي»، والحاصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة ييل الأمريكية، إنه في حين بدت العاصمة اليابانية، التي زارها خلال الأيام الماضية، جميلة، كان هناك شعور قوي للغاية بأن عاصفة قوية تتجمع في الأفق، مشيرا إلى تحذير رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في يونيو الماضي، من أن أوكرانيا اليوم وقد يكون شرق آسيا غدا، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، والخطر الصيني على دول شرق آسيا.

وخلال الشهر نفسه أظهر استطلاع للرأي أن حوالي 90% من اليابانيين يعتقدون أنه ينبغي على بلادهم الاستعداد لمواجهة غزو الصين لتايوان، وكان ذلك قبل أن يقرر الرئيس الصيني شي جين بينج، صب مزيد من الزيت على نار التوتر الإقليمي، بإطلاق صواريخ باليستية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي العاصمة التايوانية تايبيه.

مقامرة عسكرية

في الوقت نفسه تتباين الآراء في طوكيو، كما هو الحال في واشنطن، بشأن متى سيكون خطر الحرب أكبر، وما إذا كان (شي) سيغامر بكل شيء في مقامرة عسكرية عالية المخاطر.

وقال بعض المسؤولين اليابانيين عن التغييرات التي أدخلها الرئيس الصيني أخيرا على دوائر الحكم العليا، والتي شهدت تعيين أحد المحاربين القدماء في آخر حروب الصين الخارجية في فيتنام عام 1979، وقائد سابق للقوات الصينية المواجهة لتايوان، في أعلى منصبين باللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الحاكم، إنها تمثل تشكيل مجلس حرب.

في الوقت نفسه يقول مسؤولون يابانيون آخرون إن الجيش الشعبي سيظل لسنوات قادمة مفتقدا القدرات الرئيسية اللازمة لغزو تايوان، مثل سفن الإنزال البرمائية.

ورغم ذلك لا جدال في اليابان على ضرورة استعداد البلاد لمواجهة الاضطراب، لأن استيلاء الصين على تايوان بالقوة سيكون كارثة لليابان، فإذا سقطت تايوان في قبضة الصين، قد تصبح الجزر في أقصى جنوب غرب الأرخبيل الياباني دون أي قدرة دفاعية، كما أن الصين قد تعترض خطوط التجارة الحيوية لليابان، وتزيد الضغط عليها في النزاع بشأن السيادة على جزر سينكاكو، وقهر منافستها التاريخية في المنطقة.

تحرك سريع

أعلنت حكومة اليابان بأقصى قوة ممكنة، أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لغزو تايوان، رغم نفور اليابان التقليدي منذ الحرب العالمية الثانية من استخدام القوة بشكل عام. وبالفعل بدأت اليابان التحرك السريع لتعزيز قدراتها العسكرية للدفاع والردع.

وتخطط اليابان لمضاعفة إنفاقها العسكري بحلول 2027، كما حولت بعض جزرها الجنوبية الغربية إلى نقاط حصينة مزودة بصواريخ مضادة للسفن وأنظمة دفاع جوي، كما تعتزم استخدام أسطولها المتقدم من الغواصات، للتصدي للبحرية الصينية. تتحرك طوكيو للحصول على صواريخ توما هوك الأمريكية العابرة للقارات، وغيرها.

ويبرر اليابانيون بعض هذه التحركات العسكرية الأخيرة بأنها تستهدف التعامل مع الخطر الذي تمثله كوريا الشمالية التي تواصل إطلاق الصواريخ بالقرب من اليابان، لكن المسؤولين اليابانيين اعترفوا في أحاديث خاصة بأن كل أزمة مع بيونج يانج تعزز حجتهم في ضرورة الحصول على الأسلحة القادرة على مواجهة أي عدوان صيني.

في الوقت نفسه ازداد عمق التعاون العسكري بين أمريكا واليابان، إذ كثفت قوات البلدين التدريبات المشتركة، بما في ذلك التدريبات واسعة النطاق أمام الجزر اليابانية الجنوبية، خلال الشهر الحالي، مع الاستعداد للقيام بعمليات عسكرية مشتركة في حالة نشوب صراع حول تايوان.

كيف تسلح اليابان نفسها؟

  • حولت بعض جزرها الجنوبية الغربية إلى نقاط حصينة، مزودة بصواريخ مضادة للسفن وأنظمة دفاع جوي

  • تعتزم استخدام أسطولها المتقدم من الغواصات للتصدي للبحرية الصينية

  • تتحرك طوكيو للحصول على صواريخ توما هوك الأمريكية العابرة للقارات

  • ترفع من قدراتها العسكرية التي تمكنها من الوصول إلى الأراضي الصينية، لاستخدامها في أي هجوم مضاد