ولي العهد يعلن دعم المملكة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر بـ2.5 مليار دولار

انطلاق النسخة الثانية من المبادرة برئاسة مشتركة مع الرئيس المصري
انطلاق النسخة الثانية من المبادرة برئاسة مشتركة مع الرئيس المصري

الاثنين - 07 نوفمبر 2022

Mon - 07 Nov 2022

برئاسة مشتركة بين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، انطلقت أمس النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة شرم الشيخ، وسط مشاركة واسعة من كبار القادة في العالم، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط ودول المشرق العربي وأفريقيا والشركاء الدوليون.

وأعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، استضافة المملكة لمقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر والمساهمة بمبلغ 2.5 مليار دولار دعما لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى السنوات الـ10 المقبلة.وأكد في كلمة خلال افتتاحه أمس قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022، استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2050 م من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون؛ ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالميا، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول 2050م، بما يعزز دور الصندوق لاعبا رئيسا في دعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات المناخ.

وقال «إن المملكة تنتج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030م»، مشيرا إلى أن تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي، والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

ووصل ولي العهد أمس إلى شرم الشيخ ، حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأكد بيان صادر عن الديوان الملكي أنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، غادر ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أمس متوجها إلى مصر؛ للمشاركة في النسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» برئاسة سعودية مصرية مشتركة. إلى ذلك التقى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مركز المؤتمرات الدولي في شرم الشيخ، رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف.

وجرى بحث أوجه التعاون السعودي الباكستاني في مختلف المجالات، والجهود المبذولة في مواجهة التغير المناخي.

إلى ذلك بعث ولي العهد برقية شكر للرئيس المصري، إثر مغادرته شرم الشيخ بعد المشاركة في النسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، معربا فيها عن امتنانه بقوله «يطيب لي وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أعرب لكم عن بالغ امتناني وتقديري لما لقيته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة».

وأضاف «أود أن أشكركم على استضافة قمة الشرق الأوسط الأخضر في نسختها الثانية، إيمانا منكم بأهمية أهدافها التي ستتحقق بإذن الله بتكاتف الجهود، والمساهمة الفاعلة من دول المنطقة، وصولا إلى المزيد من الازدهار والرخاء لشعوبنا. متمنيا لكم دوام الصحة والسعادة، ولبلدكم وشعب مصر الشقيق المزيد من التقدم والازدهار».

الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تتطلب استمرار التعاون الإقليمي

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تهدف لزراعة 50 مليار شجرة واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة

تنويع مزيج الطاقة لإنتاج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030م

صندوق الاستثمارات العامة يستهدف الوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2050م

المملكة تطمح إلى تكثيف التعاون والتنسيق لتمويل المبادرات لإيجاد حلول إبداعية لمواجهة التحديات المناخية المشتركة في المنطقة

نص كلمة ولي العهد

«أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرني أن أكون بينكم في القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته بنجاح أعمال هذه القمة، كما أشكر أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ رئيس جمهورية مصر العربية على الدعوة الكريمة وحسن التنظيم لإنجاح العمل ضمن هذه المبادرة الإقليمية النوعية، التي تأتي بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية التغير المناخي (COP 27).

الإخوة الكرام، إن تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي، والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. وبتضافر الجهود الإقليمية تسعى المبادرة إلى دعم الجهود، والتعاون في المنطقة، لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10% من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة، إضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفا، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مخفضة بذلك 2.5% من معدلات الانبعاثات العالمية. وتحقيقا لمستهدفات خفض الانبعاثات، أطلقت المملكة مبادرة «السعودية الخضراء» لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030م، من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى، منها منصة تعاون دولية لتطبيق هذا النهج، وصندوق استثمار إقليمي مخصص لتمويل حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرة حلول الوقود النظيف من أجل توفير الغذاء.

كما قامت المملكة بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات ومصادر الطاقة النظيفة، المتمثلة باستخدام الطاقة المتجددة، بهدف إدارة الانبعاثات من المواد الهيدروكربونية، وأبرز هذه الخطوات يتمثل في تنويع مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة، بحيث يتم إنتاج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030م، والوصول بالتالي إلى إزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يعادل 15% من إسهامات المملكة المحددة وطنيا حاليا، بحلول 2035م.

وتحقيقا لمستهدف التشجير، الذي يجسد استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات، تم في القمة السابقة إطلاق مبادرات عديدة، منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب.

وإسهاما في تنفيذ أهداف هذه المبادرة، أعلنت المملكة عن استهدافها زراعة 10 مليارات شجرة، وزيادة المناطق المحمية البرية والبحرية إلى 30% من إجمالي المساحة الوطنية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، الحضور الكرام،

تأكيدا على التزام المملكة بجهود الاستدامة الدولية، أعلن عن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وقرارها الإسهام بمبلغ مليارين وخمسمائة مليون دولار دعما لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات.

كما أعلن اليوم عن استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2050 م من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالميا، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول 2050م، بما يعزز دور الصندوق لاعبا رئيسا في دعم الجهود العالمية في مواجهة تحديات المناخ.

مع الأخذ بعين الاعتبار الخطط التنموية للدول الأعضاء، وقدرتها على الانتقال المسؤول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة، وتشجيع الاستثمار فيها بالتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية.

وفي الختام، تجدد المملكة التزامها بالعمل مع دول المنطقة من أجل تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتكون نموذجا عالميا لمكافحة التغير المناخي، ونأمل أن تحقق قمة اليوم مخرجات تساهم في تعزيز العمل المشترك لضمان مستقبل مشرق وزاهر لأجيالنا القادمة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

الحضور الكريم، في ختام أعمال قمة الشرق الأوسط الأخضر، أتقدم بجزيل الشكر لفخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، على ما لقيناه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الإعداد والتنظيم المميز لاجتماعنا هذا. كما أتقدم بالشكر لقادة وممثلي الدول الأعضاء والدول المشاركة لمشاركتهم ومساهمتهم القيمة وجهودهم المبذولة لإنجاح أعمال القمة.

وتثمن المملكة مخرجات هذه القمة، والتي عكست التزام دولنا ورغبتها في تلبية أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وحرصها على استمرار التعاون، ورفع مستوى التنسيق لمواجهة تحديات التغير المناخي، للإسهام في الوصول إلى الأهداف المناخية العالمية.

وانطلاقا من دور المملكة الريادي أعلنت المملكة اليوم عددا من المبادرات التي من شأنها تمكين تحقيق مستهدفات المبادرة الطموحة.

ونسأل الله أن يبارك جهودنا ويكللها لما فيه الخير لشعوبنا والعالم. نسأل الله لهذه القمة التوفيق والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».