بعد 8 أشهر حرب.. هل يواجه بوتين مأزقا؟

الأحد - 23 أكتوبر 2022

Sun - 23 Oct 2022



فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
يرى المحلل الأمريكي جون هيربست أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مأزق الآن، فبعد مرور نحو 8 أشهر على شن غزو كبير تقليدي للإطاحة بحكومة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبسط السيطرة السياسية في أوكرانيا، لم يتحقق ذلك وأصبحت حكومته هي التي تبدو عليها دلالات الإجهاد.

وأضاف هيربست، سفير الولايات المتحدة سابقا بأوكرانيا وأوزبكستان، وكبير مديري مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أن الوضع قد تفاقم جراء قرارات بوتين الأخيرة لإدارة مشاكله السياسية التي شهدتها روسيا، نتيجة هجوم أوكرانيا الناجح المضاد في الشرق والجنوب.

وبدأ ذلك الهجوم المضاد في أوائل أغسطس، بعدما أوقفت أوكرانيا حملة موسكو للاستيلاء على كل منطقة دونباس، وحقق نجاحات كبيرة، إذ تم استعادة أراض بحلول منتصف سبتمبر، أكثر مما استولت عليها موسكو منذ أبريل الماضي.

المطالبة بالاستقالة

أدى نجاح أوكرانيا إلى إطلاق دعوات من مسؤولي البلديات في جميع أنحاء روسيا، تطالب بوتين بالاستقالة، وانتقاد حاد للمجهود الحربي من جانب القوميين المتطرفين الذين أصروا على التصعيد حتى النصر.

وأدى ذلك إلى انتقاد سياسة بوتين بشأن أوكرانيا، من جانب أشخاص غير متوقعين، وهما رفيقاه في مجموعة بريكس، الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة سمرقند في أوزبكستان.

وقد شن بوتين غزوا لأوكرانيا على أساس أنه عملية عسكرية خاصة وليس حربا، لأنه أراد على وجه التحديد أن يتجنب تجنيد الروس للمشاركة في القتال.

ورغم استطلاعات الرأي التي أجراها مركز ليفادا، والتي تظهر دعم غالبية كبيرة لحربه ضد أوكرانيا، كان بوتين يعلم يقينا أن الشعب الروسي ليست لديه رغبة كبيرة في خوضها.

خوف الآلاف

بثت عملية التعبئة الخوف في نفوس مئات الآلاف من الرجال في سن التجنيد، مما دفعهم للهرب من البلاد، وأثارت مظاهرات في 50 مدينة، واحتجاجات عنيفة في داغستان التي جندت منها موسكو بالفعل عددا كبيرا من الجنود، لإرسالهم إلى أوكرانيا، وأدت إلى شن هجمات على مراكز التجنيد في 20 مدينة وعلى الضباط القائمين بعملية التجنيد، وأعقبتها تقارير كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن مجندين جدد مجهزين بعتاد سيئ، اضطروا لشراء متطلباتهم من مالهم الخاص. وأصبح من المقلق للغاية للكرملين، ظهور انتقادات لقرار التعبئة من جانب شخصيات رفيعة المستوى، مثل رئيس مجلس الدوما فياشيسلاف فولودين، ورئيسة مجلس الاتحاد، الغرفة العليا فالنتينا ماتفيينكو، ورئيسة قناة روسيا اليوم مارجريتا سيمونيان.

وكان بوتين يأمل أن يقنع الغرب بالتلويح باستخدام الأسلحة النووية، خاصة الولايات المتحدة، بالضغط على زيلينسكي لحمله على وقف الهجوم المضاد في الأراضي التي تدعي روسيا ملكيتها الآن.

تحذير أمريكي

وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرا قويا عاما وخاصا لموسكو، بأن استخدام الأسلحة النووية، حتى التكتيكية ذات التأثير المنخفض، ستكون له عواقب مدمرة بالنسبة لروسيا.

وبدأت لعبة إلقاء اللوم الآن على مستويات عليا، تدعو لتفسير سبب إخفاقات موسكو في أوكرانيا، وكان ذلك موجها أساسا لوزير الدفاع سيرجي شويجو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، والكولونيل جنرال ألكسندر لابين ،قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية.

وهناك الآن تقارير مفادها أن مسؤولين رفيعي المستوى، يواجهون بشكل مباشر بوتين بالمخاوف، إزاء سياسته الفاشلة بشأن أوكرانيا.

واستطرد هيربست أن هذا لا يعني بالضرورة أن بوتين سيسقط قريبا، ولكن بدأت تصدعات خطرة تظهر في صرح نظام بوتين، وأن هذه بوضوح الفترة الأكثر غموضا في عهد الرئيس الروسي.

دحر العدوان

يوضح التاريخ الروسي أن خسارة الحروب ليست شيئا جيدا بالنسبة للملوك أو السلطويين، ويؤدي ذلك في الغالب إلى تغيير لفترة زمنية على الأقل، مثلما حدث في 1905، 1917، 1989، ويأمل بوتين في تجنب الهزيمة في أوكرانيا وهذا المصير، خلال توجيه تحذيرات شديدة على نحو متزايد، بأنه سيستخدم الأسلحة النووية ما لم توقف أوكرانيا هجومها المضاد الحالي في المناطق الأوكرانية التي تم ضمها أخيرا، والتي لا يسيطر الكرملين عليها بشكل كامل.

وختم هيربست تقريره بالقول إنه طالما يقف الغرب قويا ضد هذا التهديد المشكوك فيه، ويواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لدحر عدوان موسكو وإجبارها على التقهقر، فإنه لن يكون أمام القيادة الروسية أي بديل سوى التخلي عن خططها الإمبريالية بشأن أوكرانيا وغيرها من الدول المجاورة.

إجراءات بوتين الخطرة

  • تعبئة جزئية لسد النقص في قواته بأوكرانيا

  • تنظيم استفتاءات مشكوك فيها في 4 مناطق أوكرانية تخضع جزئيا فقط للسيطرة الروسية، أسفرت عن تصويت لصالح الانضمام إلى روسيا، أعقبها ضم هذه المناطق

  • تصريحات أقل دقة من مسؤولين روس كبار، بأنه إذا استمرت الهجمات الأوكرانية، فإنه يمكن الدفاع بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك استخدام أسلحة نووية