باحث أمريكي: الصينيون يحتلون العالم دون إطلاق رصاصة واحدة

الخميس - 06 أكتوبر 2022

Thu - 06 Oct 2022

بينما أثبت الصينيون بالقول والفعل عزمهم الهيمنة على بقية القرن الحادي والعشرين، يقول الباحث الأمريكي لورانس كاديش، عضو مجلس إدارة معهد جيتستون الأمريكي، في تقرير نشره المعهد «إنه على عكس الأساليب التي اتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من الواضح أن الصينيين يسعون إلى الوصول إلى مكانة عالمية دون إطلاق رصاصة واحدة».

ويتساءل كاديش: هل لدى الصينيين أسلحة نووية في ترسانتهم؟ نعم، بلا شك. وجيش قوي؟ نعم، وبحرية لديها قدرة كبيرة على تحدي أسطولنا في المحيط الهادئ. هل يقوم الصينيون باستكشاف الفضاء؟ إنهم هناك بالفعل. هل يملكون هيمنة رقمية؟ إنهم في سبيلهم لتحقيقها، مع القدرة على مراقبة أفكار وتصريحات وآراء أكثر من مليار مواطن.

ولكنهم يسعون من خلال اقتصادهم إلى إرجاع الولايات المتحدة إلى قوة عالمية من الدرجة الثانية- بإدراكهم أنه اقتصاد مفلس- وهو الذي أدى في نهاية المطاف إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي.

ويرى كاديش أن أحدث رؤية في استراتيجية الصين من أجل هيمنة عالمية لا يمكن التغلب عليها، تأتي من البحر، ولها علاقة محدودة بحاملة الطائرات الجديدة لديهم، أو غواصات الأعماق. وإنما تتعلق هذه الرؤية بالأسماك.

ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية دراسة شاملة عن صناعة الصيد في الصين، ووصفتها بأنها «عملية صيد عالمية لا نظير لها لدى أي دولة أخرى». وقد دفعت كثافة ونطاق أسطول الصيد الصيني، وقربه من سواحل الأمريكتين صحيفة التايمز إلى مراقبته، وقد «أثار الحجم تحذيرات بشأن الضرر الذي يلحق بالاقتصادات المحلية والبيئة وكذلك الاستدامة التجارية لأسماك التونة والحبار وغيرها من الأنواع الأخرى».

وأشار الباحث كاديش إلى أن السفن الصينية الضخمة التي تحمل مصانع على ظهرها، تجوب المياه سعيا لصيد أطنان من السمك لتعويض خسائر السمك في المياه الصينية، والأمر الذي لا يثير الدهشة، هو أن صحيفة التايمز ذكرت أن هذه السفن تنتهك بشكل منتظم المياه الإقليمية لدول ذات سيادة تطل على المحيطات.

وذكر الباحث الأمريكي أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها حقوق الصيد غضبا دوليا. فقد اندلعت «حروب سمك القد» بين بريطانيا العظمى وأيسلندا في خمسينيات القرن العشرين لتحديد صاحب الحق في صيد الأسماك شمالي المحيط الأطلسي. واحتاجت الولايات المتحدة المعترف بها حديثا آنذاك، وبريطانيا العظمى إلى الاتفاق بشأن حقوق الصيد في ثمانينات القرن الثامن عشر (1780s)، وأصبحت الأمور مثيرة للصراع بشكل خطير مطلع القرن التاسع عشر، قبل أن يسود المنطق السليم.

واختتم كاديش تقريره بالقول «ندرك أن هناك عددا من الأزمات التي تصرف انتباهنا حرب بوتين (على أوكرانيا) والتداعيات الدائمة للجائحة، والركود المتصاعد والتأثير الكارثي لتعاطي المخدرات والحالة المأساوية للتعليم العام، وغيرها من الأزمات. لكن يجب أن نفهم أن الأساطيل الصينية التي تعمل على مدار الساعة طول أيام الأسبوع قبالة السواحل هي مجرد انعكاس لعزم بكين صيد سمكة أكبر كثيرا أي الهيمنة العالمية على حساب جميع الدول الأخرى على الكوكب.