الأمريكي جوري: بوتين سيستخدم السلاح النووي
التصعيد طريق روسيا لتحقيق الانتصار في الخارج والداخل
التصعيد طريق روسيا لتحقيق الانتصار في الخارج والداخل
الثلاثاء - 04 أكتوبر 2022
Tue - 04 Oct 2022
يرى الدكتور دانيال جوري، المحلل العسكري ونائب رئيس مركز ليكسينجتون الأمريكي للأبحاث، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن فشل في محاولته الأولية لتحقيق هجوم مفاجئ ضد أوكرانيا، وحملته التالية لاحتلال أراض في شرق البلاد وغربها، قد اكتشف طريقة للانتصار بأن يبدو أنه خاسر.
وتعد خطوات بوتين الأخيرة، المتمثلة في إعلانه تعبئة جزئية، وإجراء استفتاءات في الأراضي المحتلة بأوكرانيا لانضمامها إلى روسيا، بوادر لاستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا.
وقال جوري في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه إذا واصلت القوات الأوكرانية، المسلحة بمجموعة من الأسلحة الغربية، هجماتها المضادة، فإنها ستمثل تهديدا للوطن الأم الروسي، في شكل الأراضي الجديدة التي استحوذت عليها روسيا حديثا، وسيرد بوتين على ذلك بعمل ما هدد به مرارا وتكرارا، وهو استخدام الأسلحة النووية.
انهيار الناتو
وسواء كان مثل هذا الاستخدام ضد هدف في أوكرانيا أو مجرد عمل استعراضي، ستكون التأثيرات واحدة، إذ لا شك أن مثل هذه الخطوة ستقوض الدعم الغربي لكييف، في ضوء أنه من المؤكد تقريبا أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يردا بالمثل، كما أنه من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى انهيار الناتو، وأساسا قد ينتصر بوتين من خلال خسارته.
ويقول جوري: إن القادة الغربيين والخبراء العسكريين لطالما فكروا في احتمال أنه حال فشلت موسكو في حملتها التقليدية ضد أوكرانيا، فستلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية، وذلك الاحتمال أصبح الآن شبه مؤكد. لقد ضاعف بوتين جهوده في حرب تقليدية لا يمكنه الانتصار فيها إذا استمر الارتباط الحالي للقوات، فالغرب بدأ توسعا صناعيا وعسكريا يزيد من التوازن العسكري ضد روسيا.
واضطرت موسكو بالفعل إلى السعي للحصول على المساعدة من أضعف الحلفاء -إيران وكوريا الشماليةـ ولن توفر التعبئة الجزئية للجيش الروسي الوسيلة لتغيير الوضع لصالحه على أرض المعركة، وستؤدي إلى تفاقم المعارضة ضد بوتين في الداخل، ولكن بالتصعيد يمكن لبوتين تحقيق الانتصار في الخارج وفي الداخل على السواء.
هجوم روسي
يوضح جوري، أن العقيدة النووية الروسية تنص بوضوح على أنه إذا هدد عدوان تقليدي ضد روسيا وجود الدولة، فإن هذا سيبرر استخدام الأسلحة النووية، ولم يتم على الإطلاق إيضاح تعريف المدى الذي يصل إليه أي هجوم تقليدي لتجاوز هذه العتبة.
وحدد بوتين مثل هذا الهجوم المهدد لوجود الدولة في خطابه الذي أعلن فيه التعبئة الجزئية، فقد أكد زعمه بأن هدف الغرب من وراء دعمه أوكرانيا هو تدمير روسيا، وتهديد كل الشعب الروسي، وأوضح بوتين أنه مسموح لروسيا استخدام الأسلحة النووية لحماية سلامة أراضي الدولة، والتي ستشمل الآن الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا.
والسؤال الآن هو، ما الذي سيفعله الناتو والغرب إذا ردت روسيا على الهجوم التقليدي الناجح لأوكرانيا باستخدام سلاح نووي؟
لن يردوا
يقول جوري: إنه من شبه المؤكد أن الناتو لن يرد بخطوة نووية مماثلة، وأن أي أحد شهد مناورات حربية عالية المستوى للولايات المتحدة أو الناتو خلال العقود المتعددة الماضية، مثله (جوري)، والتي استخدم فيها الجانب الآخر الأسلحة النووية ضدهما، يدرك أن من الصعب للغاية أن يرى واشنطن -فضلا عن حلف الناتو - ترد بالمثل، حتى إذا كانت القوات الأمريكية أو قوات الناتو هي هدف مثل هذا الهجوم، وما لم يكن الهجوم واسع النطاق، تلجأ الفرق التي تمثل الحكومة الأمريكية ودول الناتو دائما، تقريبا، إلى خيار القيام بحملة تقليدية مكثفة أو تتراجع.
وإذا ما استخدم بوتين سلاحا نوويا ضد أوكرانيا، ستكون الخيارات الغربية أكثر محدودية، فأوكرانيا ليست دولة عضو في الناتو، ولا تحظى بحماية المظلة النووية للحلف، وسيجد القادة الغربيون أن الرد باستخدام سلاح نووي أمر لا يمكن تصوره.
وكما قال مسؤول سابق، محنك، في الحكومة الأمريكية، وأحد المفاوضين السابقين في مجال الحد من الأسلحة النووية، فيما يتعلق بالكيفية التي سترد بها واشنطن على أي تفجير نووي روسي: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوة تصعيدية، من المؤكد أنها لن ترد باستخدام أسلحة نووية».
ويمكن التأكيد على أن بوتين يعلم ذلك.
ضعف غربي
في واقع الأمر، سيكون رد الفعل الغربي المحتمل في صالح بوتين، فبدء الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي سيقابل برد أقل من مناسب، مما يوضح الضعف الغربي. وسيمر استخدام موسكو للسلاح النووي دون مساءلة، مما يظهر أن الردع لا معنى له، وستعد روسيا نفسها لاستخدام الأسلحة النووية مرة أخرى في المستقبل. ومن المؤكد أن رصيد قبول بوتين لدى مواطنيه سيتحسن، وسيعلن أنه الزعيم الروسي الذي وقف أمام الغرب، واستخدم سلاحا نوويا للدفاع عن الوطن دون أن يتصدى له أحد.
وقال جوري في ختام تحليله: إن بوتين يعتقد أن الحرب في أوكرانيا أساسية لهزيمة تهديد وجود روسيا، يمثله توسع الناتو وجهوده لإيجاد دولة عميلة في أوكرانيا، وفي هذا السياق، يعد استخدام الأسلحة النووية مبررا، وكذلك يعد خطر التصعيد الغربي أيضا أمرا مبررا .
احتمالات الرد الغربي على نووي روسيا
• لن يرد بالمثل بداعي أن أوكرانيا ليست عضوا بـ(الناتو)
• تزويد أوكرانيا بعدد أكبر من الأسلحة التقليدية
• توسيع نطاق العقوبات الاقتصادية على روسيا
• محاولة تحشيد المجتمع الدولي لجعل روسيا دولة منبوذة
وتعد خطوات بوتين الأخيرة، المتمثلة في إعلانه تعبئة جزئية، وإجراء استفتاءات في الأراضي المحتلة بأوكرانيا لانضمامها إلى روسيا، بوادر لاستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا.
وقال جوري في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه إذا واصلت القوات الأوكرانية، المسلحة بمجموعة من الأسلحة الغربية، هجماتها المضادة، فإنها ستمثل تهديدا للوطن الأم الروسي، في شكل الأراضي الجديدة التي استحوذت عليها روسيا حديثا، وسيرد بوتين على ذلك بعمل ما هدد به مرارا وتكرارا، وهو استخدام الأسلحة النووية.
انهيار الناتو
وسواء كان مثل هذا الاستخدام ضد هدف في أوكرانيا أو مجرد عمل استعراضي، ستكون التأثيرات واحدة، إذ لا شك أن مثل هذه الخطوة ستقوض الدعم الغربي لكييف، في ضوء أنه من المؤكد تقريبا أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يردا بالمثل، كما أنه من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى انهيار الناتو، وأساسا قد ينتصر بوتين من خلال خسارته.
ويقول جوري: إن القادة الغربيين والخبراء العسكريين لطالما فكروا في احتمال أنه حال فشلت موسكو في حملتها التقليدية ضد أوكرانيا، فستلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية، وذلك الاحتمال أصبح الآن شبه مؤكد. لقد ضاعف بوتين جهوده في حرب تقليدية لا يمكنه الانتصار فيها إذا استمر الارتباط الحالي للقوات، فالغرب بدأ توسعا صناعيا وعسكريا يزيد من التوازن العسكري ضد روسيا.
واضطرت موسكو بالفعل إلى السعي للحصول على المساعدة من أضعف الحلفاء -إيران وكوريا الشماليةـ ولن توفر التعبئة الجزئية للجيش الروسي الوسيلة لتغيير الوضع لصالحه على أرض المعركة، وستؤدي إلى تفاقم المعارضة ضد بوتين في الداخل، ولكن بالتصعيد يمكن لبوتين تحقيق الانتصار في الخارج وفي الداخل على السواء.
هجوم روسي
يوضح جوري، أن العقيدة النووية الروسية تنص بوضوح على أنه إذا هدد عدوان تقليدي ضد روسيا وجود الدولة، فإن هذا سيبرر استخدام الأسلحة النووية، ولم يتم على الإطلاق إيضاح تعريف المدى الذي يصل إليه أي هجوم تقليدي لتجاوز هذه العتبة.
وحدد بوتين مثل هذا الهجوم المهدد لوجود الدولة في خطابه الذي أعلن فيه التعبئة الجزئية، فقد أكد زعمه بأن هدف الغرب من وراء دعمه أوكرانيا هو تدمير روسيا، وتهديد كل الشعب الروسي، وأوضح بوتين أنه مسموح لروسيا استخدام الأسلحة النووية لحماية سلامة أراضي الدولة، والتي ستشمل الآن الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا.
والسؤال الآن هو، ما الذي سيفعله الناتو والغرب إذا ردت روسيا على الهجوم التقليدي الناجح لأوكرانيا باستخدام سلاح نووي؟
لن يردوا
يقول جوري: إنه من شبه المؤكد أن الناتو لن يرد بخطوة نووية مماثلة، وأن أي أحد شهد مناورات حربية عالية المستوى للولايات المتحدة أو الناتو خلال العقود المتعددة الماضية، مثله (جوري)، والتي استخدم فيها الجانب الآخر الأسلحة النووية ضدهما، يدرك أن من الصعب للغاية أن يرى واشنطن -فضلا عن حلف الناتو - ترد بالمثل، حتى إذا كانت القوات الأمريكية أو قوات الناتو هي هدف مثل هذا الهجوم، وما لم يكن الهجوم واسع النطاق، تلجأ الفرق التي تمثل الحكومة الأمريكية ودول الناتو دائما، تقريبا، إلى خيار القيام بحملة تقليدية مكثفة أو تتراجع.
وإذا ما استخدم بوتين سلاحا نوويا ضد أوكرانيا، ستكون الخيارات الغربية أكثر محدودية، فأوكرانيا ليست دولة عضو في الناتو، ولا تحظى بحماية المظلة النووية للحلف، وسيجد القادة الغربيون أن الرد باستخدام سلاح نووي أمر لا يمكن تصوره.
وكما قال مسؤول سابق، محنك، في الحكومة الأمريكية، وأحد المفاوضين السابقين في مجال الحد من الأسلحة النووية، فيما يتعلق بالكيفية التي سترد بها واشنطن على أي تفجير نووي روسي: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوة تصعيدية، من المؤكد أنها لن ترد باستخدام أسلحة نووية».
ويمكن التأكيد على أن بوتين يعلم ذلك.
ضعف غربي
في واقع الأمر، سيكون رد الفعل الغربي المحتمل في صالح بوتين، فبدء الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي سيقابل برد أقل من مناسب، مما يوضح الضعف الغربي. وسيمر استخدام موسكو للسلاح النووي دون مساءلة، مما يظهر أن الردع لا معنى له، وستعد روسيا نفسها لاستخدام الأسلحة النووية مرة أخرى في المستقبل. ومن المؤكد أن رصيد قبول بوتين لدى مواطنيه سيتحسن، وسيعلن أنه الزعيم الروسي الذي وقف أمام الغرب، واستخدم سلاحا نوويا للدفاع عن الوطن دون أن يتصدى له أحد.
وقال جوري في ختام تحليله: إن بوتين يعتقد أن الحرب في أوكرانيا أساسية لهزيمة تهديد وجود روسيا، يمثله توسع الناتو وجهوده لإيجاد دولة عميلة في أوكرانيا، وفي هذا السياق، يعد استخدام الأسلحة النووية مبررا، وكذلك يعد خطر التصعيد الغربي أيضا أمرا مبررا .
احتمالات الرد الغربي على نووي روسيا
• لن يرد بالمثل بداعي أن أوكرانيا ليست عضوا بـ(الناتو)
• تزويد أوكرانيا بعدد أكبر من الأسلحة التقليدية
• توسيع نطاق العقوبات الاقتصادية على روسيا
• محاولة تحشيد المجتمع الدولي لجعل روسيا دولة منبوذة