البلطجة تهدد العالم
كلوث: التهديد والترويع ينتصر على التحضر في المجتمع الدولي
كلوث: التهديد والترويع ينتصر على التحضر في المجتمع الدولي
الأحد - 02 أكتوبر 2022
Sun - 02 Oct 2022
يرى الكاتب والمحلل الألماني أندرياس كلوث أن «البلطجة» باتت تغزو العالم، وتهدد الديمقراطية والسلام على الصعيد الدولي.
ويقول في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء «إن كثيرا من المثقفين يلقون اللوم على أنواع مختلفة من الاستقطاب: اليسار في مواجهة اليمين، والنخب ضد الشعبويين، والمتحمسون ضد المتحفظين، والمتعلمون أو الأغنياء ضد غير المتعلمين أو الفقراء، والمحليون ضد العالميين، والاستبداديون الصينيون - الروس ضد الديمقراطيين الغربيين، وهلم جرا.
ولكن كلوث يرى أن الثنائية الأكثر أهمية بين تلك الثنائيات هي المتحضرون في مواجهة البلطجية. والمشكلة - في الولايات المتحدة، وأوروبا، والبرازيل، والصين، والأمم المتحدة- هي أن الفوز مؤخرا كان من نصيب البلطجية في كل مكان تقريبا.
تهديد وترويع
والبلطجة أساسا هي الترويع باستخدام التهديد بالعنف. وهي تنتشر حيثما ينهار التحضر. ففي أماكن مثل ألمانيا أو إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى خرج البلطجية إلى الشوارع يضربون الآخرين أو يعنفون بالقول من لا يروقون لهم.
وكانوا يطلقون على أنفسهم أصحاب القمصان السوداء، وأصحاب القمصان البنية، والفيالق الحرة، والجبهات الحمراء وغيرها.
وتشمل نظراؤها المعاصرة حراس العهد، والأولاد الفخورون (براود بويز وهي جماعة يمينية متطرفة يتشكل معظم أعضائها من الذكور فقط) وذئاب الليل (وهو نادي دراجات روسي) وغيرهم.
ويضيف كلوث أنه سواء كانوا يتملقون موسوليني، أو لينين، أو ترمب، أو بوتين أو أي زعيم آخر، فإنه يمكن القول إن السياسة هي مجرد غطاء.
فالظاهرة الأساسية هي البلطجة.
ولا يحتاج البلطجية أن يكونوا مشاكسين جسديا ليخربوا ميدانا عاما. فالعنف يكفيه أن يكون ضمنيا، أو لفظيا، أو بدون شعور.
نقاش شرس
وعادة ينحدر البلطجية لمستوى نقاش شرس يعرف بـ»الماذا عنية» والمعروف أيضا بـ»ماذا عن» وهو أحد أنواع المغالطة التي تحاول التشكيك في موقف الخصم من خلال اتهامه بالنفاق دون دحض حجته بصورة مباشرة.
وكل ما يهم هو الذخيرة التي يمكن للبلطجية إطلاقها على من يتحدث معهم - والغطاء الذي يوفره لهم الغوغاء التابعون لهم.
ويقول إن البلطجة اللفظية تمثل إشكالية لسببين. أولهما الجو العام. فعندما يترأس البلطجية أو قادتهم مجموعة من الغوغاء لهم باع طويل في الكلام المشاكس، من السهل أن يتحول العنف إلى عنف بدني.
مثل ما حدث في مبنى الكابيتول الأمريكي، والسبب الثاني هو أن البلطجة اللفظية شكل من أشكال» الرذيلة المعرفية».
ومثلما تطرد العملة السيئة العملة الجيدة، تحل «الرذيلة المعرفية» محل «الفضيلة المعرفية»، وهو تعبير يستخدمه الأكاديميون للإشارة إلى التواضع الفكري.
فيروس البلطجة
وما حدث عندما يسيطر البلطجية على الأمور - كما حدث في جمهورية فايمار الألمانية - هو أن المواطنين المتحضرين انتابهم الخوف وكمنوا في نطاقاتهم الخاصة، تاركين الميدان العام للأشرار.
وهنا تراجعت الفضائل المعرفية التي اهتم بها كثيرا الأباء المؤسسون في أمريكا؛ وزادت الرذائل. وتشمل أعراض ذلك انتشار نظريات المؤامرة والاستخفاف بالحقيقة. والقيمة الوحيدة التي بقت هي القوة.
واختتم كلوث تحليله بالتساؤل عما إذا كان هناك علاج مضاد إذا كانت البلطجة فيروسا يعرض للخطر المجتمعات المفتوحة.
وأعرب عن خشيته من عدم وجود مثل هذا العلاج وقال «إن دفاعاتنا هي فقط حصن تحضرنا.
ويرى أنه ربما كان الأشخاص الذين يتسمون بالعقلانية والتواضع الفكري ما زالوا يمثلون الأغلبية العددية. ولكن في الغالب الأعم لا يحظون بالاستماع إليهم.
البلطجية.. من هم؟
ويقول في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء «إن كثيرا من المثقفين يلقون اللوم على أنواع مختلفة من الاستقطاب: اليسار في مواجهة اليمين، والنخب ضد الشعبويين، والمتحمسون ضد المتحفظين، والمتعلمون أو الأغنياء ضد غير المتعلمين أو الفقراء، والمحليون ضد العالميين، والاستبداديون الصينيون - الروس ضد الديمقراطيين الغربيين، وهلم جرا.
ولكن كلوث يرى أن الثنائية الأكثر أهمية بين تلك الثنائيات هي المتحضرون في مواجهة البلطجية. والمشكلة - في الولايات المتحدة، وأوروبا، والبرازيل، والصين، والأمم المتحدة- هي أن الفوز مؤخرا كان من نصيب البلطجية في كل مكان تقريبا.
تهديد وترويع
والبلطجة أساسا هي الترويع باستخدام التهديد بالعنف. وهي تنتشر حيثما ينهار التحضر. ففي أماكن مثل ألمانيا أو إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى خرج البلطجية إلى الشوارع يضربون الآخرين أو يعنفون بالقول من لا يروقون لهم.
وكانوا يطلقون على أنفسهم أصحاب القمصان السوداء، وأصحاب القمصان البنية، والفيالق الحرة، والجبهات الحمراء وغيرها.
وتشمل نظراؤها المعاصرة حراس العهد، والأولاد الفخورون (براود بويز وهي جماعة يمينية متطرفة يتشكل معظم أعضائها من الذكور فقط) وذئاب الليل (وهو نادي دراجات روسي) وغيرهم.
ويضيف كلوث أنه سواء كانوا يتملقون موسوليني، أو لينين، أو ترمب، أو بوتين أو أي زعيم آخر، فإنه يمكن القول إن السياسة هي مجرد غطاء.
فالظاهرة الأساسية هي البلطجة.
ولا يحتاج البلطجية أن يكونوا مشاكسين جسديا ليخربوا ميدانا عاما. فالعنف يكفيه أن يكون ضمنيا، أو لفظيا، أو بدون شعور.
نقاش شرس
وعادة ينحدر البلطجية لمستوى نقاش شرس يعرف بـ»الماذا عنية» والمعروف أيضا بـ»ماذا عن» وهو أحد أنواع المغالطة التي تحاول التشكيك في موقف الخصم من خلال اتهامه بالنفاق دون دحض حجته بصورة مباشرة.
وكل ما يهم هو الذخيرة التي يمكن للبلطجية إطلاقها على من يتحدث معهم - والغطاء الذي يوفره لهم الغوغاء التابعون لهم.
ويقول إن البلطجة اللفظية تمثل إشكالية لسببين. أولهما الجو العام. فعندما يترأس البلطجية أو قادتهم مجموعة من الغوغاء لهم باع طويل في الكلام المشاكس، من السهل أن يتحول العنف إلى عنف بدني.
مثل ما حدث في مبنى الكابيتول الأمريكي، والسبب الثاني هو أن البلطجة اللفظية شكل من أشكال» الرذيلة المعرفية».
ومثلما تطرد العملة السيئة العملة الجيدة، تحل «الرذيلة المعرفية» محل «الفضيلة المعرفية»، وهو تعبير يستخدمه الأكاديميون للإشارة إلى التواضع الفكري.
فيروس البلطجة
وما حدث عندما يسيطر البلطجية على الأمور - كما حدث في جمهورية فايمار الألمانية - هو أن المواطنين المتحضرين انتابهم الخوف وكمنوا في نطاقاتهم الخاصة، تاركين الميدان العام للأشرار.
وهنا تراجعت الفضائل المعرفية التي اهتم بها كثيرا الأباء المؤسسون في أمريكا؛ وزادت الرذائل. وتشمل أعراض ذلك انتشار نظريات المؤامرة والاستخفاف بالحقيقة. والقيمة الوحيدة التي بقت هي القوة.
واختتم كلوث تحليله بالتساؤل عما إذا كان هناك علاج مضاد إذا كانت البلطجة فيروسا يعرض للخطر المجتمعات المفتوحة.
وأعرب عن خشيته من عدم وجود مثل هذا العلاج وقال «إن دفاعاتنا هي فقط حصن تحضرنا.
ويرى أنه ربما كان الأشخاص الذين يتسمون بالعقلانية والتواضع الفكري ما زالوا يمثلون الأغلبية العددية. ولكن في الغالب الأعم لا يحظون بالاستماع إليهم.
البلطجية.. من هم؟
- يرجع أصل كلمة بلطجي إلى اللغة الهندية
- كانت تشير أساسا للعصابات العنيفة أو اللصوص
- تستخدام حاليا لتشير للمشاغبين، أو المتنمرين أو غيرهم من البهيميين