10 ضربات على الرأس فجرت ثورة الإيرانيين

مجلة أمريكية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل الشابة الكردية العشرينية مريم صدقي: النظام اختلق مقاطع فيديو كاذبة تصورها وهي تسقط متأثرة بأزمة قلبية ضابط بشرطة الإرشاد استشاط غضبا من صراخها فوجه لها لكمة قاضية عائلة مهسا الشجاعة رفضت الرضوخ للضغوط ولم تدس رأسها في التراب مسؤولو المستشفى اعترفوا بالضرب والانتهاكات الكبيرة التي تعرضت لها
مجلة أمريكية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل الشابة الكردية العشرينية مريم صدقي: النظام اختلق مقاطع فيديو كاذبة تصورها وهي تسقط متأثرة بأزمة قلبية ضابط بشرطة الإرشاد استشاط غضبا من صراخها فوجه لها لكمة قاضية عائلة مهسا الشجاعة رفضت الرضوخ للضغوط ولم تدس رأسها في التراب مسؤولو المستشفى اعترفوا بالضرب والانتهاكات الكبيرة التي تعرضت لها

الأحد - 25 سبتمبر 2022

Sun - 25 Sep 2022

10 ضربات على الرأس من شرطة الإرشاد العنيفة كانت كفيلة بكسر جمجمة الشابة الكردية مهسا أوميني المعروفة بـ(جينا).. وإنهاء حياتها لتفجر ثورة جديدة في إيران، وفقا لرواية جديدة وتفاصيل مهمة كشفت عنها الناشطة الإيرانية مريم معمار صدقي لمجلة «تابلت» الأمريكية.

تقول الناشطة التي تدير مؤسسة ومنتدى سايروس «إن ابنة الـ22 عاما، دخلت في غيبوبة جراء ضربات عنيفة على رأسها كالها لها رجال أمن من النظام الإيراني المتشدد الذين يفرضون أنظمة قمعية».

وتعترف الباحثة الإيرانية التابعة لمعهد «ماكدونالد لوريير» في كندا، من واقع تجربتها بأن فتاة في الثانية والعشرين من عمرها يمكن أن تتعرض للقتل في إيران؛ لأن خصلات من شعرها تدلت من تحت وشاح رأسها.

عائلة شجاعة

تقول مريم صدقي «إنها تعرف القصة الكاملة لمقتل جينا؛ لأن عائلتها الكردية الشجاعة رفضت أن ترضخ وتدس رأسها في التراب، ظلت عائلة مهسا تدلي بتصريحاتها للمراسلين الصحفيين بأن ابنتهم كانت سليمة معافاة، وأن النظام الذي اختلق مقطع فيديو لها وهي تسقط تأثرا بأزمة قلبية كاذب. وشهد والدها، وكذلك الفتيات اللواتي اعتقلن معها، بأنهم رؤوا كدمات على رأسها، أكدتها صورة مسربة للفتاة المصابة برضوض وجروح والمغمي عليها على سرير المستشفى».. وفقا لما نقله موقع (24) الإماراتي.

وتكلم مسؤولو المستشفى أيضا التي ماتت فيها مهسا، بشجاعة وجرأة، إذ أخبروا المراسلين بأن الشابة تلقت 10 أو 11 ضربة على رأسها، على الأرجح بسبب ضرب رأسها في حائط. والنساء والفتيات الأخريات اللاتي اعتقلن معها ذكرن أن ضرب مهسا بدأ داخل سيارة تابعة للشرطة حشرن جميعهن فيها.

ضربة قاضية

المدهش في الأمر، بحسب الناشطة الإيرانية، الشهادة التي أدلى بها الملازم أول في مخفر «شرطة الأخلاق» حسن شيرازي عبر موقع تويتر للمسؤولين، إذ قال «إن مهسا كانت تمسك برأسها وتصرخ بصوت عال عندما خرجت من سيارة الشرطة.

وقالت لها حارسة في مخفر الشرطة إنه سيطلق سراحها قريبا، لكنها لم تكف عن الصراخ والعويل.

وحسب شهادة شيرازي، فقد استشاط الضابط البارز سيد عباس حسيني غضبا من صراخها، فدنا منها وكال لها لكمة قوية جدا وقاضية، لدرجة أنها سقطت مغشيا عليها.

وخيم الصمت بعد ذلك عندما شرع العقيد حسيني في ركل مهسا، وطلب أن تقتاد إلى الدور التحتي الثاني، وهو أكثر قطاعات مركز الاعتقال «ظلمة» على الإطلاق، ولم تستطع الحارسات أن يرفعن مهسا، وصرخت إحداهن بأن الدماء تسيل من أذنها، فنقلت إلى المستشفى بعد 20 دقيقة.

ضحايا الملالي

وأكدت الباحثة إلى أنه منذ قدوم نظام الملالي عبر ثورة 1979، شهدت إيران عددا لا يحصى من الضحايا الفتيات والنساء أمثال مهسا، واستشهدت في هذا السياق بالممثلة بنفشه طاهریان، واصفة إياها بأنه مثال صارخ على هؤلاء الضحايا، إذ أبدت دعمها لعائلة مهسا، وخرجت على الملأ وكشفت عن أنها جلدت 60 جلدة على يد شرطة النظام عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها.

وفجرت حادثة جينا الاحتجاجات في 133 مدينة و31 محافظة في إيران، حيث امتدت التظاهرات في شتى أنحاء الدولة، إذ خرج الناس في المدن الكبرى والبلدات الصغيرة، وتخطت ذلك إلى احتجاجات قام بها الأكراد في العراق ولبنان.

وشهدت مواقع الإنترنت أيضا تعبئة لا مثيل لها، وتوحد نجوم السينما والرياضيون وغيرهم من المشاهير الذين كسروا حاجز الصمت وانضموا للناس في رفضهم العام للقسوة والعنف البربريين الذين يتعامل بهما النظام مع الناس في إيران باسم الدين.

قسوة ووحشية

ووصفت الباحثة استعداد الإيرانيين لتحدي الجهاز القمعي للملالي مرة أخرى بأنه «مدهش»، رغم مقتل 1500 متظاهر في 2019، والتعذيب الذي تعرض له آلاف آخرون، وإعدام آخرين، بمن فيهم المصارع بطل مدينة شيراز نويد أفكاري الذي كان وما زال محبوبا بسبب صدقه وشغفه.

وقالت صدقي «إن هذا لنظام يقتات بالكامل على القسوة والوحشية. ورئيسه الحالي إبراهيم رئيسي الذي تكفل له السلطات الأمريكية الحماية، وتتلقاه منظمة الأمم المتحدة بالترحاب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالبسمات بالتزامن مع احتجاج الإيرنيين طلبا لحريتهم، هو واحد من بين أكثر القتلة خبرة في الدائرة المقربة من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ومسؤول شخصيا عن إعدام الآلاف في مذبحة السجن التي وقعت عام 1988. وقد سمى مذبحته «العقاب الإلهي» و»الإنجاز الداعي للفخر» للنظام الثوري.

دعم القاتل

وتساءلت الباحثة: لماذا تصر الولايات المتحدة على دعم هذا القاتل والنظام الذي يمثل واجهة له، في حين أن الإيرانيين يخاطرون بحياتهم في الشوارع طلبا للحرية؟

وتكلفت بالإجابة بنفسها، فقالت «عندما روج الرئيس السابق باراك أوباما للصفقة الإيرانية الأصلية، كانت حجته أن تطبيع العلاقات مع إيران سيرتقي برفاهية الشعب الإيراني وحرياته.

وحتى في ظل ضخ المليارات نقدا في خزائن النظام الإيراني، ازداد الناس فقرا والدولة قمعا وقهرا.

وأشارت الباحثة إلى أنه خلال أيام الرئيس الأسبق «المعتدل» حسن روحاني، قتل أكثر من 1500 متظاهر في الشوارع.

وذكرت أنه عندما يتعلق الأمر بإيران، كان الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين في إدارته متحمسين للتخلي عن الشباب الإيرانيين، والنساء تحديدا، الذين كانوا يقاتلون بجسارة لنيل حريتهم منذ 2009.

هؤلاء مجرمون

ورأت صدقي أن أعظم عنصر قيم تملكه أمريكا لضمان شرق أوسط يعمه السلام هو الشعب الإيراني. ورغم ذلك فقد بنيت الاستراتيجية السياسية خلال الفترة ما بين إدارتي أوباما وبايدن على القمع الدائم لهذا الشعب تحت أقدام النظام الوحشي القائم على شرذمة من كارهي أمريكا الناكرين للمحرقة الذين يضربون النساء حتى الموت بحجة كشف شعرهن، وقالت «لا يمكننا الجزم بما إذا كان الشعب الإيراني سينتصر أخيرا هذه المرة».

واختتم الناشطة الإيرانية مقالها بالقول «عندما تنظر إلى صور الشابة الجميلة مهسا أميني التي عُذِّبَت حتى الموت، وعندما تشاهد مقاطع فيديو للمجرمين الذين قتلوها وهم يحاولون ضرب المواطنين المحتجين، تذكر أن هؤلاء هم المجرمون الذين تحاول الولايات المتحدة المتحدة تزويدهم بالمزيد من العدة والعتاد والمال والمكانة المرموقة على حساب الناس الذين يريدون بشدةٍ أن يتحرروا من طغيانهم».

احتجاجات مختلفة

من جهته، قال أستاذ الدراسات الاجتماعية والدولية في كلية بوسطن علي قاضيفار في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن «الموجة الحالية من الاحتجاجات تتسم بشجاعة الاحتجاجات السابقة... لكنها تتجاوزها بطرق معينة». وعدد أربعة عوامل تميز هذه الإحتجاجات وهي إن النساء هن اللواتي يقدن هذه الاحتجاجات، وإن إيرانيين بارزين يعبرون عن آرائهم في مختلف أنحاء البلاد، كما أن الكثير من الإيرانيين الذين لم يشاركوا فعليا في التظاهرات أعربوا عن تضامنهم مع النساء ومع طالبات الجامعات، فضلا عن أن التظاهرات كانت عابرة للانقسامات العرقية.

وفي الوقت الذي يسود شعور في أوساط المراقبين للشؤون الإيرانية، بأن هذه الجولة من الاحتجاجات مختلفة عن سابقاتها في هذا القرن، فإن ثمة خوفا من أن السلطات لم تظهر الحد الأقصى للقمع العنيف، الذي اعتادت ممارسته ضد المحتجين.

4 أسباب تعجل بسقوط الملالي:

  • النساء يقدن الاحتجاجات في جميع المدن

  • المشاهير انضموا للاحتجاجات وتضامنوا مع المتظاهرين

  • الجامعات الإيرانية شاركت بطلابها وطالباتها في الاحتجاجات

  • توحدت الانقسامات العرقية خصوصا بين السنة والشيعة