استسلام بوتين كذبة

محلل أمريكي: ينبغي التحدث مع الرئيس الروسي قبل فوات الأوان
محلل أمريكي: ينبغي التحدث مع الرئيس الروسي قبل فوات الأوان

السبت - 24 سبتمبر 2022

Sat - 24 Sep 2022








فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
يرى أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة أولد دومينوين الأمريكية الدكتور سيمون سيرفاتي، أنه من المؤكد أن روسيا ستكون الخاسر الرئيس في الحرب ضد أوكرانيا، بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، ولكن الحاجة إلى التواصل مع روسيا أيضا أمر ليس أقل تأكيدا.

ويقول في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية «إن الوضع الحالي يتسم بالغموض، فيما يتعلق بما ينبغي عمله أو توقعه، ففي الولايات المتحدة تعتبر الديمقراطية الأمريكية في خطر، وفي الخارج، هناك حرب مأساوية تشهدها أوكرانيا، ولا يعرف أحد ما سيحدث في المستقبل».

فحرب أوكرانيا، لا يمكن لأي من الطرفين الانتصار فيها ولكنهما يرفضان إنهاءها، وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل شهرين قائلا» لم نبدأ أي شيء بعد»، ورغم الدلائل المتزايدة على فشل روسيا، فإنها ما زالت تسيطر على الحرب، التي بدأها بوتين لأنه يتحكم في تصعيدها إلى مستوى لا يستطيع تصور أن أوكرانيا قادرة على تحمله أو أن يجرؤ الغرب على التفكير فيه، ورغم نجاح أوكرانيا في دحر قوات روسية مؤخرا، أكد بوتين هذا الشهر قائلا» لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا».

ويتساءل سيرفاتي «ماذا لو كان بوتين تحت ضغط من منتقديه في الداخل، يعني ما يقوله؟»، ويوضح أنه بالنسبة لأولئك الذين يستبعدون تلميحاته النووية، يجب أن يدركوا أن بوتين ليس نيكيتا خروشوف، والمعروف عن بوتين يوضح أنه قد يختار أسوأ الخيارات السيئة المتاحة رغم تحذيرات بايدن التي كان الهدف منها ردعه.

كما تساءل سيرفاتي قائلا «إذن ألم يحن الوقت للتفكير في الطريق الذي نسير فيه جميعا وأن نستخدم المكابح قبل فوات الأوان»، فلنتذكر لحظة سراييفو، واندلاع الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من 100 عام، عندما كان من الممكن تجنب الكثير لو كان هناك بعض التفكير في الأحداث المفجعة المتوقع حدوثها في المستقبل.

ويؤكد المحلل الأمريكي أن إهانة بوتين بأسوأ الألفاظ انتظارا لاستسلامه غير المشروط عن كل شبر من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ليست استراتيجية لتحقيق الانتصار. وتوقع مغادرته لأوكرانيا خالي الوفاض ومذلولا، اعتقاد كاذب، وكما قال هنري كيسنجر في أحدث كتبه فإن اختبار الفطنة السياسية تتمثل في «مزج الرؤية بالحذر، والحفاظ على إحساس بالقيود»، وهو ما يشمل تفهم أهداف الحرب التي يمكن تحقيقها، ومن المؤكد أن الاحساس بالعدالة يرضي الغضب ولكنه أيضا يغلق الباب أمام الدبلوماسية.

وأكد سيرفاتي الحاجة إلى إعادة التواصل مع موسكو لوقف القتال، وأنه يتعين تذكر الرئيس جون كنيدي بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ويتعين تذكر الرئيس جورج دبليو بوش بعد مذبحة تيانامين عام 1989 فقد سعى الرئيسان إلى طريق للوفاق مع الاتحاد السوفيتي بعد أخطر استفزاز قام به.

وقال سيرفاتي «إنه حان وقت التحدث مع روسيا، رغم صعوبة القيام بذلك. وينبغي عدم دفع روسيا إلى حالة يأس استراتيجي كما لا يمكن السماح لفولوديمير زيلينسكي بأن يصبح متهورا رغم أنه يرغب في أن ينتصر في حرب كان من المتوقع بدرجة كبيرة أن يخسرها. ونحن نعرف الآن أنه لم يعد الطرف الأقوى الذي ينتصر في الحرب».

وأكد في نهاية تقريره أن التحدث مع روسيا لن ينهي بالضرورة الحرب، لكنه سوف ينهي القتل. ولن يستعيد كل سيادة أوكرانيا لكنه سيحافظ عليها دون تكاليف متزايدة قد يكون في القريب العاجل من الصعب تحملها بالنسبة للجميع. وينبغي على الولايات المتحدة اغتنام هذه اللحظة قبل أن يفوت الأوان.