هل خسر بوتين حربه الثقافية ضد الغرب؟
جوش: الغرب انفرد بالقوة الناعمة.. والروس أنفسهم تأثروا بملابس الجنز وموسيقى الروك
جوش: الغرب انفرد بالقوة الناعمة.. والروس أنفسهم تأثروا بملابس الجنز وموسيقى الروك
الخميس - 15 سبتمبر 2022
Thu - 15 Sep 2022
في حين تتراجع القوات المسلحة الروسية بشكل فوضوي أمام القوات الأوكرانية في شرق أوكرانيا، يفتح الرئيس الروسي جبهة جديدة مع معركته الثقافية ضد الغرب، بعدما أكد إن أول أهداف سياسته الخارجية قيادة هجوم عالمي ضد محاولات بعض الدول فرض أفكار ليبرالية على العالم.
ويقول بوتين «إن بلاده هي الوحيدة المؤهلة لقيادة هذا الهجوم؛ لأنها تستطيع أن تقدم للعالم بديلا لليبرالية، لأن التاريخ الممتد لقرون يمنح روسيا إرثا ثقافيا غنيا وإمكانيات روحية تضعها في مكانة تتيح لها نشر القيم التقليدية بنجاح.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، قال الكاتب الأمريكي بوبي جوش «إن أي قارئ للتاريخ الروسي الحديث سيرى خطاب بوتين مألوفا تماما. فمنذ نحو 100 عام، ردد قادة الاتحاد السوفيتي الجديد في ذلك الوقت ادعاءات مماثلة حول عالم تقوده موسكو لمواجهة الليبرالية، ولم تكن الحالة أقل من الحرب الثقافية في ذلك الوقت أيضا.
نظارة وردية
ويرى جوش الأمريكي من أصل هندي أول رئيس تحرير غير أمريكي للنسخة الدولية من مجلة تايم الأمريكية أن بوتين الذي يميل إلى النظر للحقبة السوفيتية من خلال نظارة وردية، يبدو أنه نسي السبب الرئيس وراء خسارة الاتحاد السوفيتي السابق للمعركة الثقافية، وهو أنه لم يكن يملك أسلحتها الكافية.
ويقول جوش «إنه نشأ في الهند في سبعينيات القرن العشرين، وكان يشهد المنافسة ويتذكر كيف ولماذا خسرها الاتحاد السوفيتي ، رغم أن الساحة كانت تميل لصالحه، وكان يتم تشجيع الهنود على النظر إلى الغرب وبخاصة الولايات المتحدة بتشكك وربما بعدائية، في حين كانوا ينظرون إلى الروس باعتبارهم أصدقاء».
حملات مناهضة
كان الهنود ـ وفقا لجوش ـ يتعرضون لحملات مناهضة للمنتجات الغربية، مع فرض قيود على الاستيراد، بما يجعل أغلب العلامات التجارية الأمريكية خارج متناول الهنود، وبالتالي لم يكن ضعف قدرات السوفيت في هذا المجال، عقبة كبيرة، على سبيل المثال لم يكن في مقدور الهنود المقارنة بين سيارات فورد وجنرال موتورز الأمريكية وسيارات لادا وفولجا السوفيتية.
ويضيف: كان من الصعب تجاهل قصور القدرات السوفيتية. فالهنود وبخاصة الشبان، كانوا يقرؤون الآداب ويستمعون للموسيقي ويشاهدون الأفلام الغربية.
ورغم أن موسكو كانت ترسل كميات ضخمة من الكتب إلى الهند بعد ترجمتها وتبيعها بأسعار مدعومة، فإنها لم تحقق أي مكاسب.
القوة الناعمة
ويقول جوش «كل هذا ساعد الغرب في الانفراد بالقوة الناعمة في الهند والتي تفوقت على طائرات ميج 21 والتكنولوجيا الصناعية السوفيتية. وإنه في مسقط رأسه بمدينة فيسخاباتنام الهندية لاحظ ومعه رفاقه أن المهندسين السوفيت كانوا متحمسين لموسيقى الروك والملابس الجينز الأمريكية.
وما أشبه الليلة بالبارحة. فالرئيس بوتين الذي أعلن حربا ثقافية على الغرب يفتقد إلى المنتجات القادرة على منافسة المنتجات الغربية وبخاصة الأمريكية كما كان الحال سابقا، ففي الترفيه غير الناطق باللغة الإنجليزية لا نرى مسلسلات تلفزيونية روسية شهيرة، ولا مطربي بوب روس، كما أن قناة آر.تي الروسية التي تبث على مدار الساعة لتتحدث عن نظريات المؤامرة وتنشر الأكاذيب- على حد قوله- لا تستطيع جذب مشاهدين من خارج روسيا.
خسائر روسيا
ووفقا للكاتب الأمريكي، فإن بوتين يفتقد لتلك الرؤية الاقتصادية الاجتماعية التي كانت لدى القادة السوفيت وشكلت أساسا مقبولا لجذب شرائح من شعوب العالم إلى فلك السوفيت، فبعيدا عن الأسلحة، لا توجد منتجات روسية أخرى يمكن تسويقها في العالم، ليس هذا فحسب بل إن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية في أوكرانيا أمام السلاح الأمريكي والأوروبي شوه سمعة السلاح الروسي أيضا.
لماذا يميل الهنود للغرب وفقا لجوش:
ويقول بوتين «إن بلاده هي الوحيدة المؤهلة لقيادة هذا الهجوم؛ لأنها تستطيع أن تقدم للعالم بديلا لليبرالية، لأن التاريخ الممتد لقرون يمنح روسيا إرثا ثقافيا غنيا وإمكانيات روحية تضعها في مكانة تتيح لها نشر القيم التقليدية بنجاح.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، قال الكاتب الأمريكي بوبي جوش «إن أي قارئ للتاريخ الروسي الحديث سيرى خطاب بوتين مألوفا تماما. فمنذ نحو 100 عام، ردد قادة الاتحاد السوفيتي الجديد في ذلك الوقت ادعاءات مماثلة حول عالم تقوده موسكو لمواجهة الليبرالية، ولم تكن الحالة أقل من الحرب الثقافية في ذلك الوقت أيضا.
نظارة وردية
ويرى جوش الأمريكي من أصل هندي أول رئيس تحرير غير أمريكي للنسخة الدولية من مجلة تايم الأمريكية أن بوتين الذي يميل إلى النظر للحقبة السوفيتية من خلال نظارة وردية، يبدو أنه نسي السبب الرئيس وراء خسارة الاتحاد السوفيتي السابق للمعركة الثقافية، وهو أنه لم يكن يملك أسلحتها الكافية.
ويقول جوش «إنه نشأ في الهند في سبعينيات القرن العشرين، وكان يشهد المنافسة ويتذكر كيف ولماذا خسرها الاتحاد السوفيتي ، رغم أن الساحة كانت تميل لصالحه، وكان يتم تشجيع الهنود على النظر إلى الغرب وبخاصة الولايات المتحدة بتشكك وربما بعدائية، في حين كانوا ينظرون إلى الروس باعتبارهم أصدقاء».
حملات مناهضة
كان الهنود ـ وفقا لجوش ـ يتعرضون لحملات مناهضة للمنتجات الغربية، مع فرض قيود على الاستيراد، بما يجعل أغلب العلامات التجارية الأمريكية خارج متناول الهنود، وبالتالي لم يكن ضعف قدرات السوفيت في هذا المجال، عقبة كبيرة، على سبيل المثال لم يكن في مقدور الهنود المقارنة بين سيارات فورد وجنرال موتورز الأمريكية وسيارات لادا وفولجا السوفيتية.
ويضيف: كان من الصعب تجاهل قصور القدرات السوفيتية. فالهنود وبخاصة الشبان، كانوا يقرؤون الآداب ويستمعون للموسيقي ويشاهدون الأفلام الغربية.
ورغم أن موسكو كانت ترسل كميات ضخمة من الكتب إلى الهند بعد ترجمتها وتبيعها بأسعار مدعومة، فإنها لم تحقق أي مكاسب.
القوة الناعمة
ويقول جوش «كل هذا ساعد الغرب في الانفراد بالقوة الناعمة في الهند والتي تفوقت على طائرات ميج 21 والتكنولوجيا الصناعية السوفيتية. وإنه في مسقط رأسه بمدينة فيسخاباتنام الهندية لاحظ ومعه رفاقه أن المهندسين السوفيت كانوا متحمسين لموسيقى الروك والملابس الجينز الأمريكية.
وما أشبه الليلة بالبارحة. فالرئيس بوتين الذي أعلن حربا ثقافية على الغرب يفتقد إلى المنتجات القادرة على منافسة المنتجات الغربية وبخاصة الأمريكية كما كان الحال سابقا، ففي الترفيه غير الناطق باللغة الإنجليزية لا نرى مسلسلات تلفزيونية روسية شهيرة، ولا مطربي بوب روس، كما أن قناة آر.تي الروسية التي تبث على مدار الساعة لتتحدث عن نظريات المؤامرة وتنشر الأكاذيب- على حد قوله- لا تستطيع جذب مشاهدين من خارج روسيا.
خسائر روسيا
ووفقا للكاتب الأمريكي، فإن بوتين يفتقد لتلك الرؤية الاقتصادية الاجتماعية التي كانت لدى القادة السوفيت وشكلت أساسا مقبولا لجذب شرائح من شعوب العالم إلى فلك السوفيت، فبعيدا عن الأسلحة، لا توجد منتجات روسية أخرى يمكن تسويقها في العالم، ليس هذا فحسب بل إن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية في أوكرانيا أمام السلاح الأمريكي والأوروبي شوه سمعة السلاح الروسي أيضا.
لماذا يميل الهنود للغرب وفقا لجوش:
- تأثير القوة الناعمة الأمريكية والأوروبية.
- المنتجات الروسية لا تحظى بالزخم نفسه للمنتجات الغربية.
- شكلت حرب أوكرانيا تراجعا لأهمية السلاح الروسي.
- السمعة الكبيرة للغرب على صعيد الأدب والثقافة.
- يرى الهنود أن حديث الروس عن القيم الأخلاقية كلام أجوف.