التحول الوطني والقيم الثقافية

السبت - 20 أغسطس 2016

Sat - 20 Aug 2016

أقر مجلس الوزراء برنامج (التحول الوطني 2020م) في يوم الاثنين 1/9/1437هـ الموافق 6/6/2016م، وهو أحد البرامج المنبثقة عن (رؤية المملكة العربية السعودية 2030م)، وقد درج المعنيون برسم الخطط وبناء الاستراتيجيات وإعداد الرؤى على بيان القيم التي تقوم عليها المؤسسات، وترتكز عليها المنظمات، وتبنى عليها البرامج، وبرنامج (التحول الوطني 2020م) ارتكز على عدة قيم ثقافية.



إذ تم تحديد أهداف استراتيجية لكل وزارة في برنامج (التحول الوطني 2020م) كما تم تحديد ارتباط هذه الأهداف بأهداف (رؤية المملكة العربية السعودية 2030م) التي جاء في مضامينها مجموعة من القيم الثقافية الإسلامية، إذ ورد ما نصه: «سيكون منهج الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافية مرتكزاتنا الأساسية لتحقيق التنمية في شتى المجالات»، كما وردت في ثناياها قيم المسؤولية والفاعلية والمحاسبة والكفاءة والوحدة الوطنية والأمانة والحوار والتعايش والأمن والاحترام وغيرها.



وقد حفل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بهذه القيم العظيمة، كما جاءت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين تطبيقا عمليا لنصوص القرآن والسنة، وقد كان لهذه القيم الأثر البارز في بناء الإنسان بناء حضاريا جعل من المسلمين في تلك الحقبة أنموذجا فريدا يحاول أبناء الأمم الاقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم.



وبعد إقرار برنامج (التحول الوطني 2020م) أصبح الوزراء مسؤولين أمام الله ثم أمام ولاة الأمر وأمام الشعب كله في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزاراتهم ارتكازا على القيم الثقافية الإسلامية.

والمؤمل من الوزارات أن تلتزم بهذه القيم عملا بكتاب الله سبحانه وتعالى واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقا لسيرة الخلفاء الراشدين وقياما بالمسؤولية أمام ولاة الأمر والشعب السعودي.



والنتيجة الحتمية لتمثل القيم الثقافية الإسلامية هو انتقال المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة في الجانب المادي والتفوق عليها في الجانب الروحي، واستثمار هذا التفوق في حوار الحضارات وبيان سمو القيم الثقافية الإسلامية.



كما أنها ستؤكد ريادة المملكة العربية السعودية في نشر السلام الإقليمي والعالمي الذي دأبت عليه منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله.

وأيضا ستسهم في وأد ممارسات الإفساد في الأرض واجتثاث إدارة التوحش التي تمولها بعض الدول والأحزاب والأفراد الذين انتهجوا الأساليب الرخيصة من أجل تنفيذ أجندات الإرهاب وأطماع الأبالسة.



بالإضافة إلى استيعاب الشباب قبل الانخراط خلف الدعايات المضللة والأفكار الهدامة والتيارات الطائفية الضيقة والمذهبيات أحادية الرأي والأحزاب الإقصائية.



أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في هذا التحول الوطني، وأن يجعله عونا على طاعته ومرضاته، وأن يحفظ ولاة الأمر والشعب السعودي الكريم.