عبدالكريم محمد العمري

الشرق الأوسط شرقي وغربي

السبت - 23 يوليو 2022

Sat - 23 Jul 2022

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران صباح يوم الثلاثاء في محاولة إثبات من صناع القرار في موسكو بأنهم لا يزالون لاعبا مؤثرا في الساحة الدولية خاصة في أكثر المناطق سخونة وتنافسا بين الدول العظمى في العالم «الشرق الأوسط» وهذا الثقل السياسي «الشرقي» منذ دخول القوات الروسية سوريا يكاد لا يتكرر منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة.

يحاول الروس إثبات أنهم بالفعل متواجدون في المنطقة وأن لهم مكانا بالفعل وأن المنطقة لا تخضع فقط للنفوذ الأمريكي، تأتي هذه الزيارة بعد زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة واجتماعه مع حلفائه، وكأن المشهد الحالي هو إعادة ترتيب تحالفات الحرب الباردة بعد حديث الرئيس الأمريكي في قمة جدة بأنه لا يريد أن يترك فراغا للروس والصينيين.

في الحقيقة أن العلاقة بين إيران وروسيا لا تكاد تتجاوز المثل الشهير «عدو عدوي صديقي» فكلاهما يشتركان في العداء للولايات المتحدة الأمريكية ولكن لا يمتلكان الكثير من المصالح الأخرى، فروسيا على سبيل المثال لا تريد رفع الحظر عن الصادرات النفطية الإيرانية لكي لا تضيف منافسا آخر لها في سوق الطاقة الدولي، ولا أظن أن القادة الروس بالغباء السياسي الذي يجعل دول المنطقة الأخرى وخصوصا دول الخليج في تنافر معهم نتيجة العلاقات مع إيران.

ختاما.. إن وتيرة الأحداث في الساحة الدولية تتسارع بشكل غير مسبوق والعالم مليء بالعديد من الأزمات من الطاقة إلى التضخم الاقتصادي إلى ازمة الغذاء نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والصراع السياسي بين روسيا والحلف الغربي على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، والمنطقة ليست بمعزل عن العالم وستبحث الدول عن مصالحها في أي جهة كانت، والدول حول العالم في حالة تتكتل من التحالفات، فالمقبل من الأيام سيوضح لنا ما يخفى علينا اليوم.