الموت يلاحق الناجين من الإبادة في سوريا

3 خبراء سياسيين: داعش يركز على قتل الأيزيديين والمسيحيين
3 خبراء سياسيين: داعش يركز على قتل الأيزيديين والمسيحيين

الخميس - 21 يوليو 2022

Thu - 21 Jul 2022








الإيزيديون معرضون للقصف والإبادة                                                 (مكة)
الإيزيديون معرضون للقصف والإبادة (مكة)
يتفق 3 من خبراء السياسة الدولية على أن أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق وسوريا، والحرب الأهلية الدائرة في سوريا مأساتان تعرض لهما بشكل كبير للغاية المسيحيون والإيزيديون وغيرهما من الأقليات الدينية في المنطقة.

ويؤكد مدير برنامج واشنطن بمنتدى الشرق الأوسط كليف سميث، والمدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن المسيحيين الأمريكية ريتشارد غزال، ورئيس مجموعة أصدقاء كردستان الأمريكية ديليمان عبدالقادر، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن كثيرين ممن نجوا من القتل أرغموا على ترك المنطقة تماما، مما أسفر عن انخفاض كبير للغاية في أعداد أفراد طوائفهم.

وأشاروا إلى أن المأساة لم تنته، فالناجون من الإبادة الجماعية التي نفذها داعش يتعرضون الآن لتهديد العدوان من جانب تركيا، التي تعرض للخطر الآن الهياكل والمؤسسات الاجتماعية التي تم إقامتها لحمايتهم.

توغل متعاقب

منذ 2016، غزت تركيا شمال سوريا ثلاث مرات، حيث قامت بتوسيع نطاق أراضيها في كل توغل متعاقب يتم تنفيذه تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ومرة أخرى يهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بغزو شامل لشمال سوريا، ليكمل على ما يبدو إقامة منطقة عازلة «ضد الإرهاب» على طول الحدود التركية السورية التي سوف تمتد مسافة 30 كلم داخل الأراضي السورية.

ومع ذلك، فإنه في هذه الحالة يعتبر التاريخ خير دليل، فمنذ 2016، أصبحت الأراضي التي قامت تركيا بغزوها والسيطرة عليها مركزا للجماعات الجهادية التي تدعمها تركيا، ومن الممكن أن تؤدي تهديدات تركيا إذا تم اكتمالها إلى نزوح حوالي مليون شخص.

تهديد مباشر

وأشار التقرير إلى أن العدوان يمثل تهديدا مباشرا ليس فقط لمصالح هذه الأقليات، وأراضيها، ومعايشها، ولكن أيضا لحياتهم نفسها.

ويقول سميث وغزال وعبد القادر «إن تهديد إردوغان القوي والغامض بـ «الانقضاض عليهم فجأة في ليلة من الليالي» لا يترك مجالا للشك بالنسبة لنواياه. وليس سرا في واشنطن أن السفارة التركية تسعى للحصول على تأييد الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة، وعلى الجانب الآخر، بدأ تحالف منظمات متنوعة العمل بالفعل لمواجهة هذا العدوان.

وأضافوا أن الأمر سيتطلب قدرا هائلا من القدرات الفكرية لتأكيد وتصديق أن إردوغان يحاول حقيقة إقامة أي نوع من المنطقة الأمنية المشروعة.

ومن الواضح أنه يسعى فقط للقضاء على خصومه وتوسيع نطاق سيطرته الجغرافية السياسية.

نيران تركيا

وقاتل المجلس العسكري السوري، وهو ميليشيات مسيحية، كجزء حيوي من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ضد داعش وغيره من الجماعات المتطرفة.

وطوال حوالي عقد من الزمان، عكف المجلس العسكري السوري على حماية المسيحيين السوريين في شمال سوريا، والآن يجد نفسه في مرمى النيران التركية.

وذكر تقرير نشره مركز ويلسون مؤخرا ذلك بوضوح، وقال» ما كان في وقت من الأوقات «صراعا تركيا كرديا» أصبح يؤثر الآن على كل جماعة دينية وعرقية في شمال سوريا، ومنطقة كردستان في شمال العراق، ومنطقة سنجار في غرب العراق».

نتيجة دموية

ويرى سميث وغزال وعبدالقادر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها تركيا القيام بمناورة مماثلة. وفي الحقيقة ستكون هذه هي المرة الرابعة منذ 2016. ومنذ آخر غزو في عام 2019، انتهكت تركيا الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الولايات المتحدة بعمليات قصف جوي متكررة على المدن المدنية.

ويعكس حديث إردوغان في الوقت الحالي اعتزامه امتلاك الأراضي السورية الممتدة حتى الحدود العراقية تماما. وهذا الأمر سوف يسفر عن نتيجة دموية بوجه خاص.

ووفقا لنادين ماينزا وهي رئيسة سابقة للجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية و التي تم تعيينها حديثا رئيسة لأمانة الحرية الدينية الدولية، فإن مصير الأقليات في المنطقة على المحك «وإذا سقطت هذه المنطقة (في يد تركيا)، لن يبقى مسيحيون أو إيزيديون».

عواقب سريعة

ولا تقوم تركيا فقط بطرد المسيحيين والأقليات الدينية العرقية الأخرى، فهي تسعى أيضا لأن يحل محلهم نحو 3.6 ملايين من اللاجئين السوريين الموجودين داخل الحدود التركية حاليا.

واختتم سميث وغزال وعبد القادر تقريرهم بأن موافقة تركيا المهمة والمشروطة على طلبات السويد وفنلندا الانضمام لعضوية الناتو أدت إلى أن يتجاهل الكثيرون في أنحاء العالم قائمة جرائم تركيا الطويلة، التي تتعارض جميعها مع قيم الناتو.

كما أن استمرار مبيعات الأسلحة الغربية لتركيا سوف يعزز تهديد تركيا الوجودي للأقليات الدينية العرقية في المنطقة.

ومثل هذه الأقليات، التي يعتبر الكثير منها من الحلفاء الأكثر ولاء لأمريكا في المنطقة، يجب عدم التخلي عنها من أجل إرضاء تركيا.

وإذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بالدفاع عن بعض المجتمعات الأكثر عرضة للخطر في المنطقة، فإنه ينبغي عليها أن توضح لإردوغان أن أي عمل عدواني، حسب تهديده، سيواجه بعواقب سريعة ومؤكدة.

أرقام من داخل الأزمة:

3 مرات اجتاحت فيها تركيا شمال سوريا

1 مليون شخص مهددون بالنزوح

3.6 ملايين شخص تلوح تركيا بنقلهم إلى شمال سوريا

30 كلم المدى الذي تريده تركيا داخل سوريا