المثالية الزائفة عند البعض

ليس واجبا عليك بأن تتظاهر أمام الجميع بأنك رجل صالح محب للخير خال من العيوب نقي السيرة والسريرة وكأنك تعيش في عزلة من الأخطاء البشرية الواردة بطبيعتها، بينما لو كشفت لنا من الداخل لوجدنا فيك خصالا سيئة جدا نجد بأن المروءة والرجولة والنخوة والشجاعة وكل ما هو جميل يموت بداخلك.

فهناك الكثير من يتصنع دور المثالية الزائفة لكي يتلقى المديح والثناء من البشر في وقت محدد وزمن معين وبعدها لا يفكر فيما يحدث حتى وإن انكشف أمره فهو حصل على ما يريد وما سعى لأجله، حتى وإن كان هذا الثناء مؤقتا لساعات قليلة فهو يرى نفسه وصل لما يريد وما يطمح له وما يسعى إليه.

المثالية في النفس البشرية مطلب ديني ومطلب اجتماعي ومطلب أخلاقي ولكن لا بد بأن تكون بعقلانية متزنة لا يخالجها شيء من التصرفات المصطنعة فلا بد بأن تكون الأفعال قبل الأقوال لكي يراها ويشاهدها الجميع.

وتقول بعض الدراسات في علم النفس "إن الأشخاص الذي يتجهون بشكل دائم إلى التصنع بالمثالية الزائدة يعانون من مشاكل نفسية كثيرة ويحاولون سد النواقص الاجتماعية والشخصية والنفسية إلى اللجوء للمثالية الزائفة لكيلا يشعروا بالنقص أمام الآخرين".

الكثير منا يستميت دفاعا عن "المثالية الزائفة" عندما تصدر من بعض الأشخاص ولا يقبل النقاش حولهم ويربط العديد من الأمور ربطا سلبيا ويستبعد الأخطاء البشرية، منهم بحكم أنه شخص صاحب مكانة اجتماعية أو شخص صاحب منصب وظيفي مرموق، أو شخص يظهر لنا بأنه متدين ويبطن الكثير، فهذا الحكم ليس عادلا.

@saleh_B_almalki