ماذا ينتظر الشرق الأوسط من بايدن؟

الدبلوماسي عسيري: المملكة وشركاؤها العرب يسعون لمستقبل واعد لشعوبهم
الدبلوماسي عسيري: المملكة وشركاؤها العرب يسعون لمستقبل واعد لشعوبهم

الأحد - 03 يوليو 2022

Sun - 03 Jul 2022








جو بايدن
جو بايدن
في تحليل مفصل حول زيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن المقبلة للشرق الأوسط، ذكر الدبلوماسي السعودي على عسيري أن التناقض بين رؤيتين متنافستين في الشرق الأوسط أمر واضح، فهناك المملكة وشركاؤها العرب، الذين يسعون جاهدين من أجل مستقبل واعد لشعوبهم.

وهناك إيران والمتطرفون الذين يعملون بالوكالة لحسابها، والذين يواجهون المنطقة بالقوة العسكرية والتهديد النووي.

وقال عسيري الذي عمل سفيرا للسعودية في باكستان ولبنان، في التحليل الذي يعبر عن رؤيته، والذي نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية «إن الرئيس الأمريكي سوف يواجه هذا الخيار بين قوى الاستقرار ومصادر المتاعب عندما يتوجه إلى المنطقة قريبا.

وسيكون هناك تأثير مهم على إرثه السياسي بالنسبة للجانب الذي سيختار».

العدوان الإيراني

وأضاف عسيري الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة بيروت، «إن القضية الرئيسة المتعلقة بتأمين الشرق الأوسط في مواجهة العدوان الإيراني والعدوان الذي ترعاه إيران سيتم طرحها على المائدة في القمة التي تضم دول الخليج وثلاث دول عربية أخرى هي مصر، والأردن، والعراق في جدة في 16 يوليو الجاري.

كما أن المفاوضات المتوقفة حاليا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني ستبرز في المناقشات.

فمن وجهة نظر جميع الدول المشاركة في القمة، سيكون الاتفاق النووي الإيراني عديم الأهمية إذا لم يفرض قيودا ملموسة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والحرب بالوكالة في المنطقة، وبأي حال من الأحوال، فإنه وفقا لما ذكرته وكالة الطاقة الذرية مؤخرا أصبحت إيران قريبة من تحقيق اختراق نووي، كما أنها تتحدى نظام المراقبة من جانب الوكالة؛ ومن ثم يمكن الاستغناء تماما عن مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني».

تحقيق السلام

وأوضح أنه ربما أدرك بايدن الآن ما تتوقعه المنطقة منه في هذه اللحظة الحاسمة، وهو السبب في أنه أكد قبل الزيارة على مسؤوليته الرئاسية وهي تحقيق» السلام» وليس السعي وراء الطاقة، وإذا كان هذا هو الحال، فإنه سوف يجد المناخ الناشئ في الشرق الأوسط باعث على الاطمئنان للغاية من أجل دور أمني أمريكي في المستقبل.

وأوضح عسيري أن ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان صنع ثورة كبيرة في المنطقة والسعودية، إذ أن خطته الاستراتيجية رؤية 2030 تسعى إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط من خلال مشروعات تنمية كبيرة مثل مدينة نيوم المستقبلية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، وهي بدون انبعاثات كربونية على الإطلاق.

تحولات اجتماعية

وقال «إنه عندما يتقابل بايدن مع ولي العهد السعودي وجها لوجه لأول مرة، سوف يعرف إلى أي مدى تقف الإصلاحات الاجتماعية الاقتصادية التي تشهدها المملكة على قدم المساواة مع أولويات إدارته المتعلقة بحقوق الإنسان والاقتصاد الأخضر، وسيحصل على فكرة جيدة عن قيمة التطور في التحول الاجتماعي بالسعودية، في مقابل الاضطرابات السياسية التي دمرت دولا راسخة مثل اليمن وسوريا وليبيا».

سيدرك بايدن أن استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي التي تبلغ 620 مليار دولار في الولايات المتحدة لها دور مهم في خطته الخاصة بـ»إعادة البناء بشكل أفضل « للطبقة الوسطى الأمريكية.

وسوف يكتشف بايدن أيضا أن حملة التنويع الاقتصادي السعودية توفر فرصا استثنائية للمستثمرين الأمريكيين والشركات الأمريكية في كثير من المجالات المربحة.

قمة جدة

ويقول عسيري «إنه من المنتظر أن يناقش بايدن التعاون الثنائي بالنسبة لمجموعة من القضايا، بما في ذلك التكنولوجيات الناشئة ، والاستثمار الاقتصادي، والفضاء، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والمناخ والمبادرات البيئية، والرعاية الصحية، وأمن الغذاء والطاقة، وتوسيع نطاق التجارة والتبادل التجاري».

ومن بين ما تضمنه تحليل الدكتور على عسيري ذكره أن باقي دول الخليج، على غرار السعودية، تسعى أيضا لتحقيق رؤاها الوطنية المتعلقة بالتحرر الاجتماعي والتنوع الاقتصادي. فدبي والدوحة تطبقان بالفعل نماذج لإمكانية تحقيق التقدم غير المحدود في المنطقة.

وعلى أية حال فإن جميع المشاركين في قمة جدة لديهم أجندة مشتركة تتمثل في بناء حياة أفضل لشعوبهم ومستقبل زاهر للمنطقة.

01 انحسار التصدعات

مشاعر إقليمية مهيأة مع انحسار التصدعات السياسية بين دول المنطقة والترابط المتزايد بين قطر، والسعودية، ومصر؛ وتطبيع العلاقات مع تركيا.

02 اتفاقات التطبيع

مهدت اتفاقات التطبيع الطريق للاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل من جانب الإمارات والبحرين، والسودان والمغرب عام 2020، ووسعت من نطاق الهيكل الأمني الإقليمي.

03 تغير المملكة

شهدت المملكة تحولات كبيرة منذ زيارة بايدن عام 2015 فبينما لم يكن مسموحا للمرأة بقيادة السيارات حتى منتصف عام 2018، أصبح التعليم، والعمل، والفضاءات العامة مفتوحة تماما وشهدت البلد اصلاحات كبيرة.