عبدالله محمد الشهراني

الطيران في أمالا والبحر الأحمر

الأربعاء - 15 يونيو 2022

Wed - 15 Jun 2022

أطلق صندوق الاستثمارات العامة عدة مشاريع سياحية مطلة على البحر، مثل «أمالا» الوجهة السياحية فائقة الفخامة على ساحل البحر الأحمر، وذا ريج في الخليج العربي، وقبلهم جميعا مشروع البحر الأحمر، وبالتأكيد لن تكون هي المشاريع الأخيرة السياحية المطلة على البحر، فالاحتمالات كبيرة بشأن إقامة مشروعات مماثلة في فرسان والمنطقة الشرقية.

هذه المدن لها مفهوم مختلف بالنسبة للطيران، كما هو حال أشهر المدن الساحلية في العالم «المالديف، بالي، هاواي، بوراكاي ... إلخ».

حيث تعتمد بشكل كبير على الطائرات الصغيرة ذات السعة المقعدية المتراوحة بين 50 إلى 90 راكبا.

مدن صغيرة تحتوي على عدد قليل من السكان ونشاطها الوحيد هو السياحة، لذا سوف أستثني مدينة نيوم من هذا التصنيف لاحتوائها على عدة أنشطة أخرى إلى جوار السياحة.

من غير المجدي الوصول إلى هذه المشاريع السياحية برحلات دولية مباشرة من كل أنحاء العالم، وإن حدث فسوف تكون إقليمية عن طريق رحلات شبه يومية أو ربما أسبوعية وبطائرات متوسطة الحجم، أو تربط هذه المشروعات بالمطارات الداخلية بطائرات كبيرة أو متوسطة الحجم، كلا الطريقتين غير مجدية اقتصاديا، أتحدث هنا عن سائر أيام السنة وليس فقط مواسم الإجازات والأعياد. والسبب يعود إلى عدد المسافرين لكل رحلة، والذي لن يصل بأي حال من الأحوال إلى نسبة التعادل (لا ربح ولا خسارة) لمعدل إشغال المقاعد Load factor، بمعنى أن طائرة متوسطة A320 أو B737 لابد أن تحتوي على أكثر من 100 راكب لتصل لنقطة التعادل (حق الناس للناس)، وهذا أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لسائر أيام السنة.

نجاح تشغيل هذه المشاريع مرتبط بوصول السياح إليها بشكل فعال وسريع والأهم أن يكون بسعر منطقي للسائح، وبتكلفة مجدية في حال دعم تلك الرحلات، وذلك أعتقد وبحسب وجهة نظري من خلال استخدام طائرات من نوع ATR والطائرات البرازيلية ERJ Embraer، أو طائرات مماثلة من شركة Bombardier، أو تشغيل نوع جديد وفريد من الطائرات ليس فقط بالنسبة للمملكة بل للشرق الأوسط ككل، أقصد الطائرة ميتسوبيشي MRJ أو الطائرة الجديدة A220، ومن ناحية أخرى ربما نرى شركات طيران اقتصادية جديدة مقرها الرئيس المدن الساحلية نفسها، إذ سوف يكون هناك تناغم وارتباط قوي بين شركة الطيران الجديدة والمشروع السياحي من ناحية الأهداف والاستراتيجيات، الأمر الذي سيقدم مصدر دخل وتوظيف لأهالي المنطقة والمدن المجاورة لها.

الطائرات الصغيرة والشواطئ بينهما ارتباط حتمي.

ALSHAHRANI_1400 @