أحمد بن قروش

أشبال السعودية يحلقون عالميا في سماء العلم والمعرفة

الخميس - 26 مايو 2022

Thu - 26 May 2022

لطالما تعرضت السعودية للإجحاف العلمي والمعرفي من القريب والبعيد، وخلقت عنها صورة مزورة غير منصفة إطلاقا لها، صورة مستندة على طبيعة عهود ماضية عانت فيها السعودية من بعض مظاهر التراجع رغم وجود أسباب منطقية لذلك التراجع (لسنا الآن بصدد ذكرها) حالها في ذلك حال جميع الأوطان والمكونات طوال التاريخ، والذي يشهد بأن تلك الأوطان والمكونات عانت من عثرات وسلبيات لأسباب متعددة كانت نتيجتها الطبيعية عرقلة وتراجع مسيرتها الحضارية والعلمية والتنموية وأتحدى من يدعي خلاف ذلك، فالتاريخ مليء بالأمثلة التي تدعم صدق هذا التحدي وتؤكد صحته سواء كانت هذه الأمثلة عربية أو غير عربية، إلا أن الكثير رغم ذلك يتصرف ويتعامل مع السعودية وكأنه هو قد ولد من بطن أمه وفي فمه «ملاعق» من الحضارة والعلم والتطور مع أننا نعلم جميعا بأنها حالة تكذبها طبيعة البشر حتى لو زعمها صاحبها، وتكذبها أيضا حكمة الله في خلقه منذ فطرهم وأقر وجودهم على ظهر البسيطة، حيث تجلت هذه الحكمة الإلهية في سن قانون رباني طابعه الثابت هو التغير الدائم وعدم الثبات على وضع معين أيا كانت هوية المعنيين به أو عرقهم أو دينهم أو لونهم ويجسد هذه الحقيقة البشرية القول الرباني: «وتلك الأيام نداولها بين الناس».

ما يهمنا في هذا الطرح إدراك أن الله قيض لهذه البلاد ولاة أمر عملوا أولا على توحيدها بكافة مناطقها وأقاليمها المتنافرة والمتحاربة وكان ذلك على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وغفر له، الذي كان في توحيده لتلك الجهات ولم شملها أعظم نعمة حلت بها وبالسعودية ككل في عهدها الحديث.

وبعد أن توحدت شعوب وقبائل هذه البلاد التي تم تسميتها لاحقا بالمملكة العربية السعودية أعلن ذلك التوحيد مولد عهد جديد ونهضة جديدة في تلك الصحاري والقفار رسمت ملامح وطن سيدون التاريخ لاحقا إنجازاته بمداد من ذهب، وهذا بالفعل ما كتب الله له التحقق والحدوث، حيث أصبحت السعودية أيقونة تطور ونماء وحضارة وازدهار في هذا العالم خاصة وأن الله حباها نعم وخيرات أسهمت وبشكل كبير في تسريع وتيرة التنمية والبناء التي رعاها وحافظ عليها وعمل على نجاحها قادة هذه البلاد رغم كل التحديات والصعاب التي واجهتهم.

الجدير بالذكر في هذا الصدد أن ما ذكرته من تحولات لم تكن لتخطر على بال أحد ولم يتخيل أحد أنه من الممكن لها الحدوث خاصة الأطراف الخارجية، الإقليمية منها والعالمية ما جعل هذه الأطراف بعد هذا التحول المذهل توجه لهذه البلاد ولقادتها وشعبها سهام النقد والتشويش في محاولة للانتقاص من تلك النهضة المباركة التي يقودها حاليا حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أيده الله ونصره بتوجيه ورعاية مباشرة من والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله وحفظه- حيث حقق الأمير محمد نقلة جبارة بل وجذرية في مختلف المجالات بشهادة أعدائه قبل صحبه وأحبابه؛ فالواقع السعودي الحالي يقول بأن السعودية تمكنت من منافسة كبرى الدول في هذا العالم في العديد من المجالات ويقر بذلك كل مراقب منصف يشهد ما تعيشه بلادنا حاليا من تطور وتنمية ونماء شملت كافة مناحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والإدارية والثقافية والاجتماعية والأهم العلمية والمعرفية ويشهد مقدار الاهتمام من لدن القيادة السعودية بالتركيز على الاستثمار في الإنسان السعودي باعتباره في نظرها أهم ركن من أركان تحقيق طموحاتها وأحلامها فوفرت له جميع الإمكانيات وذللت أمامه كافة الصعاب التي قد يواجهها.

ومما يدلل على حقيقة ونجاعة هذه الرعاية التفوق العلمي الذي بدأ يبرع فيه أبناء وبنات هذا البلد وليس أدل على ذلك من الإنجازات العلمية الأخيرة التي حققتها مجموعة من شباب وشابات هذا الوطن في مسابقة علمية عالمية كبرى معنية بالبحوث في مختلف التخصصات العلمية تسمى «آيسف 2022» مذهلين بتلك الإنجازات العالم بأسره خاصة الحاقدين منهم وهذا الشاهد ليس إلا غيض من فيض حيث إن الداخل السعودي الحالي يسوده الاهتمام بكل ما هو جديد في عالم التقنية والعلم بشكل عام فرسم هذا الاهتمام لوحة مشرفة تدعونا للفخر بأن الله حبانا طاقات حيوية وبشرية قادرة على صنع ما كان يؤمن الحاقدون علينا بأن تحقيقنا لمثله يعتبر من سابع المستحيلات.

ختاما، ما يجب أن يعلمه أعداء قيادة وشعب هذه البلاد بأن قطار السعودية الجديدة لن يقف في طريقه أحد كائنا من كان وأنها ماضية في تطوير وتنمية قدراتها وقدرات شعبها مهما كانت الصعاب والعراقيل وعلى هؤلاء الأعداء إدراك ذلك والتعامل مع قادة وشعب هذه البلاد على هذا الأساس، بعد أن أصبحت السعودية في حاضرها الراهن قبلة لكل من يريد التفوق والنجاح وتحقيق عوامل العيش الكريم، ولم يعد فيها مكان لغير الحالمين بمستقبل تملأه الإنجازات وتحقيق الطموحات ولا عزاء للحاقدين.

bingroosh507@