إردوغان يلاعب أوروبا بورقة الفيتو

جوش: الرئيس التركي يشعر باليأس من مواقف حلف الناتو
جوش: الرئيس التركي يشعر باليأس من مواقف حلف الناتو

الأربعاء - 18 مايو 2022

Wed - 18 May 2022








اجتماع سابق لحلف الناتو                                (مكة)
اجتماع سابق لحلف الناتو (مكة)
في الوقت الذي ترحب فيه أغلب دول أوروبا ومعها الولايات المتحدة بانضمام كل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو»، يأتي الرفض التركي لانضمام الدولتين الإسكندنافيتين لكي يضع عقبة كؤودا أمام هذه الخطوة، لأن اتفاق تأسيس الحلف يحتم موافقة أعضائه بالإجماع على انضمام أي عضو جديد.

وفيما يلاعب إردوغان الأوروبيين بورقة (الفيتو)، يرى المحلل السياسي بوب جوش في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أن شعور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باليأس من مواقف الحلف بشكل عام هو ما يدفعه إلى ممارسة سياسة حافة الهاوية معه فيما يتعلق بقبول عضوية فنلندا والسويد في الحلف.

ويتساءل جوش الكاتب الهندي ورئيس تحرير صحيفة هندوستان تايمز الهندية سابقا أول صحفي غير أمريكي يتولى منصب المحرر العالمي لمجلة تايمز الأمريكية عما يريده إردوغان من حلف الناتو، وهل الحلف مضطر للاستجابة له؟

تهديد إردوغان

فيما ينتظر الحلف الغربي تلقي طلب عضوية رسمي من فنلندا والسويد، قال الرئيس التركي الجمعة الماضي إن بلاده لا تنظر بشكل إيجابي إلى فكرة توسيع الحلف وضم أعضاء جدد إليه. ولما كانت قواعد الحلف تقضي بموافقة كل دول الحلف الثلاثين على أي طلب انضمام، فإن إردوغان

يهدد ليس فقط باستخدام حق النقض (الفيتو) على ضم الدولتين، وإنما بتهديد موقف الحلف الموحد في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا بالقرب من حدوده.

ويرى الرئيس التركي أن فنلندا والسويد تأويان العديد من نشطاء الأقلية الكردية التركية، وبعضهم ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني الذي تعده تركيا حركة إرهابية، وقال إردوغان في تصريحات تلفزيونية إن «الدولتين الإسكندنافيتين بمثابة منازل إيواء للمنظمات الإرهابية».

منذ وقت طويل، تشكو تركيا من أنشطة الأكراد في شمال أوروبا، كما تشعر بأن عضوية حلف الناتو وعلاقتها بالغرب عموما لم تضمن لها التعاون المطلوب في محاربة الانفصاليين الأكراد، ورغم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صنفا حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية،

فإنهما يدعمان وحدات حماية الشعب الكردية التي تعمل في سوريا بشكل أساسي ضد تنظيم الدولة «داعش».

انتهازية واضحة

ويقول جوش إنه إذا كان خطاب إردوغان الجمعة الماضي معتادا، فإن توقيته ينم عن انتهازية واضحة. فمنذ أسابيع عديدة، بات معروفا أن ستوكهولم وهلسنكي تعتزمان تقديم طلب انضمام إلى حلف الناتو، ولم تبد تركيا رفضا واضحا في تلك الفترة، بل ربما كان موقفها مختلفا بشكل

واضح. فعندما تحدث إردوغان عبر الهاتف مع نظيره الفنلندي ساولي نينستو منذ شهر، أشار إلى موضوع عضوية فنلندا في الناتو وألمح إلى تأييده لهذه الخطوة.

وقال نينستو إن تغير الموقف التركي «أصابه بالارتباك». وخلال اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو في العاصمة الألمانية برلين، خرج وزير الخارجية التركي على الإجماع وأعرب عن مخاوف بلاده من ضم أعضاء جدد.

واتهم الوزير مولود تشاوش أوغلو الدولتين بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني.

مطالب إردوغان للموافقة على ضم السويد وفنلندا:

ـ الحصول على أسلحة حديثة من شركائه الأوروبيين

ـ مزيد من الدعم المالي لمواجهة أزمته الاقتصادية

ـ التفاوض مع الدولتين والوصول إلى توافق