مسيرة الإخوان الدموية أمام النواب البريطاني

أدلة دامغة على ارتباط الجماعة بداعش والقاعدة وتنظيم حسم الإرهابي رئيس هيئات الإفتاء يكشف الجذور الإرهابية وطريق البحث عن السلطة
أدلة دامغة على ارتباط الجماعة بداعش والقاعدة وتنظيم حسم الإرهابي رئيس هيئات الإفتاء يكشف الجذور الإرهابية وطريق البحث عن السلطة

الثلاثاء - 17 مايو 2022

Tue - 17 May 2022

اطلع أعضاء مجلسي العموم واللوردات «النواب» البريطاني، على تقرير مفصل للتاريخ الدموي لجماعة الإخوان، ومسيرتها مع الإرهاب بحثا عن السلطة وتحقيقا لمصالحها.

وعرض رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ومفتي مصر شوقي علام، تقريرا موثقا بالأدلة والبراهين أمام النواب البريطاني، بعنوان «جذور العنف لدى تنظيم الإخوان وتاريخهم الدموي»، فضح خلاله المنهج المتطرف للجماعة منذ نشأتها وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، و»حسم» وغيرهما، وأهم الأفكار المتطرفة التي يتبناها التنظيم، والشخصيات التي أسست ونظرت للعنف داخله منذ نشأته.

تنظيم بوجهين

وأكد أن تنظيم الإخوان كان يعمل بوجهين، الأول هو الوجه الظاهر لعامة الناس والجماهير، حيث قدموا أنفسهم كمصلحين اجتماعيين وكقوة معارضة، أما الوجه الثاني فتمثل في إنشاء «الجهاز السري» الذي كانت مسؤوليته تنفيذ العمليات الإرهابية والاغتيالات، ونشر الخوف، والاستيلاء القسري على حكم البلاد في أقرب فرصة فيما يسمونه بـ»التمكين».. وفقا لموقع «العين الإخباري» الإماراتي وأوضح أن مؤسس التنظيم، حسن البنا،، قدم نفسه وجماعته على أنها حركة إصلاحية، لكنه شرع للعنف وأعطاه صبغة دينية تحت ذريعة «الجهاد، وضرورة إحياء الخلافة.

قوة السلاح

وأكد أن تنظيم الإخوان تبنى منهج العنف تحت ستار الجهاد الذي يعد مفهوما لا غنى عنه في أيديولوجية البنا، وهو الأمر الذي كان له النصيب الكبير من خطبه وكتاباته، لذا كان البنا حريصا على إنشاء مجموعة قوية قادرة على استعادة الحكم؛ لذلك اندمجت قوتان لا غنى عنهما عند حسن البنا وهما: قوة الوعظ وقوة السلاح، من ثم دعا أنصاره إلى اعتناق القوة كهدف ووسيلة. ولفت إلى أن البنا وجد أنه من الضروري توجيه رسالته في البداية إلى الحاكم والنخبة الحاكمة بشكل سلمي، في حالة فشلهم في تطبيق قيم الحكم، فإن جماعة الإخوان سيشنون حربا دموية ضدهم، وهو ما جاء في افتتاحية

الطبعة الأولى من مجلة «الناظر»، حيث طالب أتباعه بتطبيق هذا الأمر.

تبرير العنف

وتناول التقرير سيد قطب، المنظر والمؤسس لجماعات العنف، والذي قدم الإطار النظري الذي يبرر العنف داخل المجتمعات الإسلامية بحجة أن الناس ليسوا مسلمين لأنهم يعيشون في «جاهلية»، لأنهم تخلوا -في رأيه- عن الإطار الديني والعقدي السليم الذي وضعه الله سبحانه وتعالى واستبدلوه بقوانين من صنع الإنسان.

وأشار أن سيد قطب قد نظر لتبرير استخدام العنف انطلاقا من فكرة جاهلية المجتمع التي تتبناها سلطة سياسية حاكمة في البلدان، وأنه على الإخوان أن يتحملوا مسؤولية مواجهة هذه الجاهلية من خلال الإصلاح والتغيير.

نشر العنف

وحول دعم الإخوان للجماعات الإرهابية، كشف التقرير أن ذلك يعود إلى بداية الثمانينيات، حيث تبنى تنظيم الإخوان خطابا ثنائيا متناقضا، وهو تمسكه الشديد بأجندته الأساسية التي ترفض النظم الحديثة، بالتزامن مع اعتناق الإصلاح وقيم الديمقراطية. وأضاف أنه في هذا الوقت، بدأ تنظيم الإخوان الإرهابي طريقا جديدا تمثل في دعم الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تنشر العنف تحت لواء ما سموه «الجهاد المقدس»، وضمنوا استراتيجيتهم في وثيقة سرية صيغت في عام 1982.

أذرع التنظيم

وشدد علام على أن التنظيم دعا إلى حماية دعوته بالقوة اللازمة لضمان أمنها على الصعيدين المحلي والدولي، والتواصل مع جميع الحركات الجديدة المشاركة في الجهاد، في كل مكان على هذا الكوكب، ومع الأقليات المسلمة، وإنشاء روابط حسب الحاجة لإقامة ودعم التعاون، والحفاظ على واجب الجهاد في جميع أنحاء الأمة الإسلامية. واستعرض التقرير كذلك أذرع تنظيم الإخوان المسلحة بداية من «جوالة الإخوان» التي أسسها حسن البنا وضمت حوالي 45 ألفا من الشباب الذين تم تدريبهم عسكريا، وذلك بالمخالفة للقانون المصري لسنة 1938م الذي يحظر إنشاء كيانات شبه عسكرية.

الجناح السري

وأكد أن التنظيم شكل في عام 1940م جناحه السري المعروف باسم «الجهاد الخاص» أو «الجهاز السري»، وكانت المهمة الأساسية لهذه الوحدة وفقا لمحمد مهدي عاكف هي تدريب مجموعة مختارة من أفراد الجماعة للقيام بمهام خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي. وكشف التقرير كيف تخطى إرهاب تنظيم الإخوان المحلية إلى دعم الجماعات المسلحة خارج مصر، حيث شاركت «طليعة القتال» التابعة للإخوان عام 1964م في انتفاضة حماة، وأسهم هذا الأمر في تطور حركة متطرفة يقودها مروان حديد، وهو عضو شاب متطرف في الإخوان، وشكل جماعة متطرفة

محلية معارضة لحزب البعث الذي وصفه بـ»المرتد» والذي كان يحكم سوريا في الستينيات وأوائل السبعينيات.

عمليات انتقامية

وأشار إلى أنه بعد إلقاء القبض على «حديد» وموته في السجن، قامت الخلايا المسلحة التي دربها والتي انتشرت في جميع أنحاء سوريا، بعمليات انتقامية من خلال الشروع في سلسلة من الاغتيالات ضد كبار ضباط الأمن ورجال الدولة التي تطورت في النهاية إلى هجمات إرهابية عشوائية ضد المدنيين العلويين في سوريا. وقدم التقرير العديد من الأدلة على علاقة الإخوان بداعش والقاعدة من بينها انضمام عدد كبير من أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي إلى صفوف «داعش» خاصة بعد إعلان محمد مرسي عن تأييده للجهاد في سوريا، وكذلك تصريح محمد البلتاجي العضو البارز في تنظيم الإخوان

عقب ثورة 30 يونيو بمصر، أن العنف المستمر في شبه جزيرة سيناء سينتهي بمجرد رجوع محمد مرسي.

قضية عشماوي

ووفقا للتقرير، أكدت تقارير ميدانية عديدة وجود الكثير من شباب الإخوان في صفوف داعش في كل من سوريا والعراق، وعندما ألقي القبض على الإرهابي هشام عشماوي الذي كان هاربا وتسلمته مصر بعد اعتقاله في ليبيا وقامت بمحاكمته محاكمة عادلة وقضت بإعدامه.

كان عشماوي يخاطب مؤيدي تنظيم الإخوان في رسالة فيديو بعنوان «لكي لا تأسوا ولا تحزنوا» حيث حثهم على استخدام العنف وشن الحرب ضد الدولة المصرية.

وكشف التقرير أن تنظيم الإخوان الإرهابي حاول خلال السنوات الماضية اختطاف مكاسب ثورة 25 يناير بعد عام 2011، فبذلوا وسعهم للتسلل إلى مؤسسات الدولة للاستيلاء على السلطة عن طريق الاحتيال والخداع الانتخابي، وعندما فازوا في نهاية المطاف بالانتخابات الرئاسية، أكد مكتب الإرشاد التابع لتنظيم الإخوان سلطته من خلال اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية التي عزلت الناس تماما ودفعتهم إلى القيام بثورة ثانية ناجحة ضد تنظيم الإخوان الحاكم ومكتب الإرشاد التابع له.

محاولات اغتيال

ووفقا لتقرير شوقي علام، حاول الإخوان استعادة حكمهم، عن طريق إثارة الفوضى والعنف والإرهاب، وظهرت في نهاية المطاف العديد من الحركات المتطرفة والإرهابية كفروع للإخوان الإرهابية، ومن بينها حركة «لواء الثورة» عام 2016 التي قامت بعدد من العمليات الإرهابية الانتقامية، منها اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة 9 مدرعات بدهشور، ومحاولة تفجير مركز تدريب للشرطة في مدينة طنطا بدلتا النيل. وتحدث التقرير عن «حركة حسم» إحدى الأذرع الإرهابية للإخوان التي ظهرت عام 2014، وقامت باستهداف عدد من قوات الأمن والشخصيات العامة والقضائية، ومنها

محاولة الاغتيال الفاشلة لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق عام 2016، ومساعد النائب العام زكريا عبدالعزيز في العام نفسه.

الإخوان في مصر:

  • 1928 تأسست الجماعية على يد حسن البنا

  • 1934 انتقل نشاطهم إلى القاهرة

  • 1938 بدؤوا نشاطهم السياسي رسميا

  • 1977 بدؤوا المشاركة في الأحزاب السياسية

  • 1982 كانوا وراء اغتيال الرئيس أنور السادات

  • 2011 أسسوا حزب الحرية والعدالة الناطق باسمهم

  • 2012 استولوا على الحكم وعين محمد مرسي رئيسا لمصر

  • 2013 قامت ثورة شعبية أزاحت التنظيم عن الحكم والمشهد السياسي