برنامج كوادر السلامة والصحة المهنية

برنامج كوادر السلامة والصحة المهنية أحد المبادرات التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية لتعزيز معرفة ومهارة الكوادر البشرية في مجال السلامة والصحة المهنية من خلال مسارين: «ممارس» و»محترف» والهدف من ذلك تعزيز تطبيق ممارسات السلامة والصحة المهنية في المنشآت أيا كانت طبيعتها بالإضافة لتنمية الكم والكيف في سوق العمل في هذا النطاق العملي الذي يقع على رأس الأولويات في حفظ الأرواح والممتلكات للمنشآت فضلا عن الحفاظ على الاستثمارات وغلة الأرباح من الترددية أو الانكماش.

البرنامج يحتوي على مسارين الأول أساس ومدته ثلاثة أشهر ويطلق على المتدرب الذي يجتاز البرنامج ممارس سلامة وصحة مهنية، والثاني متقدم ومدته أربعة أشهر ويطلق على المتدرب الذي يجتاز البرنامج محترف سلامة وصحة مهنية.

من ملامح جمال البرنامج أنه متاح لجميع السعوديين وغير السعوديين من الذكور والإناث الذين تنطبق عليهم المتطلبات والشروط في تصنيف المؤهلات والخبرات.

ويتماشى هذا البرنامج في دعم القرار الكريم الذي اتخذته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتوطين مهنة السلامة والصحة المهنية الذي طبق بشكل تدريجي بأن يكون 30% في 1/4/2020 حتى يصل لـ 70% في 1/1/2022.

في الحقيقة منذ استحداث الخطة الاستراتيجية الوطنية لتطوير السلامة والصحة المهنية في عام 2016 مرورا بجميع المبادرات التي انهالت بعدها مثل لائحة نظام إدارة السلامة والصحة المهنية وبرنامج التوطين لوظائف السلامة وبرنامج كوادر السلامة والصحة المهنية وآخرا وليس أخيرا تشكيل المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية برئاسة وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وعضوية أكثر من 14 جهة حكومية، تراتبية هذه الأحداث والقرارات الموفقة بإذن الله تنبئنا بأن هناك سلسلة متواصلة من القرارات والأعمال المتراكمة التي تسير بمحور السلامة والصحة المهنية نحو التطلعات

المنشودة التي تواكب حجم النمو المطرد في جوانب الصناعات المختلفة في بلدنا الحبيب.

ولعلها فرصة أن نشير إلى بعض الآمال التي تدور في أروقة العاملين في مجال السلامة والصحة المهنية والمتعلقة ببرنامج كوادر السلامة والصحة المهنية والتي قد يكون لها نصيب وافر من هذه القرارات والأعمال المتراكمة في المستقبل القريب:

1. برنامج كوادر السلامة والصحة المهنية الذي يسهم بتعزيز جانب العمالة لا شك بأنه رافد قوي جدا للشركات بأن تمتثل لمتطلبات الوزارة من حيث توطين وظائف السلامة، ولنا أخوة وأخوات كثر انخرطوا في هذا البرنامج وكانت أكبر رسالة تصحيحية لديهم وبودهم أن تصل لجميع صانعي القرار في هذا المجال هو أن يكون هناك إجابة تطبيقية لسؤال ماذا بعد انتهاء البرنامج؟ كناية عن أنه نرجو أن يكون للوزارة دور كبير جدا في تجويد حلقة الوصل بين الخريجين من هذا البرنامج والشركات أو كما عبر أحدهم عنها (برنامج منتهي بالتوظيف).


2. أن يكون محتوى هذا البرنامج الشامل اللبنة الأساسية لتأسيس برنامج أكاديمي في هذا المجال من خلال مثلا تأسيس كلية متخصصة في السلامة والصحة المهنية أو استحداث أقسام تخصصية في الجامعات الكبرى متعلقة بالسلامة والصحة المهنية وما يلحق بها من دراسات تخصصية في علم مكافحة الحريق وإدارة الأزمات والكوارث والعلوم الأمنية.


3. أن تكون هذه التصنيفات «الممارس» و»المحترف» لخريجي البرنامج هي بمثابة النسخة الأولى التي قد يعقبها تحديثات متتابعة إلى أن نصل إلى تأسيس مدرسة سعودية فريدة على غرار البورد الأمريكي أو المدرسة البريطانية وتكون وجهة هذه المدرسة بأن تكون المرجع رقم واحد على مستوى العالم في جانب السلامة كجهة منظمة ومانحة للاعتمادات (accreditation body) سواء على مستوى الأفراد أو الشركات، وأعلم يقينا حجم الخبرات السعودية الموجودة في هذا المجال والتي لديها طاقة كامنة؛ لأن تتحرك وتنشأ مثل هذه المدرسة التي نزاحم بها العالم في حصيلة التطور والتقدم في هذا المجال.

أسأل الله أن يديم على بلدنا الأمن والأمان والتطور والازدهار، وأن تتعاقب بنا الأزمان جيلا بعد جيل ونحن نردد دام عزك يا وطن.

@fahdabdullahz