هزيمة بوتين ستدمر العالم

كلوث: فشل روسيا في تحقيق أهدافها سيدفعها إلى خيارات خطيرة سيناريوهات التصعيد تصل إلى استخدام أسلحة كيماوية ونووية توقعات بشن حرب سيبرانية واسعة تستهدف شبكات الدول الغربية الخطة الجديدة تشمل غزو شرق وجنوب أوكرانيا وتحويلها لدولة حبيسة الحرب الاقتصادية بدأت بقطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا
كلوث: فشل روسيا في تحقيق أهدافها سيدفعها إلى خيارات خطيرة سيناريوهات التصعيد تصل إلى استخدام أسلحة كيماوية ونووية توقعات بشن حرب سيبرانية واسعة تستهدف شبكات الدول الغربية الخطة الجديدة تشمل غزو شرق وجنوب أوكرانيا وتحويلها لدولة حبيسة الحرب الاقتصادية بدأت بقطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا

الجمعة - 29 أبريل 2022

Fri - 29 Apr 2022

عندما يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشله في تحقيق أهدافه من غزو أوكرانيا سيصبح شخصا أشد خطورة، بحسب رؤية المحلل السياسي أندرياس كلوث في التحليل الذي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء.

ويقول كلوث «إنه عندما يفقد كل سبل تهدئة الحرب مع حفظ ماء وجهه، قد يرى بوتين أنه لا خيار أمامه سوى مزيد من التصعيد، ومشكلة بوتين هي أن فشله أصبح أوضح من أن تخفيه حتى آلة الدعاية الجبارة التابعة له. فقد هاجم أوكرانيا لكي يمنع توسيع حلف شمال الأطلسي (ناتو) كهدف جزئي له، لكن بدلا من ذلك يستعد الحلف لإعلان ضم دولتين جديدتين إلى عضويته خلال العام الحالي نتيجة العدوان الروسي على أوكرانيا».

وتعهد بإعادة توحيد الشعبين الروسي والأوكراني اللذين يعتبرهما شعبا واحدا، لكن بدلا من ذلك، عمقت الفظائع التي ارتكبتها قواته مشاعر الخوف والكراهية لروسيا لدى الأوكرانيين.

وتعهد باستعادة مكانة روسيا العالمية، لكنه حولها إلى دولة مارقة. وقائمة فشل بوتين في هذه الحرب تطول على حد قول كلوث.

التدمير الذاتي

ويرى المحلل السياسي أن المعنى الرئيس لخسارة بوتين هذه الحرب هو أنه لم يكسبها، فالأوكرانيون يبدون قدرة متزايدة على الدفاع عن أنفسهم ضد الهجوم الروسي. وبالنسبة لهم فإن عدم خسارة الحرب هو الانتصار بعينه.

لكن هل يستطيع بوتين تحمل هذه الهزيمة؟ لا شك أنه سأل نفسه هذا السؤال سواء على المستوى السياسي أو على المستوى النفسي.

ووفق نظريات علم النفس، فإن بوتين عندما يجد نفسه محاصرا بالفشل، لن يتراجع أبدا وهو ما ألمح إليه بالفعل. لذلك فإنه سيواصل التصعيد، حتى لو وصل الأمر إلى التدمير الذاتي. وقد بدأ التصعيد بالفعل بقرار وقف ضخ الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا.

ورغم أن هذه الخطوة ليست عسكرية فإنها سابقة تاريخية، فحتى في سنوات الحرب الباردة لم يستخدم الاتحاد السوفيتي إمدادات الطاقة كسلاح في صراعه مع الغرب.

حرب اقتصادية

ألمح بوتين إلى إمكانية قطع الإمدادات عن المزيد من الدول، وهو ما يعني شن حرب اقتصادية يمكن أن يتبعها بحرب سيبرانية تستهدف شبكات معلومات واتصالات بعض الدول الغربية وبنيتها التحتية الحيوية.

وعلى الصعيد العسكري، عدل بوتين بالفعل أهداف الحرب لإضافة ضحية جديدة وهي دولة مولدوفا. ولأنه لن يستطيع الاستيلاء على أوكرانيا بالكامل، يركز بوتين على السيطرة على شرق وجنوب هذه الدولة.

الهدف العاجل لهذا التحول هو إيجاد ممر بري روسي يربطها بشبه بجزيرة القرم. أما الهدف الأبعد فهو السيطرة على كامل الساحل الأوكراني على البحر الأسود، وهو ما يعني تحويل أوكرانيا إلى دولة حبيسة.

جبهة جديدة

والأخطر أن سيطرة روسيا على هذه المناطق سيجعلها على اتصال مباشر بالمناطق ذات الأغلبية الروسية من مولدوفا التي تشبه جورجيا وبالطبع تشبه أوكرانيا، حيث أمضى بوتين سنوات لكي يحول الدول الثلاث إلى دول عميلة أو فاشلة يستطيع السيطرة عليها أو إخضاعها حسب هواه.

ففي جورجيا ومنذ الغزو الروسي لها عام 2008 يدعم بوتين دولتي ظل يطلق عليهما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وفي أوكرانيا، اعترف بـ «جمهوريتي لوجانسك ودونتسك الشعبية». ومعادل لوجانسك ودونتسك في مولدوفا هو منطقة ترانسنستريا الانفصالية ذات الأغلبية الروسية.

وكما هو الحال في الجمهوريات الانفصالية الأخرى في المنطقة فإن ترانسنستريا معقل لأغلبية روسية وقوات روسية، ويمكن أن يساعد هذا الجيب الروسي الرئيس بوتين في فتح جبهة جديدة على أوكرانيا. كما أن هذه المنطقة يمكن أن تصبح ذريعة للهجوم على مولدوفا التي تريد هي الأخرى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

الورطة الكبرى

ويرى كلوث أن قطع الغاز عن الاتحاد الأوروبي ومهاجمة المزيد من الدول يمكن أن يساعد بوتين في توجيه إشارة إلى أعدائه في الخارج وجمهوره في الداخل إلى أنه مازال يواصل التصعيد، وأنه مازال يسيطر على تطورات الأحداث.

لكن هذا التصعيد لن يحل مشكلته الكبرى، وهي أن الورطة التي تواجهها قواته في أوكرانيا تتزايد. ويعتبر مصنع صلب أزوفستال في مدينة ماريوبول مثالا على هذه الورطة، حيث تدافع القوات الأوكرانية المتمركزة في المصنع عنه ببسالة، رغم أن المدينة كلها تحولت إلى انقاض بفعل الهجوم الروسي.

ويحاول بوتين إجبار هذه القوات على الاستسلام من خلال الحصار والتجويع، لكن القوات متمسكة بالدفاع عن المصنع.

سيناريوهات بوتين في حال فشل غزو أوكرانيا:

  • استخدام أسلحة كيماوية

  • ضرب صواريخ نووية تكتيكية

  • تحويل المعركة إلى حرب وجود شاملة