دخيل سليمان المحمدي

التنمية في عيون الرؤية

السبت - 23 أبريل 2022

Sat - 23 Apr 2022

كما نعلم بأن التنمية عنصر أساسي للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي، وهي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر وتتخذ أشكالا مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني استقرارا وتطورا بما يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

فمع رؤية مملكتنا الغالية 2030 لم يعد مصطلح (التنمية) مقترنا بالمجال الاقتصادي والذي يعني رفع مستوى الدخل بزيادة متوسط الإنتاج كما عهدناه في الزمن الماضي فحسب، بل أصبح يعني جميع الأنشطة والحقول المعرفية لدى المجتمعات، وذلك عندما أصبح المصطلح بمعناه يهتم بالنشاط المعرفي مستهدفا العنصر البشري كهدف وليس كوسيلة أو أداة، وهذا ما يسمى بالتنمية البشرية التي تستهدف الإنسان لتطوير قدراته وإمكاناته بشكل دائم، محاربة للتخلف الذي يتخبط به في مستنقع الجهل والأمية والأنانية والتقوقع.

ونعني بالإنسان هنا بمفهومه العام المجرد، أما على الصعيد الواقعي والميداني، فيمكن أن نقسم المجتمع إلى فئات، أمي، ومتعلم مبتدئ، ومتعلم عادي، وحامل شهادة، وأيضا مثقف، ونستطيع أن نستخلص من هذه الفئات، فئة متقدمة تفكيرا وسلوكا ومشاركة، قد يحضر فيها الإنسان الأمي، ويغيب عنها المثقف أو خريج الجامعة، لأن التقدم لا يقاس بنسبة التعليم فحسب، وإنما بحجم المشاركة البناءة والمعطاءة في المجتمع، فما أكثر المواطنين المتعلمين تعليما عاليا، غير أنهم لا يترجمون ذلك التعلم على مستوى الواقع الذي ينخرطون فيه، فهم سلبيون أكثر من الذين لم يحظوا بالتعليم، بل وأميون أكثر من الأميين العاديين.

فهناك الكثير من مجالات التنمية الأخرى اهتمت بها رؤية مملكتنا العالمية 2030 والتي هدفها التوجيه الصحيح، والاستمرارية، بالرغم أنها تبدو عادية وبسيطة، إلا أن تأثيرها عميق، ومنها على سبيل المثال التنمية الاجتماعية من خلال الدعوة إلى التحلي بالأخلاق الحميدة، ونشر ثقافة المعاملة الحسنة، والتربية الصحية، ومحاربة مظاهر العنف المنزلي، وزيارة المستشفيات ودور الأيتام، والتنمية الرياضية من خلال تنظيم منافسات رياضية متنوعة، والبحث عن الطاقات الرياضية الواعدة وتوجيهها التوجيه الصحيح، وزرع حب الرياضة من خلال الحملات التطوعية الجماعية، واهتمت أيضا بالتنمية البيئية من خلال تعميم ثقافة الحفاظ على البيئة، وتنظيم حملات النظافة، وحملات التشجير التطوعية وتخصيص تدريبات لذلك في المدارس والجمعيات، وغير ذلك من أنواع التنمية التي لا يلتفت إليها الكثيرون.

لقد أصبحت التنمية هدفا وطنيا بجميع مجالاتها الحكومية والخاصة الفردية والمجتمعية، وذلك بابتكار وتفعيل المبادرات التي تحفز المجتمع وتزيد الوعي لدى أفراده بكافة الأنشطة.

@dakhelalmohmadi