جنرالات أمريكا: الاتفاق مع إيران كارثي

48 قائدا عسكريا يرفضون الاتفاقية النووية الجديدة لإدارة بايدن أكدوا أن أمنهم القومي في خطر ودعوا الكونجرس إلى التدخل أمريكا تقدم تنازلات ونظام الملالي يستهزئ بالالتزامات المفروضة عليه ذا هيل: مطلوب اتفاق أطول وأقوى يحصر طهران في الصندوق السيناتور كاسيدي لبايدن: لا تشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب
48 قائدا عسكريا يرفضون الاتفاقية النووية الجديدة لإدارة بايدن أكدوا أن أمنهم القومي في خطر ودعوا الكونجرس إلى التدخل أمريكا تقدم تنازلات ونظام الملالي يستهزئ بالالتزامات المفروضة عليه ذا هيل: مطلوب اتفاق أطول وأقوى يحصر طهران في الصندوق السيناتور كاسيدي لبايدن: لا تشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب

الخميس - 21 أبريل 2022

Thu - 21 Apr 2022

وصف عدد من جنرالات الجيش الأمريكي الاتفاق النووي المنتظر توقيعه مع إيران بـ(الكارثي)، وقالوا «إنه سيعرض الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها للخطر».

وحذر النائب السابق لقائد القيادة الأمريكية في أوروبا الجنرال تشاك وولد والقائد السابق للأسطول الأمريكي السابع جون بيرد، الكونجرس الأمريكي من الموافقة على الاتفاق الذي ترعاه إدارة الرئيس جو بايدن، ويجري وضع لمساته الأخيرة في فيينا.

وأكد الجنرالان عبر صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، أنه يتوجب على إدارة بايدن منذ فترة طويلة التخلي عن هذا الاتفاق بعدما قدمت العديد من التنازلات لصالح الإيرانيين، وطالبا المشرعين الأمريكيين برفض هذا الاتفاق في حال تم إنجازه.

اعتداء سافر

أوضح القائدان أن الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا بشكل مؤلم قلل الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة اعتداء سافر من قبل عدو مسلح نوويا، حتى حين تكون أمريكا والكثير من أصدقائها المقربين متحدين بحزم في مواجهة مثل هذه التهديدات الواضحة والحاضرة.

وقالا «مع تأدية روسيا دورا أساسيا، سيمكن الاتفاق النووي إيران من إلقاء ظلالها النووية على الشرق الأوسط، هي التي شكلت لعقود من الزمن أبرز راع للإرهاب المسؤول عن مقتل مئات الأمريكيين. إن اتفاقا كهذا خطير على أمريكا، ولهذا السبب انضم الكاتبان إلى 46 جنرالا وأميرالا أمريكيين في رفضهم له من خلال رسالة مفتوحة نظمها المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.

داخل الصندوق

وطالب الجنرالان إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم اتفاق أطول وأقوى يحصر طهران بشكل آمن «في الصندوق»، وقالا «أصبح الاتفاق الجديد أقصر وأضعف من الاتفاق الأساسي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، سيمنح إيران برنامجا شرعيا على نطاق صناعي للأسلحة النووية في أقل من عشرة أعوام من اليوم».

وأشارا إلى أن «نقطة الترويج الأساسية للاتفاق سنة 2015 وفقا لإدارة أوباما ركزت على أن إيران ستحتاج إلى سنة على الأقل لإنتاج ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة، لكن الخرق النووي حسب الاتفاق الجديد قابل للحدوث خلال ستة إلى سبعة أشهر فقط، بما يعكس التنازلات الأمريكية التي تسمح لإيران بالإبقاء على أجهزة طرد مركزي متقدمة طورتها بشكل كبير منذ بدأت تنتهك الاتفاق النووي بشكل متسلسل في 2019».

الواقع أسوأ

ولفت الكاتبان النظر إلى أن أوباما اعترف في 2015 بأن نافذة مراقبة الخرق النووي تغلق باطراد مع مرور الزمن بفضل السماح لإيران ببناء وتشغيل أجهزة طرد أكثر إنتاجية، حيث قال أوباما حينها «إن ذلك يعني أن فترات الاختراق ستتقلص إلى الصفر تقريبا بعد سنوات».

ومع دخول العالم سنة 2022، تقلصت هذه الأطر الزمنية إلى ما بين ست وثمانية أعوام، حيث ستتمكن إيران بعدها من امتلاك برنامج نووي غير مقيد والانطلاق نحو قنبلة مع احتمال ألا يتمكن المفتشون من كشف ذلك أبدا. لكن عيوب الاتفاق الجديد تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من قيوده الضعيفة على طموحات إيران النووية.

استهزاء إيراني

ووفقا للجنرالين سينتهي حظر مجلس الأمن على تطوير طهران الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقادرة على استهداف البر الأمريكي في السنة المقبلة، وخلال ثلاثة أعوام، يلغي الاتفاق أساس أي عقوبات أممية إضافية على برنامج إيران النووي، من دون مطالبتها بالكشف عن جهودها السرية لبناء قنبلة حتى مع استمرار الملالي الإيراني في الاستهزاء بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات الملزمة قانونا، ستجعل هذه التنازلات غير المتوازنة من الدفاع عن الاتفاق أمرا مستحيلا.

وسيعطي الاتفاق النووي الجديد النظام المتطرف في طهران عشرات المليارات من الدولارات عبر تخفيف العقوبات، الأمر الذي سيغذي الاعتداءات الإقليمية ضد جنود الولايات المتحدة وأمنها القومي كما الأمن القومي لحلفائها، وهذا ما حصل في 2015.

ويشدد الكاتبان على أن ذلك «سيحدث ذلك في وقت ينبغي على الاستراتيجيين الأمريكيين إعطاء الأولوية للتنافس الاستراتيجي مع الصين وروسيا، ولجعل الأمور أسوأ، تطورت قدرة طهران على نشر الفوضى بشكل مطرد منذ 2015، بفعل تطويرها الكبير لصواريخها التقليدية وطائراتها بلا طيار ونشرها لهذه الترسانات في الشرق الأوسط».

خط أحمر

ويرى الجنرالان أن طهران رسمت خطا أحمر تفاوضيا جديدا غير مرتبط بالاتفاق النووي نفسه، عبر طلب رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الأمريكية، وهي خطوة ستضعف مكافحة الإرهاب في الداخل الأمريكي، وترسل إشارة خطيرة إلى الشرق الأوسط بشأن النظرة الأمريكية لتوسيع الحرس الوحشي للقوة العسكرية الإيرانية في مناطق مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان.

والقضية الأخيرة ـ في رأي تشاك وولد وجون بيرد ـ هي صورة مصغرة عن الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين الأساسيين حول الاتفاق النووي والتهديد الإيراني بصورة أعم، حيث تسببت اللامبالاة الأمريكية المتصورة تجاه مخاوف شركائها الأمنية الحادة، كما حصل مع خطة العمل الشاملة المشتركة، بانتكاسة مقلقة على شاكلة دعم شرق أوسطي ضعيف للجهود الأمريكية في الضغط على روسيا ولبناء حلف متحد ضد التوسع الصيني.

ودعا الجنرالان الولايات المتحدة إلى اتباع دبلوماسية متشددة مدعومة بخطوط حمراء ذات صدقية ضد التصعيد الإيراني ستنهي بشكل حقيقي وقابل للتحقق منه التهديد الذي يمثله برنامج طهران للأسلحة النووية وتدحر عدوانها الإقليمي. وكررا في الختام حضهما الرئيس والكونغرس الأمريكيين على رفض هذا الاتفاق النووي الخطير.

شطب الحرس

وطالب السيناتور عن الحزب الجمهوري بيل كاسيدي، إدارة الرئيس الأمريكي بالتخلي عن شطب ميليشيات الحرس الثوري الإيراني من لائحة الإرهاب.

وقال عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري في تغريدة عبر «تويتر»، «إن شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية لوزارة الخارجية الأمريكية يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة ولا ينبغي النظر فيه».

وطالب كاسيدي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بضرورة التخلي عن المفاوضات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق مع إيران في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015، بين إيران والقوى الدولية.

وكان عدد من المشرعين الأمريكيين حذروا إدارة بايدن عن إزالة الحرس الثوري من لائحة الإرهاب، معتبرين أنها «خطوة ستسمح للحرس بتوسيع أنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم».