خداع طهران يزيد تنازلات أمريكا

ذاهيل: دبلوماسية بايدن الفاشلة مع طهران قد تشعل حروبا جديدة
ذاهيل: دبلوماسية بايدن الفاشلة مع طهران قد تشعل حروبا جديدة

الأربعاء - 30 مارس 2022

Wed - 30 Mar 2022

يرى مراقبون أمريكيون أن الخداع الإيراني المتواصل يسهم في رفع سقف تنازلات الولايات المتحدة الأمريكية خلال المفاوضات النووية في فيينا، ويرون أن إدارة الرئيس جو بايدن الفاشلة للأزمة قد تشعل حروبا جديدة في المنطقة.

واستهل الأكاديميان البارزان في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين ومؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات جوناثان شانزر مقالهما في صحيفة «ذا هيل» بمقولة بايدن «حان وقت إنهاء هذه الحرب التي لا تنتهي»، حين أمر قواته بالانسحاب من أفغانستان، للإشارة إلى حجم الخطأ الذي ارتكبه بتلك الخطوة، مؤكدان أن خصوم واشنطن شعروا بضعفها، ففهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانسحاب الأمريكي نقصا في شهية المواجهة في أوكرانيا، ورأت إيران أيضا فرصة لها.

ونقل موقع (24) الإماراتي عن الصحيفة الأمريكية، أن النظام الإيراني يواصل انتزاع تنازلات مالية من الدبلوماسيين الأمريكيين بالخداع في المفاوضات النووية في فيينا، بينما تساعد الاعتداءات التي تشنها الميليشيات الحوثية ضد المملكة والإمارات، ما يفاقم أزمة الطاقة حول العالم، ويظهر الهجوم على مجمع يستضيف القنصلية الأمريكية في أربيل أن الحرس الثوري الإيراني لم يعد يزعج نفسه بالعمل من خلال الميليشيات العراقية، لينكر تورطه، بل كشف بشكل علني عن تبني الاعتداء الغاشم.

تشجيع بايدن

وقال التقرير «إن جو بايدن شجع النشاط الإيراني الخبيث، إذ انتقد عندما كان مرشحا، سياسة إدارة ترمب في الضغط على إيران واصفا إياها بكارثة فرضتها على نفسها، كما أن نائب الرئيس السابق وكبار مساعديه الذين ساعد كثير منهم في صياغة سياسة أوباما الاسترضائية لإيران، ادعوا أن مغادرة ترمب الاتفاق النووي وحملة الضغط الأقصى، سبب تقدم النظام على الجبهة النووية، لكن هذا اللوم خاطئ لثلاثة أسباب وفق روبين وشانزر».

أولا: يبقى برنامج إيران النووي محكوما باتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بصرف النظر عما إذا كان الاتفاق النووي، حيز التنفيذ أم لا.

ثانيا: قرار النظام بانتهاك التزاماته النووية مسؤولية المرشد الأعلى. إن لوم الغرب على قرارات المرشد الخطيرة يرقى إلى لعب دور المغفل المفيد لأكبر راع للإرهاب حول العالم.

ثالثا: غالبية التقدم النووي الإيراني جاءت بعدما تولى بايدن منصبه، وقبل ذلك الوقت،كان النظام حذرا بشكل لافت لتفادي استفزاز ترمب، الرئيس الأمريكي الذي لم يكن بالإمكان التنبؤ بسلوكه، وأصبح أكثر حذرا بعدما اغتال ترمب أبرز قائد عسكري إيراني قاسم سليماني، في يناير 2020.

إفلاس النظام

ويرى الكاتبان أن عقوبات ترمب قلصت احتياطات إيران من العملة الصعبة من 100 مليار دولار أو أكثر، إلى قرابة 12 مليار دولار، وربما أدنى من ذلك بكثير، وكان النظام شبه مفلس حين وصل بايدن إلى الرئاسة، ما قيد قدرته على تمويل وكلائه الإرهابيين، ودفع طهران إلى التفكير مرتين قبل الانخراط في استفزازات أخرى، بما في ذلك المجال النووي.

كان الحرس الثوري من بين الأكثر تضررا، وهو الذي يحكم قبضته على قطاعات النفط والصناعة والبناء في إيران، إذ كبح تصنيفه على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية قدرته على ممارسة الأعمال التجارية الدولية.

واليوم، تشير إدارة بايدن إلى نيتها السماح للحرس الثوري باستئناف أعماله، ونتيجة لذلك، سيكون الحرس الثوري المستفيد الأساسي من الأموال المقدرة بـ131 مليار دولار التي ستتدفق إلى النظام بموجب الاتفاق النووي الجديد المقترح.

عقوبات عدوانية

ويؤكد الباحثان أنه لم يسبق أن أدى إغراق جيش عدو بالمال إلى تليين عقيدته أو شراء السلام، إن توقع السلام من نظام مبني على فكرة رفض القيادة الأمريكية الدولية، مناف للمنطق. لقد تعهد قادة طهران بالإبقاء على العدوانية ضد الغرب.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد «وفقا للتقرير» إذ ينتظر وكلاء النظام المنافع المالية للدبلوماسية النووية الفاشلة التي يتبعها الغرب. سيوسع حزب الله، وحماس، والحوثيون ومجموعات إرهابية أخرى ترسانتهم من الأسلحة التي تزيد تطورا. سيطلقونها بشكل منفصل، أو أسوأ، بشكل منسق، ما يضع حلفاء أمريكا في مرماها، مما يعني إن الفوضى الإقليمية التي تتهيأ أمريكا لإطلاقها، ستفاقم التحديات الحالية للنظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

توسع هائل

ويلفت التقرير إلى أن الحرب تزداد اشتعالا في سوريا، وفي الفضاء السيبراني، وإيران نفسها، إذ فشل النظام في توجيه رد قوي لكنها قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن ينجح.

وفي وقت تستعد فيه المنطقة للمزيد من الاضطراب، أظهر البيت الأبيض انصياعا يائسا للانضمام مجددا إلى الاتفاق النووي، ومن الواضح أنه لا يوجد طلب إيراني مثير للغضب إلى درجة رفضه من الموفد الأمريكي الخاص إلى المفاوضات النووية روبرت مالي، وبينما يتظاهر بالالتزام بالقيود النووية التي ستبدأ في الانهيار في 2025، يخطط النظام لتوسع هائل في آلته العسكرية.

ويختم الكاتبان «قد يصدق البيت الأبيض روايته لكن لا توجد دولة شرق أوسطية تصدقها، فهذه الدول تفهم ما ينتظرها لأنه سبق لها أن رأته، حيث أدى اتفاق 2015 النووي إلى تصاعد العنف الإقليمي من وكلاء إيران الإرهابيين. لكن المشهد العالمي، تغير وأصبحت الأخطار أعظم. وعوضا إنهاء «الحروب التي لا تنتهي» قد تكون جبهات جديدة على وشك الاشتعال.

  • قدم تنازلات مجانية خلال المفاوضات النووية في فيينا.

  • بدأ في رفع بعض العقوبات التي اتخذها الرئيس السابق ترمب.

  • رفع الميليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران من قائمة الإرهاب.

  • تنوي إدارته رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الدولية.

  • يستخدم النوايا الحسنة تجاه الميليشيات القاتلة للقوات الأمريكية.

  • يعمل على ضبط النفس فيما يصر الإيرانيون على التصعيد.

  • ردود فعل ضعيفة تجاه تصرفات طهران الإجرامية.

  • سحب قواته من العراق وأفغانستان أضعف هيبة أمريكا.