هل يصبح العالم على هوى بوتين؟

شامبيون: الهجوم منح أوروبا الوقت لكي تتعافى وتتصدى لروسيا
شامبيون: الهجوم منح أوروبا الوقت لكي تتعافى وتتصدى لروسيا

الخميس - 24 مارس 2022

Thu - 24 Mar 2022








فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
بعد يومين من إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقواته إلى أوكرانيا، نشرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية ريا نوفوستي مقالا يفترض أن النصر الروسي حتمي، ويحتفي بعصر جديد يمثل نهاية للسيطرة الغربية، وينهي الارتباط بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية ويعيد روسيا إلى «مكانها وفضائها» المستحق في العالم.

ومع احتدام القتال في أوكرانيا بدا أن إعلان قيام «عالم روسي موحد» يضم إلى جانب روسيا أوكرانيا وبيلاروس لم يحن بعد. كما سحبت وكالة ريا نوفوستي مقالها الاحتفالي بسرعة.

ومع ذلك يرى مارك شامبيون أحد كبار خبراء الشؤون الدولية في وكالة بلومبيرج للأنباء أن كاتب مقال ريا نوفوستي محق في أمر واحد فقط وهو أن الحرب ستؤدي إلى قيام نظام عالمي جديد، لكنه لن يكون النظام الذي يأمله بوتين.

ومن إستونيا إلى ألمانيا وبريطانيا تغيرت الآن مقاييس الدفاع عن أوروبا، ولم تعد فكرة نشوب حرب واسعة مع روسيا مستبعدة، وبالتالي تعيد الدول الأوروبية النظر في نفقاتها وما يمكن أن تشتريه وما تحتاجه لخوض القتال، وبدلا من أن تؤدي حرب أوكرانيا إلى تعميق انقسام أمريكا والدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو، أدت إلى تماسك التحالف.

وبدلا من انكماش الحلف إلى ما كان عليه قبل توسيعه في التسعينيات كما كان بوتين يطلب قبل غزو أوكرانيا، نشر الحلف المزيد من القوات على حدوده الشرقية بالقرب من روسيا.

وأرسل الناتو مؤخرا 3000 جندي إضافي والعديد من الدبابات

والمروحيات والطائرات المقاتلة في دول شرق أوروبا الأعضاء لمنع الكرملين من التفكير في توسيع نطاق المعركة في أوكرانيا ليشمل دول أعضاء في الناتو.

ويقول الجنرال ريتشارد بارونس القائد السابق لقيادة القوات المشتركة البريطانية «بغض النظر على شكل نهاية الحرب، ومقدار التشاؤم الذي تثيره، سيقول المؤرخون إن هجوم بوتين على أوكرانيا منح أوروبا الوقت الذي تحتاجه لكي تتعافى وتتمكن من التصدي لروسيا الآن، وللصين فيما بعد».

وأضاف بارونس «إن أوكرانيا تدفع ثمنا باهظا لكي تشتري لنا هذا الوقت»، والسؤال الكبير الآن بالنسبة لأوروبا هو ما الذي ستفعله بهذا الوقت. تعهد ألمانيا بإنفاق 100 مليار يورو (110 مليارات دولار) إضافية على الدفاع، هو المثال الأشد وضوحا على تزايد النزعة العسكرية في أوروبا، وهو ما ستكون له تداعياته على توازن القوى داخل أوروبا بالإضافة إلى توازن القوة مع روسيا.

كما زادت دول أوروبا الأخرى بما في ذلك دول البلطيق الصغيرة الثلاث ميزانياتها العسكرية، وهو ما يمثل جرس إنذار بالنسبة لبوتين، كما طالبت دول البطليق الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حلف الناتو بإقامة قواعد عسكرية دائمة له على أراضيها، إلى جانب أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، حتى لو لم تحصل على كل ما تطلب.

هذه المطالب بالتأكيد ليست نتيجة للاستقرار في أوروبا وإنما اعتراف بفقدان الاستقرار.

وتقول هيونا هيل كبيرة مديري إدارة الشؤون الأوروبية والروسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي سابقا «إن غزو بوتين لأوكرانيا هو محاولة لانتزاع الأراضي في مرحلة ما بعد الإمبراطورية والاستعمار... فإذا سمحنا بحدوث هذا، فإننا نضع بهذا سابقة للمستقبل».

في الوقت نفسه يرى شامبيون في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أنه يمكن إنفاق هذه المليارات الإضافية التي تم تخصيصها للأغراض العسكرية بشكل فعال أو غير فعال. ومع تلاشي حالة الصدمة الأولية التي سببتها الحرب والإلهام الذي أثارته المقاومة الأوكرانية، قد تتلاشى وحدة وتصميم حلف الناتو أيضا. وقد يتمكن بوتين من تحقيق بعض أهدافه، في حين أن هناك مؤشرات على أنه قد يختار عزلة روسيا والاضطراب الدائم في أوكرانيا وأوروبا، بدلا من الاعتراف بخطئه، فهزيمته يمكن أن تثير الشكوك حول بقائه السياسي.