نصف سكان العالم لا يعارضون غزو أوكرانيا
وزير دنماركي: الحرب الروسية ستكون وراء ولادة نظام عالمي جديد
وزير دنماركي: الحرب الروسية ستكون وراء ولادة نظام عالمي جديد
الاثنين - 21 مارس 2022
Mon - 21 Mar 2022
رغم النتائج الكارثية للحرب الروسية ضد أوكرانيا التي دخلت أسبوعها الرابع، يرى بعض المحللين والسياسيين أنه يمكن أن يكون لهذه الحرب جوانب إيجابية، إذا ما قادت إلى إعادة النظر في النظام العالمي القائم، وصياغة نظام جديد يكون أكثر قدرة على تحقيق الاستقرار والسلام. ويقول يورجن أورسترويم وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الدنماركية في مقال نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية: إن الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي وجد صمتا وعدم إدانة من نصف سكان العالم تقريبا، يمثل دليلا جديدا على تحولات توازن القوى في العالم، فقبل عقد أو اثنين لم يكن أحد يتخيل حدوث مثل هذا الهجوم، الذي حدث بالفعل، لكنه يتيح للغرب فرصة لتشكيل نظام عالمي جديد، بعد أن تم إهدار الفرصة الأولى في التسعينات بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، ثم الفرصة الثانية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2021 الإرهابية على نيويورك وواشنطن.
الجائزة الكبرى
ويرى أن التحدي الذي يواجه الغرب حاليا هو تشكيل تحالف لوقف الهجوم الذي تقوده روسيا على النظام العالمي القائم على القواعد والقانون الدولي، ويجب ألا يتم تصوير هذا التحالف على أنه محاولة غربية لتحقيق مصالحهم الخاصة، وهو ما يمكن أن يتحقق في حالة واحدة فقط وهي اعتراف الغرب بوجود الكثير من الدول خارج محيطه لديها قيم مختلفة. وإذا كان الغرب يتوقع أن تتبنى باقي دول العالم قيمه، خلال فترة زمنية قصيرة جدا مقارنة بالتاريخ الإنساني، فهو واهم جدا، وعلى الغرب أن يتذكر عدد السنوات الكبير الذي احتاجه لكي يبني نظامه السياسي والاقتصادي الحالي. ويقول أورسترويم مؤلف كتاب «تحولات آسيا: من العولمة إلى الإقليمية»، إن الجائزة الكبرى التي سيجنيها الغرب من صياغة نظام عالمي جديد ستكون إبعاد الصين عن روسيا، فالصين لن تحقق أهدافها في النمو الاقتصادي المرتفع والمستمر إذا ارتبطت بروسيا وليس بالغرب، والواقع يقول إن الصين لم تخرج الملايين من مواطنيها من دائرة الفقر إلا عندما لحقت بقطار العولمة الاقتصادية، مع اقتصاد سوق تحت السيطرة.
مخاوف الصين
ومع ذلك فإن الصين ظلت بعيدة عن الغرب وقريبة من التحالف مع روسيا، وهو ما يبدو متعارضا مع المصالح الأساسية للصين، فهل السبب في ذلك هو السياسة الخارجية المستندة إلى القيم للولايات المتحدة؟ القيادة الصينية تنظر بالتأكيد إلى ذلك باعتباره تهديدا، في الوقت نفسه فإن الصين أدركت ما الذي أدى إلى تدمير الاتحاد السوفيتي وأنه يجب ألا يحدث ذلك مع الصين، وإذا لم يدرك الغرب والولايات المتحدة بالتحديد هذه المخاوف الصينية، فلا يمكن تشكيل تحالف واسع، وستشعر النظم المستبدة في العالم بالارتياح.
وبعد انهيار الكتلة الشيوعية في تسعينات القرن العشرين، هنأ الغرب نفسه بالانتصار على التحدي الشيوعي. ثم مضى أبعد من ذلك بتبني رؤية تقول إن الديمقراطية النيابية هي أفضل نظام سياسي ليس فقط للغرب وإنما للعالم أجمع. وبدأ الغرب يدعم القوى المؤيدة للديمقراطية في الدول الأخرى حتى لو كان ذلك ضد قوانين تلك الدول، وعلى حساب الاستقرار الاجتماعي والسياسي فيها، ومن وجهة نظر الغرب كانت تلك التصرفات قانونية ومشروعة، في حين اعتبرتها الدول الأخرى تدخلا في شؤونها الداخلية، واندلع صدام حول المفاهيم، مما أدى إلى انقسام عالمي حول القيم السياسية وحقوق الإنسان، ينتظر لحظة الانفجار.
صدام عالمي
وبحسب أورسترويم فإن نتيجة هذا الصدام ظهرت، فعندما تم طرح الهجوم الروسي على أوكرانيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الحالي، وقف الغرب متحدا متصديا للهجوم على الديمقراطية، في حين لم يكن باقي دول العالم مهتما بنفس القدر بهذه القضية.
واضطر الغرب إلى تخفيف لغة النص المطروح للتصويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من «إدانة» العدوان الروسي على أوكرانيا إلى «الإعراب عن الأسف» لهذا العدوان. والأسوأ من ذلك أن 35 دولة تمثل حوالي 45% من إجمالي عدد سكان العالم لم ترغب في دعم الديمقراطية ضد العدوان، أو في وقف العمل الأحادي الذي تقوم به روسيا لإعادة ترسيم الحدود مع جارتها أوكرانيا باستخدام القوة.
المؤيدون لحرب روسيا: 35 دولة رفضت إدانة الحرب
45 % من سكان العالم لم يعارضوا غزو أوكرانيا
55 % أدانوا الحرب بشكل علني
الجائزة الكبرى
ويرى أن التحدي الذي يواجه الغرب حاليا هو تشكيل تحالف لوقف الهجوم الذي تقوده روسيا على النظام العالمي القائم على القواعد والقانون الدولي، ويجب ألا يتم تصوير هذا التحالف على أنه محاولة غربية لتحقيق مصالحهم الخاصة، وهو ما يمكن أن يتحقق في حالة واحدة فقط وهي اعتراف الغرب بوجود الكثير من الدول خارج محيطه لديها قيم مختلفة. وإذا كان الغرب يتوقع أن تتبنى باقي دول العالم قيمه، خلال فترة زمنية قصيرة جدا مقارنة بالتاريخ الإنساني، فهو واهم جدا، وعلى الغرب أن يتذكر عدد السنوات الكبير الذي احتاجه لكي يبني نظامه السياسي والاقتصادي الحالي. ويقول أورسترويم مؤلف كتاب «تحولات آسيا: من العولمة إلى الإقليمية»، إن الجائزة الكبرى التي سيجنيها الغرب من صياغة نظام عالمي جديد ستكون إبعاد الصين عن روسيا، فالصين لن تحقق أهدافها في النمو الاقتصادي المرتفع والمستمر إذا ارتبطت بروسيا وليس بالغرب، والواقع يقول إن الصين لم تخرج الملايين من مواطنيها من دائرة الفقر إلا عندما لحقت بقطار العولمة الاقتصادية، مع اقتصاد سوق تحت السيطرة.
مخاوف الصين
ومع ذلك فإن الصين ظلت بعيدة عن الغرب وقريبة من التحالف مع روسيا، وهو ما يبدو متعارضا مع المصالح الأساسية للصين، فهل السبب في ذلك هو السياسة الخارجية المستندة إلى القيم للولايات المتحدة؟ القيادة الصينية تنظر بالتأكيد إلى ذلك باعتباره تهديدا، في الوقت نفسه فإن الصين أدركت ما الذي أدى إلى تدمير الاتحاد السوفيتي وأنه يجب ألا يحدث ذلك مع الصين، وإذا لم يدرك الغرب والولايات المتحدة بالتحديد هذه المخاوف الصينية، فلا يمكن تشكيل تحالف واسع، وستشعر النظم المستبدة في العالم بالارتياح.
وبعد انهيار الكتلة الشيوعية في تسعينات القرن العشرين، هنأ الغرب نفسه بالانتصار على التحدي الشيوعي. ثم مضى أبعد من ذلك بتبني رؤية تقول إن الديمقراطية النيابية هي أفضل نظام سياسي ليس فقط للغرب وإنما للعالم أجمع. وبدأ الغرب يدعم القوى المؤيدة للديمقراطية في الدول الأخرى حتى لو كان ذلك ضد قوانين تلك الدول، وعلى حساب الاستقرار الاجتماعي والسياسي فيها، ومن وجهة نظر الغرب كانت تلك التصرفات قانونية ومشروعة، في حين اعتبرتها الدول الأخرى تدخلا في شؤونها الداخلية، واندلع صدام حول المفاهيم، مما أدى إلى انقسام عالمي حول القيم السياسية وحقوق الإنسان، ينتظر لحظة الانفجار.
صدام عالمي
وبحسب أورسترويم فإن نتيجة هذا الصدام ظهرت، فعندما تم طرح الهجوم الروسي على أوكرانيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الحالي، وقف الغرب متحدا متصديا للهجوم على الديمقراطية، في حين لم يكن باقي دول العالم مهتما بنفس القدر بهذه القضية.
واضطر الغرب إلى تخفيف لغة النص المطروح للتصويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من «إدانة» العدوان الروسي على أوكرانيا إلى «الإعراب عن الأسف» لهذا العدوان. والأسوأ من ذلك أن 35 دولة تمثل حوالي 45% من إجمالي عدد سكان العالم لم ترغب في دعم الديمقراطية ضد العدوان، أو في وقف العمل الأحادي الذي تقوم به روسيا لإعادة ترسيم الحدود مع جارتها أوكرانيا باستخدام القوة.
المؤيدون لحرب روسيا: 35 دولة رفضت إدانة الحرب
45 % من سكان العالم لم يعارضوا غزو أوكرانيا
55 % أدانوا الحرب بشكل علني