روسيا مهددة بفقدان 43% من شبابها

أستاذ تاريخ أمريكي: بوتين لن يمنع هجرة العقول
أستاذ تاريخ أمريكي: بوتين لن يمنع هجرة العقول

السبت - 12 مارس 2022

Sat - 12 Mar 2022








مدرعة روسية تتوغل في أوكرانيا            (مكة)
مدرعة روسية تتوغل في أوكرانيا (مكة)
مع تفاقم الوضع الداخلي في روسيا بسبب الإجراءات الصارمة التي يتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الصعيد المحلي فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأيضا مع تدهور الوضع الاقتصادي جراء العقوبات الغربية المشددة المفروضة على موسكو، يلجأ الكثير من الشباب الروسي إلى مغادرة بلادهم، وأبرزهم من الكفاءات وهو ما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل البلاد.

وقال الكاتب ستيفن ميهم، أستاذ التاريخ بجامعة جورجيا الأمريكية، في تقرير نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، إنه بينما كان الرئيس بوتين يطلق معركته لاستعادة المجد السابق لروسيا من خلال تدمير أوكرانيا، بدأ شيء على نفس القدر من الأهمية لمستقبل بلاده يتكشف في الداخل. فقد ألمح أكثر الأصول الروسية قيمة- شبابها- إلى رغبتهم في الرحيل عن البلاد.

وأظهر استطلاع للرأي أجرى قبل الغزو الذي بدأ 24 فبراير، أن 43% من الروس بين سن 18 عاما و24 عاما أعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد للأبد. ومن بين هؤلاء، ذكر 44% أن الوضع الاقتصادي هو السبب الرئيس للمغادرة، ومن المؤكد أن هذه المشاعر ستتزايد بسبب تأثير العقوبات الدولية ضد روسيا وعمليات القمع في الداخل.

ومع تفكير عدد متزايد من المواطنين الروس في مغادرة بلادهم، سيواجه بوتين مأزقا يشبه أسلافه الشيوعيين، وتشهد الصين فرار المتخصصين في المجال المالي من هونج كونج بسبب قمعها، وهو تذكير بأن قمع المواطنين شيء ومنعهم من مغادرة البلاد شيء آخر. وهذا تحد سيجد بوتين صعوبة في الفوز به.

ويرى ميهم أنه لفهم السبب، يتعين التفكير فيما حدث في شرق أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. فعندما بدأ الاتحاد السوفيتي تعزيز نطاق نفوذه على ما سيصبح قريبا الكتلة الشرقية، فرت موجة أولى من المهاجرين من الدول الشيوعية الجديدة إلى الغرب، سعيا للجوء في الديمقراطيات في أوروبا وفي الولايات المتحدة.

وشملت طليعة هذه الهجرة الجماعية، أكثر الأشخاص نجاحا في البلاد. في بولندا على سبيل المثال، وصف أحد المؤرخين الموجة الأولى بأنها تشمل «نخب سياسية سابقة وملاك أراض أثرياء ورجال أعمال محترفين، رأوا آفاقا مستقبلية قاتمة في الدولة التي يهيمن عليها الشيوعيون».

وحدث شيء مشابه في ألمانيا.. فقد أشار مقال نشر في مجلة «دير شبيجل» في ألمانيا الغربية أن الموجة الأولى خلال الفترة من 1945 وحتى 1947 شملت «في الأغلب ملاك شركات كبيرة ومصانع، تمت الإطاحة بهم خلال إعادة التنظيم السوفيتية»، ومع تعزيز الشيوعيين سيطرتهم على ألمانيا الشرقية، فر الأطباء والصيادلة أيضا.

وأشارت المجلة إلى أنه بنهاية عام 1952، كانت قد بدأت «الهجرة الجماعية للفلاحين». وفي مرحلة معينة، أدركت الدول التابعة للاتحاد السوفيتي أن هؤلاء الهاربين يثيرون الشكوك في مزاعم أن الكتلة الشرقية هي جنة اشتراكية. وتعاملت السلطات مع هذا الأمر بالطريقة الوحيدة التي تعرفها، وهي احتجاز مواطنيها خلف ستار حديدي.

واختتم الكاتب ستيفن ميهم تقريره بالقول إنه ربما يواجه بوتين قريبا مأزقا مشابها. وإذا قرر الشباب الأصغر والأكثر إقداما في روسيا على المغادرة، فإنه سيجلس مكتوف الأيدي وهم يأخذون مستقبل روسيا معهم. أو يمكنه تحويل بلاده إلى سجن ضخم، ليعيد النموذج السوفيتي الذي يعتمد على مراقبة الحدود، وفي أي من الحالتين، فإن بوتين وروسيا سيخسران.

  • 43 % من شباب روسيا بين 18 و25 عاما

  • 95 % أكدوا رغبتهم في مغادرة البلاد

  • 44% منهم قالوا إن الوضع الاقتصادي هو السبب