عادل حوشان

الركض في مضمار فارغ.. الأولمبياد والرياضي السعودي

الأربعاء - 10 أغسطس 2016

Wed - 10 Aug 2016

مع انطلاقة منافسات الألعاب الأولمبية 2016 نعيد السؤال المكرر على مدى كل الدورات الماضية التي شارك فيها العرب وشارك فيها الرياضيون السعوديون على مدى 92 عاما منذ انطلاقة أول دورة في العام 1928 في أمستردام.



السجل الرياضي العربي متواضع جدا في سجل العالم الرياضي (اليوم الرابع لانطلاق منافسات ريو دي جانيرو حقق لاعب واحد، السباح الأمريكي مايكل فيليبس ما يعادل ربع ميداليات العالم العربي في 92 عاما)، وهذا التواضع لا يوجد له أي تفسير خصوصا أن معظم الميداليات المحققة في سجلات الدول المشاركة يتم تحقيقها من خلال ألعاب فردية تعتمد على إمكانات وقدرات لاعب واحد.



حققت السعودية 3 ميداليات أولمبية طوال تاريخ مشاركاتها منذ العام 1964، بالرغم من أن أول مشاركتين كانتا بوفد إداري دون أي منافس في أي لعبة من الألعاب، بالرغم من عدم وجود معلومة دقيقة تؤكد الميدالية الرابعة في أولمبياد 2010 في مسابقة الفروسية.



في ريو دي جانيرو يشارك 11 لاعبا ولاعبة بعد تطبيق الميثاق الأولمبي في منافسات لندن 2012 والذي «يجبر» الدول على المشاركة على الأقل بلاعبة واحدة.



هؤلاء يمثلون خمس اتحادات سعودية (ألعاب القوى، الرماية، الجودو، رفع الأثقال، المبارزة) من بين 24 اتحادا سعوديا تحت لواء اللجنة الأولمبية السعودية، ما يعني غياب 19 اتحادا.



تصريح الرئيس العام للهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الذي نشره موقع اللجنة ونشرته الصحف المحلية في حفل عشاء الوفد يؤكد على «أن المشاركة الحالية والدورات المقبلة بمثابة الإعداد» و«أن إعداد البطل الأولمبي يحتاج إلى أعوام من الاهتمام والعناية».



وحدد الرئيس العام الأمير عبدالله بن مساعد أن الهدف هو ثالث الأسياد في 2022، ويبدو أن المقصود دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقرر إقامتها في الصين، لأن الدورة الأولمبية القادمة في طوكيو 2020.



المراجع التي يمكن الحصول على معلومات تخص تصريحات رؤساء اتحادات وهيئات عليا رياضية متاحة، ويمكن من خلالها الوصول إلى كافة الوعود التي تم قطعها للاهتمام بالتدريب والمنافسة في البطولات العالمية، ومنها الأولمبياد الأكثر حضورا، وهي في معظمها تتشابه في شكلها ومضمونها.



لا شيء يتحقق حتى الآن سوى بعض الحضور الضعيف على مستوى المنافسة حتى وإن وصفناه بالمشرف على المستوى النسائي أو بعض المراكز التي تحققت على مدى عشرات السنوات في ميداليتين أو ثلاث.



يقول البطل العالمي «سعيد عويطه» الأولمبياد هو المنافسة الوحيدة التي يبكي فيها اللاعب في حالتي الفوز والخسارة. وشاهدنا قبل يومين حزن وبكاء المصنف الأول عالميا في كرة المضرب «نوفاك ديجوكويفيتش» بعد خروجه المرير لأنه يمثل بلاده. وتابعنا «مايكل» وهو يتحدى في المسافة التي خسرها في أولمبياد لندن ويحقق ذهبيتها بجدارة أمام عائلته الصغيرة وعلم بلاده. وتابعنا قبلها «هشام القروج» بعد خروجه من سباقات 1500 متر إثر تعثره يعود ويحققه مرات ويحطم رقمه.



باختصار نحن نتحدث عن الطموح والتحدي والشجاعة والمثابرة والرغبة والاهتمام، أما القدرات فلا أعتقد أن بلدا ما، مهما كان، يفتقدها حتى أفقر الدول وخير مثال أبطال أفريقيا وأمريكا الجنوبية في ألعاب القوى.



إن ملكنا ذلك وتحلينا بالروح التي يذرف قلبها دمعة حين يرى علم بلاده مرفوعا في أهم المحافل الرياضية فسنحضر في أقرب فرصة، ومشكلة كل ذلك أنه لا يمكن تعلمه ولا تلقينه.

إنها اختبارات الروح قبل اختبار العضلات.



[email protected]