عندما تهدر كرامة الطفل

الأربعاء - 10 أغسطس 2016

Wed - 10 Aug 2016

جميع الدراسات والبحوث تتفق على أن الإبداع والابتكارية تحفظ في الطفل عندما تحفظ له كرامته، فلا ننتظر من الطفل أن يكون مبدعا في دراسته وفي مستقبله بعد أن هدرت كرامته، وعندما نقول «هدرت كرامته» ليس بالضرب المبرح فحسب بل في نمطية تربية الوالدين والبعد بسبب أو بآخر عن الأبناء ليكون هناك طفل عادي كسائر الأطفال لا يخلو من ممارسات خاطئة بعيدا عن الإبداع والابتكارية.



كما يجب على الأب ألا يغفل عن الشورى الملزمة لأسرته وأطفاله -بمعنى الاستشارة وإطاعتهم بالأمر- ليجدوا ذواتهم في محيط أسرهم، وبالتالي سيفرضوا ذواتهم في المجتمعات المحيطة بهم، كما أن همسات الأمهات في آذان أطفالهن في غرف نومهم تصنعهم أبطالا للمستقبل. فكلما كانت الأم قريبة من أطفالها وقت النوم كلما شعروا بالأمان والطمأنينة.



يقول الدكتور إبراهيم الخليفي: إن الإبداع يولد في الطفل في المرحلة الابتدائية وتحديدا في «ثاني ابتدائي» إذا كان موهوبا، أي من 3% إلى 5% من الأطفال هم الذين يبقون موهوبين ومبدعين. وهذا ما يدفعنا إلى حالة التنمّر التي يعيشها الأبناء بعد سن الـ15 لإثبات شخصيته ليضعك أمام الأمر الواقع شئت أم أبيت، فقبل وصوله لهذه المرحلة المصحوبة بالمشاكل يجب أن يتدخل الوالدان لمساعدته في اختيارها الاختيار الصحيح.



أيضا لا نغفل عن دور الجامعة الكبير فمعظم الجامعات لدينا تعيش في عزلة بعيدة عن الاحتكاك بأسر الطلاب ذوي السلوك المنحرف ولا يشاركون في برامج الأسرة وغيرها من البرامج التي تعود بالنفع وتوعية الأسرة والأبناء على حد سواء.



ما دعاني إلى كتابة هذه المقالة هو أن نسبة كبيرة ممن دخلوا السجن بقضايا مختلفة هو ناتج تعامل آبائهم العنفوي معهم في طفولتهم ومراهقتهم، حيث بلغت نسبة المسجونين ناتج العنف الأسري 67% في عام 1434هـ، فقد يكون الأب من المحافظين ولا توجد له ممارسات خاطئة وقضايا سابقة ولكن بسبب تعامله العنيف لأبنائه ولّد فيهم روح الجريمة والعقوق الذي بدأ يتنامى بشكل كبير ففي العام نفسه وجد عدد 1200 حالة عقوق.



أخيرا: لنصنع أبناء وجيلا مبدعا، فكلما احترمت الطفل أكثر احترمت عقله، وكلما بنيت المسؤولية والثقة في نفوسهم كلما أبدعوا، فالنجاح وحدة لا يكفي للوصول إلى الإبداع والابتكار، وأحذر عزيزي القارئ من التغييرات الأسرية فكلما جاء التغيير من الداخل يكون بنّاء وكلما جاء التغيير من الخارج يكون هدّاما.