أحمد بن قروش

الكبتاجون وحزب اللات

الخميس - 24 فبراير 2022

Thu - 24 Feb 2022

الحقد في معانيه العامة صفة تفوق أحقر الصفات ولا يتخلق بها إلا أراذل الناس إذ تراهم يلجؤون لها مهما كنت معهم نزيها ومخلصا ووفيا، والسبب أنهم لا يرون فيما تمنحه لهم مكرمة منك، وإنما يرونه حقا مكتسبا عليك أن تقدمه لهم رغم أنفك مما يجعلهم لا يشكرونك عليه أو يعترفون بجميل ما صنعت وقدمت؛ الأدهى من ذلك أنهم رغم كل ما تقدمه لهم يجاهرون بعدائهم لك والنيل منك، بل وحتى التآمر عليك لا لشيء، وإنما فقط للتعبير عن حجم الحسرة والقهر الذي يشعرون به والذي يتألمون لسلامتك منه نتيجة ما منحك الله من فضل وخير وسعة في الرزق، وحرمهم منه لسوء حالهم وأفعالهم.

ومن بين هؤلاء الحاقدين جماعة مارقة إرهابية تولول وتنوح من شدة شعورها بالغيظ والغضب عند رؤيتها لما وهبك الله من الخيرات والمكتسبات، بينما هم محرومون منها، جاهلين بأن الله يمنع مثل هذه النعم في معظم الأحيان عن كل من ديدنه التباكي والبكاء والتآمر على النبلاء وممارسة الكذب والإيذاء دون أي رادع أخلاقي أو ديني، وهذه المجموعة الإرهابية المارقة هي جماعة تدعي انتسابها لله في مسماها، بينما هي في واقع الحال للات والعزى أوفى وأقرب، وللشيطان وتدليسه وكيده وتلبيسه خير ممثل وعنوان.

لقد دأبت هذه الجماعة منذ تكوينها على مناصبة بلاد الحرمين الشريفين العداء والكيد لها بلا وجل أو حياء وتعلن عن ذلك صراحة في كل مقام وبأحقر مقال، ومع ذلك لم تأخذ قيادة بلاد الحرمين شعب لبنان الشقيق بجريرة هؤلاء، وإنما منحت وأعطت ودعمت لبنان داخليا وخارجيا إلى أن وصل بها الأمر منتهاه وبلغ الكيل عندها مداه، وأصبح من الضروري عليها اتخاذ موقف صارم يضع جميع اللبنانيين أمام خيارين، إما الاستمرار في رعاية وحماية هذا الحزب الإرهابي وبالتالي خسارة كل الدعم الذي كانت تلقاه، وإما السعي لتحجيم دور هذا الحزب التخريبي داخل لبنان وخارجه رغم علمنا بأنها إما غير راغبة في ذلك أو غير قادرة عليه، وهذا العلم هو ما أجبر القيادة السعودية على وقف الدعم لهذا البلد وتقديم العون له بعد أن استنفدت كل الحلول الممكنة مع ساسة لبنان وعقلائه، الأمر الذي جعلها تصل إلى ضرورة قطع العلاقات مع ذلك البلد والكف عن الاستجابة للأقوال الفارغة الخالية من أي أفعال حازمة.

وبعد أن أعيت تلك الجماعة السبل في النيل من بلادنا لجأت إلى سلاح المخدرات، والذي أصبح رمزا من رموز لبنان الشهيرة، حيث اعتمدت تلك الجماعة التي تحمل اسم الله وهي تخالف شرع الله قولا وفعلا بالسعي الدؤوب إلى تهريب الكبتاجون للداخل السعودي والخليجي بمختلف الطرق؛ طرق لم يلجأ لها حتى كبار تجار المخدرات في كولومبيا، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حجم الكراهية والعداوة التي يناصبنا إياها ذلك الحزب؛ اللافت في الأمر أن كل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع قادة لبنان وشعبه دون أن يصدر من الطرفين أي تحرك لمحاولة التصدي لهذه الجرائم النكراء ومعاقبة مرتكبيها أو حتى الاحتجاج علنا عليها وإعلان النأي الحقيقي بالنفس عنها.

المضحك في هذا الأمر أن ساسة لبنان يتغابون قائلين لماذا تقاطعنا السعودية ولماذا أوصدت كل الأبواب في وجهنا ولا أعلم هنا هل بلغت بهم الحماقة والسذاجة إلى حد الاستخفاف بعقولنا ورؤيتنا لما يجري حين يظهرون مثل هذا الاستضعاف والاستجداء الذي يدل على حقيقة راسخة أنهم بالفعل غير مدركين لحقيقة أن عهد هذه السبل قد زال أوانه وتداعت رغم النحيب أركانه ولن تسعفهم بكائياتهم وإظهارهم لمحبة مزعومة لا يدعمها أي موقف إيجابي يمكن ترجمته إلى فعل ملموس يستطيع الجميع البناء عليه.

وأخيرا ما يجب أن يعلمه اللبنانيون عامة وساستهم خاصة أن الحال الراهن بين بلاد الحرمين ودويلة لبنان لا مجال للتخفيف من وهنه ولا يمكن للطرفين رأب صدعه إلا بأفعال جادة ومثمرة، أما بالنسبة لحزب «اللات» فعليه أن يعلم بأن السعوديين وعلى رأسهم ولاة أمرهم سيكونون له بالمرصاد، وأن محاولاته البائسة واليائسة لن تنال من هذا البلد وشعبه، فالقيادة السياسية السعودية مضرب مثل في الحزم والعزم وأصبحت أيضا تقول إما أن يكون من يزعم صداقتها صادقا معها قلبا وقالبا، وإلا فإنه لن يكون عندها سوى مصدر خطر لن تتردد في محاربته ومقاطعته وجعل القضاء عليه أعظم عظة وأقسى عبرة.

bingroosh507@