لحظات صعبة لسعودي في انقلاب تركيا!
الاثنين - 08 أغسطس 2016
Mon - 08 Aug 2016
كان الجو حالما هنا في إسطنبول، هدوء يملأ المكان، وتم اختيار الفندق بعناية للبحث عن حالة صفاء، حتى وردت رسالة شاردة من صديق بالواتس اب: (عاجل.. انقلاب عسكري في تركيا)!
التفت إلى من بجواري محوقلا: انقلاب عسكري، الله يستر علينا. كانت الساعة تشير للحادية عشرة ليلا وعشر دقائق، بعد ذلك توالت الأنباء سريعا، بسقوط جسر البسفور تحت سيطرة الجيش، وهو الشريان الرئيسي الذي يربط الجزء الآسيوي بالأوروبي، وكان ذلك واضحا، حيث كان هناك دوي انفجارات قوية وإطلاق نار في ناحية المدينة التي يقع فيها البسفور.
بعد ذلك بربع ساعة فقط توالت الصور تباعا من شريان المدينة الجوي، مطار أتاتورك، حيث أصبح هو الآخر في يد الجيش، وهذا يعني سيطرة الجيش على الداخل والطالع، لكن بقي ضلع الانقلاب الثالث غائبا: الإعلام! مضت عشرون دقيقة أخرى كان فيها حضور مكثف وقوي للطائرات الحربية ذات الصوت المرعب، وفي كل مرة يبدو أنها تقترب لسطح الأرض أكثر، ويقترب معها صوتها المخيف! مع هذه الأحداث المتسارعة وصوت الطائرات الذي يملأ السماء، ودوي الانفجارات هنا وهناك، أعلن الجيش بيانه عن طريق قناة تي آر تي الرسمية، حيث قام بتطويقها بالدبابات والعسكر!
في هذه اللحظة تحديدا استيقظنا من النوم على أصوات أحذية العسكر! كانت لحظة مليئة بالسيناريوهات وماذا لو، وكان لا بد من رسم خطة إجلاء عاجلة. رقم السفارة مشغول، وباءت كل الاتصالات بالفشل، ولا تلام، لأن أكثر من 30 ألف سائح يتصلون في نفس الوقت، واتصل صاحبي على السفارة الكويتية، وقال: أنا ترى سعودي! فأجاب الكويتي: (وش دعوى يا معود.. كلنا واحد بخدمتك)، والكويت والسعودية بيت واحد وأهل، بعد ذلك بدقائق حصل تواصل بيني وبين السفارة وأخبرونا أن يلزم المواطن فندقه حتى تتضح الأمور من غد، إن فشل الانقلاب فقد كفى الله المؤمنين القتال، لكن إن نجح فقد يختل الأمن غدا في إسطنبول، ولأن المنطقة التي نحن فيها سياحية، فالمنطق يقول إنها ستكون على رأس القائمة للسرقة والنهب! ولهذه كانت الخطة أن نمضي برا في الصباح الباكر إلى دولة جورجيا، وهي تبعد خمس عشرة ساعة بالسيارة، والحدود فيها أسهل بكثير من بلغاريا خصوصا مع مشاكل اللاجئين أخيرا. مطار باتومي قريب جدا من الحدود حيث يقلك للعاصمة ومنها إلى دبي ثم الرياض.
بعد ذلك فرض الجيش حظر التجول، وانتقل إردوغان إلى منطقة مجهولة، ثم خرج بعدها بمكالمة الفيس تايم الشهيرة وطلب من الناس النزول للشارع وتحدي حظر التجول، حيث بدأ الشارع يحشد ويتقاطر الآلاف من الأزقة والطرقات متجهين لأقرب نقطة جوهرية حولها. الساكن بالقرب من مطار أتاتورك اتجه للمطار، وبدأ الناس بالقوة يأخذون الجند من الدبابات ثم يسددون لهم مجموعة قاسية من اللكمات، ثم يمضون للدبابة المجاورة.. حتى تم إفشال الانقلاب في مشهد حضر الكل جميع تفاصيله.
15 يوليو 2016 ليلة تاريخية ومليئة بالمفاجآت، حيث اتجهنا ظهر اليوم التالي لتقسيم لأخذ جوازات صاحبي وأغراضه من الفندق، حيث عتب الكثير كيف تذهبون لتقسيم وفيها خطورة كبيرة، وحدثت فيها عمليات قتل ونهب ليلة البارحة، وارتجزت بيت شالح بن هدلان الشهير:
وأنا خويك بالليالي المعاسير
ولا الرخى (كلن) يسد بمكاني!
خرجت من انقلاب تركيا بفائدة واحدة فقط.. هذه الفائدة لا ننتبه لها نحن جيل تويتر والفيس: نعمة الأمن في وطني الذي أحب المملكة العربية السعودية. الكل يرفل في نعمة وأمن. هل مررنا نحن في السعودية بانقلاب خلال تاريخنا الطويل؟ هل سمعتم أن الاستخبارات قضت على محاولة انقلاب فاشلة؟ لا ولا لكلا السؤالين بحمد الله.. شعب ملتف حول قيادة يحبها، نشكر الحكومة إذا تميزت وننتقدها - نحن الشباب في هاشتاقات تويتر - إذا قصرت، لأن ذات القيادة تردد (رحم الله من أهدى إلي عيوبي).
[email protected]
التفت إلى من بجواري محوقلا: انقلاب عسكري، الله يستر علينا. كانت الساعة تشير للحادية عشرة ليلا وعشر دقائق، بعد ذلك توالت الأنباء سريعا، بسقوط جسر البسفور تحت سيطرة الجيش، وهو الشريان الرئيسي الذي يربط الجزء الآسيوي بالأوروبي، وكان ذلك واضحا، حيث كان هناك دوي انفجارات قوية وإطلاق نار في ناحية المدينة التي يقع فيها البسفور.
بعد ذلك بربع ساعة فقط توالت الصور تباعا من شريان المدينة الجوي، مطار أتاتورك، حيث أصبح هو الآخر في يد الجيش، وهذا يعني سيطرة الجيش على الداخل والطالع، لكن بقي ضلع الانقلاب الثالث غائبا: الإعلام! مضت عشرون دقيقة أخرى كان فيها حضور مكثف وقوي للطائرات الحربية ذات الصوت المرعب، وفي كل مرة يبدو أنها تقترب لسطح الأرض أكثر، ويقترب معها صوتها المخيف! مع هذه الأحداث المتسارعة وصوت الطائرات الذي يملأ السماء، ودوي الانفجارات هنا وهناك، أعلن الجيش بيانه عن طريق قناة تي آر تي الرسمية، حيث قام بتطويقها بالدبابات والعسكر!
في هذه اللحظة تحديدا استيقظنا من النوم على أصوات أحذية العسكر! كانت لحظة مليئة بالسيناريوهات وماذا لو، وكان لا بد من رسم خطة إجلاء عاجلة. رقم السفارة مشغول، وباءت كل الاتصالات بالفشل، ولا تلام، لأن أكثر من 30 ألف سائح يتصلون في نفس الوقت، واتصل صاحبي على السفارة الكويتية، وقال: أنا ترى سعودي! فأجاب الكويتي: (وش دعوى يا معود.. كلنا واحد بخدمتك)، والكويت والسعودية بيت واحد وأهل، بعد ذلك بدقائق حصل تواصل بيني وبين السفارة وأخبرونا أن يلزم المواطن فندقه حتى تتضح الأمور من غد، إن فشل الانقلاب فقد كفى الله المؤمنين القتال، لكن إن نجح فقد يختل الأمن غدا في إسطنبول، ولأن المنطقة التي نحن فيها سياحية، فالمنطق يقول إنها ستكون على رأس القائمة للسرقة والنهب! ولهذه كانت الخطة أن نمضي برا في الصباح الباكر إلى دولة جورجيا، وهي تبعد خمس عشرة ساعة بالسيارة، والحدود فيها أسهل بكثير من بلغاريا خصوصا مع مشاكل اللاجئين أخيرا. مطار باتومي قريب جدا من الحدود حيث يقلك للعاصمة ومنها إلى دبي ثم الرياض.
بعد ذلك فرض الجيش حظر التجول، وانتقل إردوغان إلى منطقة مجهولة، ثم خرج بعدها بمكالمة الفيس تايم الشهيرة وطلب من الناس النزول للشارع وتحدي حظر التجول، حيث بدأ الشارع يحشد ويتقاطر الآلاف من الأزقة والطرقات متجهين لأقرب نقطة جوهرية حولها. الساكن بالقرب من مطار أتاتورك اتجه للمطار، وبدأ الناس بالقوة يأخذون الجند من الدبابات ثم يسددون لهم مجموعة قاسية من اللكمات، ثم يمضون للدبابة المجاورة.. حتى تم إفشال الانقلاب في مشهد حضر الكل جميع تفاصيله.
15 يوليو 2016 ليلة تاريخية ومليئة بالمفاجآت، حيث اتجهنا ظهر اليوم التالي لتقسيم لأخذ جوازات صاحبي وأغراضه من الفندق، حيث عتب الكثير كيف تذهبون لتقسيم وفيها خطورة كبيرة، وحدثت فيها عمليات قتل ونهب ليلة البارحة، وارتجزت بيت شالح بن هدلان الشهير:
وأنا خويك بالليالي المعاسير
ولا الرخى (كلن) يسد بمكاني!
خرجت من انقلاب تركيا بفائدة واحدة فقط.. هذه الفائدة لا ننتبه لها نحن جيل تويتر والفيس: نعمة الأمن في وطني الذي أحب المملكة العربية السعودية. الكل يرفل في نعمة وأمن. هل مررنا نحن في السعودية بانقلاب خلال تاريخنا الطويل؟ هل سمعتم أن الاستخبارات قضت على محاولة انقلاب فاشلة؟ لا ولا لكلا السؤالين بحمد الله.. شعب ملتف حول قيادة يحبها، نشكر الحكومة إذا تميزت وننتقدها - نحن الشباب في هاشتاقات تويتر - إذا قصرت، لأن ذات القيادة تردد (رحم الله من أهدى إلي عيوبي).
[email protected]
