تسريبات السجون تعري وحشية الملالي

170 طريقة لتعذيب نزلاء السجون بينها سلخ اللحم عن العظام المعتقلون السابقون يذكرون المفاوضين النوويين بسجل طهران روزين: لن أتناول الطعام حتى الإفراج عن جميع المعتقلين الغربيين زكا: نبعث برسالة من فيينا أن زملاءنا السابقين لم يذهبوا طي النسيان قراصنة الكترونيون يقتحمون كاميرات سجن إيفين ويكشفون فضائحه
170 طريقة لتعذيب نزلاء السجون بينها سلخ اللحم عن العظام المعتقلون السابقون يذكرون المفاوضين النوويين بسجل طهران روزين: لن أتناول الطعام حتى الإفراج عن جميع المعتقلين الغربيين زكا: نبعث برسالة من فيينا أن زملاءنا السابقين لم يذهبوا طي النسيان قراصنة الكترونيون يقتحمون كاميرات سجن إيفين ويكشفون فضائحه

الاحد - 23 يناير 2022

Sun - 23 Jan 2022

فيما تناقلت وكالات الأنباء أمس قصة إضراب رجلين عن الطعام بالقرب من مقر المفاوضات النووية في فيينا للمطالبة بإطلاق سراح سجناء محتجزين في إيران، يبقى آلاف المعتقلين في سجون الملالي عاجزين عن التعبير عن الظلم الذي طالهم سنوات طويلة، بسبب القمع الذي يمارس داخل البلد الذي يعد الراعي الأول للإرهاب في العالم.

وبالتزامن مع ذلك تابع الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة مسربة من سجن إيفين سيئ السمعة تكشف عن وحشية نظام الملالي، وتؤكد انتهاجه نظام القمع الممنهج على مدار 4 عقود، وانتهاكه حقوق الإنسان.

وبين فضائح الماضي والحرب الشرسة التي يشنها المعتقلون السابقون في فيينا، يقف نظام الوالي الفقيه معزولا وعاجزا عن التصرف، ولا يجد أمامه سوى الاستعانة بميليشيات الموت لتنفيذ مخططاته في المنطقة.

ضغوط غربية

يقول باري روزين، الذي كان دبلوماسيا أمريكيا شابا واحتجز خلال أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران بين عامي 1979 و1981 مع العشرات من أعضاء السفارة، إنه دخل في إضراب عن الطعام منذ 5 أيام.

وفي الوقت نفسه، بدأ نزار زكا الإضراب عن الطعام، على خلفية اعتقاله في عام 2015 بتهمة التجسس. وقضى المواطن الأمريكي اللبناني 4 أعوام في السجن، ويوجد حاليا أكثر من 10 مواطنين من دول غربية محتجزين في إيران، بمزاعم ارتكاب جرائم سياسية أو التجسس.

ويطالب روزين بإطلاق جميع الرهائن فورا، ويدعو الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لممارسة ضغوط بشكل أقوى على طهران من أجل إعادة مواطنيهم.

إشارة للمعتقلين

وقال زكا إنه من المهم إرسال إشارة للمعتقلين بأنهم لم يذهبوا طي النسيان، فيما يرى الدبلوماسي الأمريكي روبرت مالي عبر تويتر عقب اللقاء مع روزين في فيينا «هذه الأزمة تحظى بكامل اهتمامنا».

ومع ذلك، دعا روزين إلى إنهاء الإضراب عن الطعام حفاظا على صحته.

ويقيم روزين في فندق بالاس كوبورج حيث تجرى المحادثات، بينما يقيم زكا في فندق إمبريال، مقر الوفد الأمريكي.

وكان روبرت مالي وزملاؤه، قضوا أشهر في محاولة إيجاد سبيل لدفع إيران وأمريكا للتوقيع مجددا على اتفاق عام 2015 - خطة العمل الشاملة المشتركة- والتي بموجبها وافقت أمريكا وخمس دول أخرى على رفع العقوبات عن إيران، مقابل وقف طهران برنامجها النووي.

غير أن أمريكا لم ترفع مطلقا العقوبات غير النووية، وبعد ذلك سحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، بلاده من الاتفاق، مما دفع إيران للبدء في انتهاك بعض بنوده.

التعذيب بالكابلات

وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي تسريبات للمجازر التي تحدث في سجن إيفين، فيما انتشرت قصص عشرات المعتقلين السابقين الذين يواجهون الموت في طهران.

يقول المعتقل السابق حسن ظريف ناصريان: في ليلة من ليالي عام 1981 اقتحمت القوات الأمنیة بیتي بدورية مکونة من أربع سيارات وعدد كبير من المسلحين وتم اعتقالي، لم يكن لديهم أي مذكرة بتوقيفي، وتم أيضا اعتقال أختي الصغرى وخطيبتي، في الليلة نفسها، وأثناء نقلي، أخذوا معهم العديد من أغراضي الخاصة، بما في ذلك ألبومات الصور والكتب والكاميرا وأشياء أخرى، مثل معدات تسلق الجبال.

ويضيف حسن «بعد تلك الليلة ولـ12 عاما، من 1981 إلى عام 1993، ذقت مختلف أساليب التعذيب أثناء الاستجواب، قيدت بلوح التعذيب، ضربت بالكابلات، كما تم تعذيب خطيبتي في الغرفة المجاورة ليحصلوا منها على معلومات عني. كان التعذيب بالكابلات مرافقا لعمليات الاستجواب».

انسلاخ اللحم

في المركز نفسه، وفقا للمعتقل ناصريات، علق بعض الناس على الحائط، تعرض أشخاص مثل جعفر سمسار زاده، للضرب المبرح بالكابلات حتى انسلخ اللحم عن العظم وأعيدت زراعته من فخذه.

يتذكر المعتقل السابق فيقول «رأيت زوجين شابين في مركز الاستجواب، عندما لا يتكلم الزوج تربط زوجته به ويتم ضربها بكابلات، وكانت تصرخ بجانب زوجها، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك سمعت عنها فيما بعد في السجن، كان العدد الإجمالي لأساليب التعذيب التي تعرضت لها وشاهدتها خلال تلك السنوات أكثر من 170 طريقة، لقد أعددنا قائمة بها لتسليمها إلى المقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران جاليندو بول، لم نتمكن من لقائه في السجن، لكن المقاومة الإیرانیة أرسلته إليه لاحقا».

فضائح إيفين

واخترق قراصنة الكترونيون في إيران، يسمون أنفسهم «عدالة علي»، كاميرات سجن إيفين، ونشروا في العام الماضي صورا ومقاطع فيديو أظهرت انتهاكات عناصر السجن بحق السجناء المعتقلين.

ووجه القراصنة رسالة إلى الرئيس الإيراني، من خلال غرفة تحكم كاميرات السجن، جاء فيها «سجن إيفين وصمة عار على إبراهيم رئيسي. احتجاجات على مستوى البلاد حتى إطلاق سراح السجناء السياسيين».

وبعد تسليط القراصنة الضوء على الانتهاكات التي ترتكب داخل السجن، أكد رئيس مصلحة السجون الإيرانية، محمد مهدي حاج محمدي، مصداقية مقاطع الفيديو، ووصف، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، ما جرى في السجن بأنه «سلوكيات غير مقبولة»، وحمل نفسه مسؤولية ما حدث.

التعذيب الأبيض

ويشتهر سجن إيفين في إيران كغيره من سجون الملالي بالتعذيب الأبيض، وهو نوع من أنواع التعذيب النفسي، ويتضمن وحشية في الحرمان الحسي، ويحمل هذا النوع من التعذيب المعتقل إلى فقدان هويته الشخصية وانخفاض إنتاجه البشري من خلال فترات طويلة من العزلة.

وفي إيران يدعى هذا النوع من التعذيب «شکنجه سفید»، وهو يمارس على السجناء السياسيين ومعظم الذين يتعرضون لهذا النوع من التعذيب هم الصحفيون المحتجزون في سجن إيفين، وفيه لا تحتاج عمليات التعذيب بالضرورة إلى إذن مباشر من قبل الحكومة الإيرانية، ويجري فيه التعذيب الأبيض لفترات طويلة من خلال الحبس الانفرادي، خارج نطاق سيطرة سلطات السجن، ويشتهر به القسم 209.

سجن إيفين في أرقام:

1972 بداية إنشائه

320 سجينا السعة الأصلية له في البداية

1500سجين بعد التوسعة في 1977

15,000سجين سعته في الوقت الحالي

13عنبرا كبيرا يضمها السجن 1988م

شهد المجزرة الشهيرة داخله 30

ألف معارض من مجاهدي خلق جرى إعدامهم