الأحوازية زهراء هربت من القمع إلى الموت
أسرة عربية تعيش مأساة دامية بعد منع الأمن الإيراني خروجها
كلمات مسيئة ونار تتلظى من عيون أفراد استخبارات الملالي
تركت خلفها طفلا صغيرا وزوجا تمرد قلبه على حنين الوطن
نادر ودع الحياة متجمدا في الثلوج ووراءه 4 أبناء يواجهون الجوع
أسرة عربية تعيش مأساة دامية بعد منع الأمن الإيراني خروجها
كلمات مسيئة ونار تتلظى من عيون أفراد استخبارات الملالي
تركت خلفها طفلا صغيرا وزوجا تمرد قلبه على حنين الوطن
نادر ودع الحياة متجمدا في الثلوج ووراءه 4 أبناء يواجهون الجوع
الأربعاء - 19 يناير 2022
Wed - 19 Jan 2022
عندما قررت الهروب من القمع والظلم والإرهاب الذي يحاصرها من كل اتجاه في طهران، بسبب الانتهاكات التي يمارسها نظام الملالي الإيراني، وجدت زهراء مغينمي الموت ينتظرها على الحدود.
قصة مأساوية دامية عاشتها سيدة عربية من الأحواز الإيرانيين، في طريق اللجوء إلى الخارج والهروب من ملاحقة النظام الإيراني، بعدما جرى تصنيفها على قائمة المعارضة وباتت سجينة داخل وطنها وممنوعة من المغادرة، بداعي مواقفها المناهضة للسلطات.
ماتت زهراء اللاجئة الأحوازية في طريق الهروب من إيران مع شقيق زوجها نادر بريهي، بعدما منعتها السلطات من السفر إلى الخارج للالتحاق بزوجها اللاجئ في هولندا.. في قصة نشرتها «إندبندنت عربية» تجسد الواقع الذي يعيشه الأحواز العرب.
دفعوا الثمن
وحسب الصحيفة، يعيش اللاجئ الأحوازي جادر بريهي في أمستردام منذ عام 2015، ولم تكن معاملة نقل زوجته زهراء من الأحواز إلى أمستردام سهلة، إذ استغرقت المتابعات ثلاثة أعوام، حتى حصلت على تأشيرة سفر من السفارة الهولندية في طهران.
بعد فراق طال أمده، كانت العائلة تأمل في أن يطوي الانتقال إلى وطنها الجديد مآسي كثيرة، تحملتها لتتحقق أمنيتها وهي تمثل حقا طبيعيا في أوطان تحكمها قيم إنسانية.
لم يخطر على البال أن تدفع العائلة ثمن ذلك حياة شخصين، قضيا على جنبات الطريق في عاصفة ثلجية على الحدود الإيرانية – التركية.
تذكرة السجن
عندما حصلت زهراء على التأشيرة، حجزت في اليوم ذاته تذكرة سفر من طهران إلى أمستردام عبر تركيا، اجتازت جميع إجراءات السفر ودفعت رسوم الخروج من الحدود، لم تبق إلا ساعة واحدة على الرحلة، قضتها في مكالمات تودع أهلها وتعبر لزوجها عن لهفة الاشتياق للانضمام إليه في أمستردام.
فجأة، تبخرت كل هذه الأحلام في لحظة، إذ وجدت نفسها محاطة برجال أمن يعرفون في إيران بـ»أصحاب الزي المدني»، ذلك أنهم لا يكشفون عن انتمائهم لأي من الأجهزة الأمنية ويتوزعون بشكل رئيس على وزارة الأمن واستخبارات الحرس الثوري.
استجوبها رجال الأمن في المطار وتكررت أسئلتهم «هل أنت أحوازية؟» وهي ترد عليهم ببراءة نعم، أنا من الأحواز... ثم تتكرر الأسئلة والأجوبة ذاتها.
لم تعرف زهراء أن الأمن والإعلام الحكومي يطلقان مصطلح «الأحوازي» على النشطاء المطالبين بحقوق العرب في الأحواز، على الرغم من أن المصطلح يعبر عن انتماء طبيعي للمواطنين العرب.
مواجهة شرسة
دارت أسئلتهم حول انتمائها الوطني الذي يكلف المواطنين كثيرا إذا ما انتهى الأمر بمواجهة رجال الاستخبارات، رافقت استجوابهم مواجهة شرسة.
تقول زهراء لزوجها إنها رأت النار تتلظى في عيونهم وهم يوجهون إليها كلمات مسيئة.
حجزوا جواز سفرها وأحالوها إلى محكمة الثورة في الأحواز، فعادت أدراجها إلى المدينة الواقعة جنوب غربي إيران، مثل غيرها من الأحواز الذين أودعوهم داخل السجون بدون جريمة اقترفوها.
سعت إلى الحصول على دليل لمنعها من السفر، فأبلغتها المحكمة بأنها لا تملك أي ملف يتعلق بها وطلبوا منها العودة إلى مكتب وزارة الاستخبارات في منطقة «الأمانية» في الأحواز، مكتب يمثل في ذاكرة الأحوازيين، مركزا سيئ الصيت، تردد إليه كثيرون من النشطاء العرب وعوائلهم.
لم يخرج بعضهم منه وتعرض آخرون فيه إلى التعذيب والإساءة.. وفقا لـ»إندبندنت عربية».
تهريب الزوجة
لم تكن العودة إلى مكتب «الأمانية» سهلة على زهراء، فسعى زوجها إلى طلب إصدار تأشيرة جديدة، هذه المرة عبر السفارة الهولندية في تركيا، ليتمكن من تهريب زوجته برفقة شقيقه عبر الحدود إلى تركيا، ومن هناك تغادر إلى أمستردام.
توارت زهراء عن الأنظار عددا من الأيام ريثما تنتهي إجراءات إصدار التأشيرة الجديدة وتستعد للهروب من ملاحقة الأمن. في هذه الفترة، تلقت اتصالات كثيرة منهم، مشفوعة بالتهديد والوعيد.
استجابت السلطات الهولندية لطلب زوجها إصدار تأشيرة أخرى عبر ممثليتها في تركيا، فتوجهت إلى الحدود برفقة شقيق زوجها نادر بريهي، وصلا إلى منطقة وعرة في مدينة خوي على الحدود، وسلكا طريقهما عبر الجبال إلى تركيا وسط هطول كثيف للثلوج.
طريق النهاية
يقول التقرير «بعثت زهراء إلى زوجها عددا من المقاطع تشرح فيها صعوبة الوضع، لكنها أكدت له أنه سهل في سبيل الوصول إليه والتئام شملهما في أمستردام».
تمكنا من عبور الحدود برفقة لاجئين آخرين وبعدما قطعا مسافة داخل الحدود التركية، اعتقلتهم دورية للشرطة وأعادتهم من حيث أتوا على الرغم من رداءة الطقس وصعوبة الموقف.
لم تجد زهراء ونادر أمامهما خيارا إلا العودة إلى بلادهم. لكن طريق العودة هذه المرة لم يكن سهلا، إذ عثر سكان القرى الحدودية على جثتيهما المتجمدتين على جنبات الطريق لتطوى بذلك حياة شخصين واجها مصيرا مأساويا بعد مضايقات الأمن.
ترك نادر وراءه أربعة أطفال، أحدهم معوق وتركت زهراء وراءها طفلا في الـ13 من عمره وزوجا تحمل تمرد القلب على حنين الوطن وفقد زوجته وشقيقه.
قصة مأساوية دامية عاشتها سيدة عربية من الأحواز الإيرانيين، في طريق اللجوء إلى الخارج والهروب من ملاحقة النظام الإيراني، بعدما جرى تصنيفها على قائمة المعارضة وباتت سجينة داخل وطنها وممنوعة من المغادرة، بداعي مواقفها المناهضة للسلطات.
ماتت زهراء اللاجئة الأحوازية في طريق الهروب من إيران مع شقيق زوجها نادر بريهي، بعدما منعتها السلطات من السفر إلى الخارج للالتحاق بزوجها اللاجئ في هولندا.. في قصة نشرتها «إندبندنت عربية» تجسد الواقع الذي يعيشه الأحواز العرب.
دفعوا الثمن
وحسب الصحيفة، يعيش اللاجئ الأحوازي جادر بريهي في أمستردام منذ عام 2015، ولم تكن معاملة نقل زوجته زهراء من الأحواز إلى أمستردام سهلة، إذ استغرقت المتابعات ثلاثة أعوام، حتى حصلت على تأشيرة سفر من السفارة الهولندية في طهران.
بعد فراق طال أمده، كانت العائلة تأمل في أن يطوي الانتقال إلى وطنها الجديد مآسي كثيرة، تحملتها لتتحقق أمنيتها وهي تمثل حقا طبيعيا في أوطان تحكمها قيم إنسانية.
لم يخطر على البال أن تدفع العائلة ثمن ذلك حياة شخصين، قضيا على جنبات الطريق في عاصفة ثلجية على الحدود الإيرانية – التركية.
تذكرة السجن
عندما حصلت زهراء على التأشيرة، حجزت في اليوم ذاته تذكرة سفر من طهران إلى أمستردام عبر تركيا، اجتازت جميع إجراءات السفر ودفعت رسوم الخروج من الحدود، لم تبق إلا ساعة واحدة على الرحلة، قضتها في مكالمات تودع أهلها وتعبر لزوجها عن لهفة الاشتياق للانضمام إليه في أمستردام.
فجأة، تبخرت كل هذه الأحلام في لحظة، إذ وجدت نفسها محاطة برجال أمن يعرفون في إيران بـ»أصحاب الزي المدني»، ذلك أنهم لا يكشفون عن انتمائهم لأي من الأجهزة الأمنية ويتوزعون بشكل رئيس على وزارة الأمن واستخبارات الحرس الثوري.
استجوبها رجال الأمن في المطار وتكررت أسئلتهم «هل أنت أحوازية؟» وهي ترد عليهم ببراءة نعم، أنا من الأحواز... ثم تتكرر الأسئلة والأجوبة ذاتها.
لم تعرف زهراء أن الأمن والإعلام الحكومي يطلقان مصطلح «الأحوازي» على النشطاء المطالبين بحقوق العرب في الأحواز، على الرغم من أن المصطلح يعبر عن انتماء طبيعي للمواطنين العرب.
مواجهة شرسة
دارت أسئلتهم حول انتمائها الوطني الذي يكلف المواطنين كثيرا إذا ما انتهى الأمر بمواجهة رجال الاستخبارات، رافقت استجوابهم مواجهة شرسة.
تقول زهراء لزوجها إنها رأت النار تتلظى في عيونهم وهم يوجهون إليها كلمات مسيئة.
حجزوا جواز سفرها وأحالوها إلى محكمة الثورة في الأحواز، فعادت أدراجها إلى المدينة الواقعة جنوب غربي إيران، مثل غيرها من الأحواز الذين أودعوهم داخل السجون بدون جريمة اقترفوها.
سعت إلى الحصول على دليل لمنعها من السفر، فأبلغتها المحكمة بأنها لا تملك أي ملف يتعلق بها وطلبوا منها العودة إلى مكتب وزارة الاستخبارات في منطقة «الأمانية» في الأحواز، مكتب يمثل في ذاكرة الأحوازيين، مركزا سيئ الصيت، تردد إليه كثيرون من النشطاء العرب وعوائلهم.
لم يخرج بعضهم منه وتعرض آخرون فيه إلى التعذيب والإساءة.. وفقا لـ»إندبندنت عربية».
تهريب الزوجة
لم تكن العودة إلى مكتب «الأمانية» سهلة على زهراء، فسعى زوجها إلى طلب إصدار تأشيرة جديدة، هذه المرة عبر السفارة الهولندية في تركيا، ليتمكن من تهريب زوجته برفقة شقيقه عبر الحدود إلى تركيا، ومن هناك تغادر إلى أمستردام.
توارت زهراء عن الأنظار عددا من الأيام ريثما تنتهي إجراءات إصدار التأشيرة الجديدة وتستعد للهروب من ملاحقة الأمن. في هذه الفترة، تلقت اتصالات كثيرة منهم، مشفوعة بالتهديد والوعيد.
استجابت السلطات الهولندية لطلب زوجها إصدار تأشيرة أخرى عبر ممثليتها في تركيا، فتوجهت إلى الحدود برفقة شقيق زوجها نادر بريهي، وصلا إلى منطقة وعرة في مدينة خوي على الحدود، وسلكا طريقهما عبر الجبال إلى تركيا وسط هطول كثيف للثلوج.
طريق النهاية
يقول التقرير «بعثت زهراء إلى زوجها عددا من المقاطع تشرح فيها صعوبة الوضع، لكنها أكدت له أنه سهل في سبيل الوصول إليه والتئام شملهما في أمستردام».
تمكنا من عبور الحدود برفقة لاجئين آخرين وبعدما قطعا مسافة داخل الحدود التركية، اعتقلتهم دورية للشرطة وأعادتهم من حيث أتوا على الرغم من رداءة الطقس وصعوبة الموقف.
لم تجد زهراء ونادر أمامهما خيارا إلا العودة إلى بلادهم. لكن طريق العودة هذه المرة لم يكن سهلا، إذ عثر سكان القرى الحدودية على جثتيهما المتجمدتين على جنبات الطريق لتطوى بذلك حياة شخصين واجها مصيرا مأساويا بعد مضايقات الأمن.
ترك نادر وراءه أربعة أطفال، أحدهم معوق وتركت زهراء وراءها طفلا في الـ13 من عمره وزوجا تحمل تمرد القلب على حنين الوطن وفقد زوجته وشقيقه.