بسام فتيني

تركي الفيصل والملف الأفغاني

الاحد - 16 يناير 2022

Sun - 16 Jan 2022

لا شك أن للتاريخ لحظات لا يدونها إلا من عاشها، وحين يكون الحديث عن الملف الأفغاني فلا خبير في هذا الشأن إلا رئيس الاستخبارات العامة سابقا الأمير تركي الفيصل والذي كان على رأس هرم هذا الجهاز من 1977م وحتى 2001م، وفي كتابه (الملف الأفغاني) رصد المؤلف مواقف وأحداثا عاشها بنفسه آنذاك، فكان شاهدا للعصر على مرحلة لا يمكن نسيانها فهي مرحلة مليئة بالأحداث والتحولات الفكرية والسياسية بل والمجتمعية؛ حيث أخذنا المؤلف في رحلة خلف الكواليس لما وراء المشهد المعروف إلى تفاصيل صغيرة تُروى لأول مرة.

صدقا الجيل الحالي يجب أن يعي جيدا أن هذا الوطن العظيم كان ولا زال وسيظل زاخرا وزاهرا برجاله الذين خدموا الوطن في مناصب شتى وصنعوا التاريخ مثل الفريق محمد عيد العتيبي ودوره في إعادة الكثير من الشباب المغرر بهم إلى حضن الوطن.

يبين الكتاب كيف أن المتطرفين يستغلون الشباب ذوي الذكاء المحدود والتعليم المتدني وانعدام الفهم المطلق لتعقيدات العالم وأنهم في مهمة لتغيير العالم باستخدام العنف! حيث جاء في سياق الأحداث ذكر قصة أسامة بن لادن وبدايات التطرف المشؤوم الذي صنعه وتبناه هو وزمرته المتطرفة آنذاك ويقول الأمير تركي عبارة جميلة في الكتاب وهي (كلنا مسلمون ويجب أن لا نكون طائفيين).

في الكتاب قصص ومواقف جميلة كالتي ذكرها المؤلف مع الأستاذ أحمد باديب حين طلب منه الأمير تركي الفيصل تزويده بنص آية قرآنية بشكل سريع ليخرج باديب مصحفه الصغير الذي يحمله معه دوما ويُلقن الآية للأمير تركي وفي اللحظة المناسبة استخدمها الأمير تركي في اجتماع القادة الأفغان في اتفاق السلام ليتأثر الجميع ويبكون ويحتضنون بعضهم بعضا ثم وللأسف يعمدون للتعارك مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن!

الحديث يطول عن تفاصيل وقصص هذا الكتاب، لكن أتفق مع ما قاله الدكتور أحمد العرفج في برنامجه (ياهلا بالعرفج) مع القدير مفرح الشقيقي حين اقترح على الأمير تركي الفيصل الاستمرار في كتابة مثل هذه المؤلفات المهمة للتاريخ، حيث اقترح العرفج أن يكون هناك حديث من الأمير تركي الفيصل عن (الملف العراقي) وحتى ذلك الحين أتمنى فعلا حينها أن يتم إهداء العرفج نسخة الإصدار بدلا من أن يجبرني على شراء نسخة له كما فعل في كتاب الملف الأفغاني!

BASSAM_FATINY@