لبنانيون ينتفضون لتحرير بلدهم من احتلال إيران

سعيد: الانقلاب على اتفاق الطائف أدى إلى خلل وانهيار كبير بشير: مشاركة حزب الله في حرب اليمن تسقط هويته الوطنية
سعيد: الانقلاب على اتفاق الطائف أدى إلى خلل وانهيار كبير بشير: مشاركة حزب الله في حرب اليمن تسقط هويته الوطنية

الخميس - 13 يناير 2022

Thu - 13 Jan 2022

توقع محللون أن يؤدي تشكيل جبهة سياسية في لبنان لمواجهة «الاحتلال الإيراني» تضم أكثر من 200 شخصية معروفة، إلى محاصرة حزب الشيطان الإرهابي المسمي بـ(حزب الله)، وأكدوا أن الدائرة ستضيق في الفترة المقبلة على الشرذمة التي تسيطر على مقاليد الأمور داخل الدولة المخطوفة، بقرار من الوالي الفقيه في طهران.

وكشف تقرير للمحلل اللبناني طوني بوليس، نشرته «إندبندنت عربية» أن الجبهة الجديدة التي ضاقت بالهيمنة الإيرانية، عقدت اجتماعها الأول في حضور 165 شخصية لبنانية من المغتربين خارج البلاد عبر مؤتمر الكتروني، ونحو 30 شخصية من بيروت، ناقشوا فيه أسس وبرنامج «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان»، وهدفها تحرير اللبنانيين بعدما أصبحوا «رهائن» سياسة «حزب الله» الإيرانية التي أفقرتهم وعزلتهم عن محيطهم العربي بحسب تعبيرهم.

اتفاق الطائف

ويؤكد النائب السابق فارس سعيد أن هذا المجلس يرتكز إلى ثلاث نقاط أساسية، هي الدستور ووثيقة الوفاق الوطني المنبثقة عن مؤتمر اتفاق الطائف، «لأننا نعد أن المس بهذا الاتفاق (رعته السعودية لإنهاء الحرب الداخلية في عام 1989) لقلب الموازين الداخلية لمصلحة حزب الله، سيؤدي حتما إلى خلل كبير في لبنان، واحترام الشرعية العربية وعدم التدخل في شؤون الدول العربية، إضافة إلى احترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية منها 1701 و1559».

وتأتي الجبهة الجديدة، في وقت تغيب فيه الحلول ويستمر الانقسام والتراشق بين القوى السياسية حول الأزمة، إذ يرى البعض أن تراكم سنوات الفساد وغياب المحاسبة أدى إلى الانهيار الحاصل، في حين يرى آخرون أن هيمنة إيران من خلال «حزب الله» على القرار اللبناني هي السبب المباشر لما وصلت إليه الأمور.

سقوط الهوية

ويرى عضو «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» المحامي أمين بشير أن «أهمية إطلاق المقاومة بوجه الاحتلال الإيراني دليل على أن اللبنانيين وصلوا بعد أكثر من عامين من الانتفاضة إلى قناعة بأن انخراط حزب الله في الحروب الإقليمية لا سيما في اليمن، يسقط عن الحزب هويته الوطنية، ويؤكد أنه حزب إيراني يشكل احتلالا موصوفا للبنان»، مشددا على أن الحزب يحارب في اليمن والعراق وسوريا تحت الإمرة الإيرانية.

ويضيف «يجب استكمال المسار نحو الأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي يعد حزب الله حزب احتلال إيرانيا»، مشيرا إلى «أن اللبنانيين خسروا كل شيء بسبب هذا الاحتلال، وهو ما دفعنا لمقاومته بشتى الوسائل، لا سيما بإنشاء هذه الجبهة الداخلية الوطنية التي ستحاكي الخارج، خصوصا بعدما خرج الموضوع من الشأن الداخلي، بسبب اعتداء الحزب على الدول الشقيقة والعربية والأجنبية، ودفع الشعب اللبناني ثمن ذلك».

تغطية الفاسدين

ويعد رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي أن «إنشاء جبهة وطنية لمواجهة الاحتلال الإيراني بات أمرا ملحا لا مفر منه خصوصا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، ولما لاقتصاد حزب الله الموازي وتغطيته للفاسدين بقوة السلاح من دور في الانهيار الذي وصل بلدنا إليه. فهذه الطبقة الفاسدة كانت الذراع السياسية للحزب، فغطت سلاحه وقبضت ثمنها حماية منه لفسادها».

ويشير إلى أن «مسار رفع الاحتلال الإيراني يبدأ بتأطير جميع القوى اللبنانية السيادية تحت جبهة وطنية عريضة تحت شعار إنهاء هذا الاحتلال بوسائل ديمقراطية، على أن تنخرط جميعها ضمن برنامج سياسي موحد»، داعيا أن تنظم هذه القوى ذاتها ضمن أطر مركزية ومناطقية وتقدم على تحركات موحدة تقترب فيها من فكرة العصيان المدني.

المنظومة المافيوية

ويؤكد مخزومي أن «تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني يستكمل بمحاربة الفساد ورفع الغطاء عن المنظومة المافيوية التي نهبت الشعب اللبناني برعاية حزب الله»، مشددا على ضرورة السعي إلى حشد أوروبي ودولي داعم للجبهة الوطنية المطالبة برفع الاحتلال الإيراني لتؤمن مظلة دولية لحمايتها وحماية أفرادها وتحركاتهم، مؤكدا أن تكون قرارات مجلس الأمن الدولي وسيلة من وسائل دعم الجبهة المذكورة، بالتالي يأتي الدعم العربي المساند للتحرك الداخلي مؤازرا ورافدا لما يتطلع إليه الشعب اللبناني.

وشدد على أن الدرب سيكون شاقا ولكنه غير مستحيل، موضحا أن المسار يبدأ بمنع حزب الله من الحصول على الأكثرية النيابية مجددا، كذلك قطع الطريق أمامه من إيصال رئيس للجمهورية مثل ميشيل عون، ومن ثم العمل على تشكيل حكومة جديدة لا يسيطر على قراراتها، مؤكدا أن هذا المسار إن حصل «كفيل بإسقاط الاحتلال الإيراني للبنان».

ولفت إلى أن إنهاء ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل سينهي أي ذريعة حزب الله بامتلاك سلاح يدعي أنه من أجل الدفاع عن اللبنانيين، فيما الحقيقة أنه يستعمله في الداخل والخارج للتهديد والترهيب وضرب علاقة لبنان بمحيطه العربي.

دعم عربي

ووفقا لتقرير «إندبندنت عربية»، شدد مخزومي على أهمية الدعم العربي والدولي في مسيرة مواجهة «الاحتلال الإيراني»، لافتا إلى أنه على اللبنانيين بدء مسار «مقاومة الاحتلال» وكسب ثقة المجتمعين العربي والدولي، معتبرا أن بداية تفكك قوة «حزب الله» تبدأ من خلال انفضاض التغطية السنية والمسيحية والدرزية له ومعارضتها لمواقفه، وأضاف «أن انفكاك قوى شيعية وطنية عنه يأخذ مداه عندما يتبلور إجماع قوى الطوائف على رفض الاحتلال والهيمنة، لأن الطائفة الشيعية تختزن قوى حية متضررة من حماية السلاح للفساد مقابل حماية الفاسدين لسلاح حزب الله».

ولفت إلى أن تجربة اللبنانيين مع تحرك 14 مارس يمكن استعادتها بشعار وطني جامع ينبذ الطائفية، ويكون هدفه استعادة لبنان المخطوف والدولة المخطوفة والمستقبل الوطني المهدر.

حرس خامنئي

وفي وقت سابق نقل الكاتب السياسي الإيراني أمير طاهري عن صحيفة إيرانية، اعتبار دوائر السلطة هناك، أن قرار إنشاء جبهة «المقاومة» كان أفضل استثمار حققته إيران. وينقل أنهم يدربون أعدادا من مقاتلي حزب الله اللبناني على التحدث بالفارسية بغية الانتشار الداخلي المحتمل، عند الحاجة، لحماية النظام من الثورات داخل إيران.

ووفق الباحث رضا محمدي يعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن حزب الله كالحرس الإمبراطوري المستعد للقتل والموت من أجله حتى لو تخلى عنه الحرس الثوري والباسيج.