بعد انقضاء الدور الأول.. هل دخل الأهلي مرحلة الصراع من أجل البقاء؟

الوعود والرأي الواحد هدما بناء الفريق «البطل» الهوية الفنية ضياع.. ومشاكل الدفاع زادت الأوجاع حمدي النقاز حضر في لجان الاتحاد السعودي أكثر من الملعب
الوعود والرأي الواحد هدما بناء الفريق «البطل» الهوية الفنية ضياع.. ومشاكل الدفاع زادت الأوجاع حمدي النقاز حضر في لجان الاتحاد السعودي أكثر من الملعب

الجمعة - 07 يناير 2022

Fri - 07 Jan 2022

للمرة الأولى في تاريخه يسجل الفريق الأهلاوي البداية الأسوأ، بعد انتهاء الدور الأول من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حيث جمع 15 نقطة فقط من 3 انتصارات و6 تعادلات و6 خسائر مثلها تجرعها الجمهور بمرارة، وأصبح يحتل المركز الثاني عشر.

ولعل أكثر المتشائمين لم يفكر مجرد التفكير في أن يصل الحال بالفريق لهذه الدرجة من السوء على مستوى الأداء والروح والنتائج.. فالفريق لم يكن مقنعا فنيا حتى في الانتصارات الثلاثة التي حققها، وهذا يعطي انطباعا كبيرا لدى عشاقه أن الفريق في خطر كبير سيرمي به إلى سراديب الظلام إن لم يتم تدارك الوضع على وجه السرعة ويدعم الفريق بعناصر مؤثرة تساعده على النهوض خلال الدور الثاني.. ولعلنا نسرد للمتابع باختصار ما حدث للفريق البطل والمنافس حتى وصل إلى فريق مترهل يقبع في مؤخرة الترتيب.

انهيار الفريق البطل

شهدت نتائج الفريق الأهلاوي في العقد الأخير تباينا كبيرا جدا، فمن فريق ينافس بشراسة على كل الألقاب، صنعه عراب الرياضة وفارسها الأمير خالد بن عبدالله بعمل تكاملي لسنوات عديدة إلى حمل وديع واستراحة للتزود بالنقاط من الصغير قبل الكبير، فبعدما عادت آمالهم وطموحاتهم من جديد بداية العقد الماضي لعودة قلعتهم الخضراء لطريق البطولات وبناء فريق مميز لا يقهر ومستقر فنيا وإداريا وماليا ومنافس على كل البطولات سرعان ما تلاشى وتفكك وسلك الطرق المنحدرة.

الدفاع يجلب البطولات

هناك مقولة كروية تقول «الهجوم يجلب الانتصارات، والدفاع يجلب البطولات»، وهذه المقولة تتأكد فعليا مع الأهلي، ففي السنوات التي يحضر فيها مدافعون مميزون يحصد الألقاب، وحاليا في الدوري الأهلي يملك أرقاما سيئة بسبب سوء دفاعه وعدم نجاح مدربه في التعامل معها، وخاصة في الكرات الهوائية والتنظيم الدفاعي وآخرها مباراة الشباب التي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز فيها، فبعد أن قلب تأخره بهدفين وتقدم بثلاثية عاد ليخسر في دقيقتين برباعية وبأخطاء ساذجة من دفاعه ومن مدربه الذي فتح الباب على مصراعيه بخروج محوره الدفاعي الوحيد.

الشتوية الفرصة الأخيرة

أجمع المحللون الرياضيون على أن الفريق يحتاج لتغييرات جذرية، فعلى المستوى الإداري يفتقد لشخصية قيادية قريبة من الفريق كبديل للمحياني ولجهاز فني كبير أو حتى الاستعانة بمدرب وطني يستطيع عمل صدمة نفسية وفنية للفريق تعيده للطريق الصحيح، كما يحتاج تدعيم صفوفه في الفترة الشتوية القادمة على مستوى العنصر الأجنبي بأربعة لاعبين مميزين على الأقل، فهو في أمس الحاجة لقلبي دفاع أجنبيين في ظل التراجع المخيف لمعتز والشكوك في استمراره مع الفريق ولعدم نجاح الخبراني وهندي في هذا المركز، ومحور دفاعي قوي وجناح ولاعب وسط هجومي حتى يستطيع الفريق الوقوف على قدميه فنيا، ولاعب محلي في الظهير الأيمن.

الاختيارات العشوائية

من جانبه شخص المدرب الوطني يوسف عنبر حال الأهلي وتراجع مستواه بسبب الأخطاء المتراكمة للاختيارات العشوائية بعيدا عن النظرة الفنية للعناصر المختارة، وتحديد المراكز المهمة التي يحتاجها الفريق فعليا، ويرى أن الحلول في تحقيق أولويات الفريق بالعمل على تنظيم الخط الخلفي وجلب مدافع ذي قيمة فنية عالية وقائد ميداني وموجه للفريق في المناطق الدفاعية، كما أن اللاعبين عليهم تحمل المسؤولية ومضاعفة الجهد وإعادة ثقة الجهور بهم، وتمنى من الجهاز الفني العمل على زيادة المعدل اللياقي للفريق بشكل عام، والتركيز على جوانب الضعف والاستقرار في التشكيلة لزيادة التجانس بينهم. كما تمنى جلب أجانب يقدمون الإضافة الفنية للفريق.

جودة اللاعبين

أكد قائد منتخب تونس والأهلي سابقا خالد بدرة أن مستوى الأهلي تراجع بشكل كبير من بعد تحقيق الثلاثية، وأعاد ذلك لعدم الاستقرار الإداري وكثرة التغييرات في الأجهزة الإدارية والفنية للفريق وعدم مواصلة العمل التراكمي للبناء، فكل إدارة تأتي تعمل من جديد مما أفقد اللاعبين التركيز في الملعب، والذين حملهم أيضا مسؤولية التراجع؛ لأنهم لا يقدمون كل ما لديهم ويدافعون عن الشعار بعيدا عن ربط ذلك بما يدور خارج الملعب من مشاكل إدارية ومالية، مشيرا إلى أن الإصابات المتكررة لعدد من نجوم الفريق وعدم جودة اللاعبين المستقطبين أسهما في ذلك التراجع.

أما الحلول فهي الجاهزية الذهنية والبدنية والفنية للاعبين الأساسيين والاحتياطيين في كل دقائق المباراة والابتعاد عن الغرور أمام الأندية الأقل مستوى، والأهم من ذلك استغلال الفترة الشتوية بالتعاقد مع لاعبين مميزين لتقوية العمود الفقري للفريق ووضع شعار الأهلي أمام أعينهم والإحساس بالجمهور الذي يحترق في كل جولة.

ماذا حدث في الأهلي؟

• تعيين الأمير منصور بن مشعل مشرفا على الفريق رفعت معه الجماهير سقف طموحاتها وتعلقت به الآمال بعودة الفريق سريعا

• وعوده وتصريحاته القوية بتدعيم الفريق بصفقات عالمية

• دعموه بشكل كبير، ولكن لم يستمر ذلك الوفاق بعدما اكتشفوا أن تلك الوعود وهم

• الصفقات المحلية كانت دون المأمول ومن الفرق الهابطة

• العناصر الأجنبية أقل مستوى من المحلية

• ضاعف جراحهم بنشر غسيل النادي على الإعلام والذي شكل صدمة كبيرة لهم

• حدوث انقسامات كبيرة في البيت الأهلاوي

• تم إبعاد رئيس النادي الأسبق أحمد الصائغ بعد أن عاش الفريق معه أفضل فتراته حتى عاد لوصافة الدوري

• إصرار الأمير منصور على إزاحة الصائغ من كرسي الرئاسة واختيار بديل توافقي

• وقع الاختيار على عبدالإله مؤمنة، ولكن هذا التوافق لم يؤت أكله على مستوى ونتائج كرة القدم بالنادي

• غضبت الجماهير وطالبت برحيل الإدارة في وسائل التواصل الاجتماعي

النكسة الأخيرة:

• طالب الجمهور الأهلاوي بعودة ماجد النفيعي لكرسي الرئاسة من جديد بترجيح كفته على المرشح الآخر زياد اليوسف

• خذل الجميع بعد أن استنسخ تجربته السابقة

• أصر على تنفيذ مشروعه الذي لا يتناسب مع فريق بحجم وتاريخ الأهلي

• الهوية الفنية للفريق مفقودة وتعيش حالة من الضياع بحسب المحللين الرياضيين

• سوء العملين الإداري والفني بالفريق والإعداد الضعيف بالمعسكر الإعدادي

• جلب مدرب أن يرمي بالرائد في دوري الدرجة الأولى

• تعاقدت مع لاعب عاطل مثل باولينهو جاء للتأهيل وغادر بطريقة مستفزة

• يكمل الفريق المسيرة بـ5 أجانب قبل أن تتعاقد مع ظهير حضر في لجان الاتحاد السعودي أكثر من حضوره بالملعب