طلاب اليمن يفترشون الأرض والصخور
الحوثيون دمروا التعليم وحرموا 3 ملايين طالب من دخول المدارس
الحوثيون دمروا التعليم وحرموا 3 ملايين طالب من دخول المدارس
الثلاثاء - 28 ديسمبر 2021
Tue - 28 Dec 2021
أطفال افترشوا الأرض والصخور ليحصلوا على بعض الدروس، أملا في مستقبل قد يخرجهم من الظلام الدامس الذي زرعه الحوثيون في مناطق سيطرتهم في البلد الذي كان يسمى حتى سنوات ليست بعيدة بـ(اليمن السعيد).
صورة عبقرية التقطتها المصور اليمني خالد الزيد في قرية حيس بمحافظة الحديدة، خطفت أنظار صحيفة «الجارديان» البريطانية، بعدما جسدت المستقبل المجهول الذي ينتظر جيل بأكمله يعيش تحت وطأة الدمار والخراب، إذ يوجد أكثر من 3 ملايين طفل غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة وأكثر من نصفهم بحاجة إلى مساعدات تعليمية عاجلة.
فضحت الصورة سوء الأوضاع الذي وصل إليه حال التعليم في منطقة سيطرة الحوثيين، حيث يظهر أطلال بناء مدمر وعلى أحد الحيطان المتهالكة يوجد سبورة بدائية، فيما تقف معلمة بين ذلك الخراب ويحيط بها عشرات الأطفال الذين افترشوا الأرض والصخور ليحصلوا على شيء من العلم، دون أن يكون لدى معظمهم كتب دفاتر وأقلام يسجلون بها دروسهم.
لقمة العيش
تؤكد «الجارديان» أن هؤلاء الأطفال رغم ظروفهم القاسية والمأساوية يعتبرون أوفر حظا من الكثير من أقرانهم لقدرتهم على التحصيل الدراسي في تلك «المدرسة المؤقتة».
ونقلت عن المصور خالد الزيد قوله «إن الكثير من الأطفال يعانون ضغوطا كبيرة لهجر مقاعد الدراسة والبحث عن أي عمل لمساعدة أهاليهم ببعض المصاريف، التي بالكاد تؤمن لهم قوت يومهم»، مضيفا «بعض الصغار وصل عمرهم 10 أعوام دون أن يتسنى لهم الذهاب إلى المدرسة نهائيا».
ويتساءل في ألم «وكيف لهم أن ينهلوا من العلم وذووهم غير قادرين على تأمين لقمة عيشهم أو تحمل مصاريف العلاج وشراء الدواء في حالة المرض».
ويقول زياد «إن معظم الأطفال الذين يتلقون دروسا أساسية في محو الأمية والحساب في قرية حيس قد نزحوا من المناطق الشاسعة التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي».
وبحسب منظمة اليونيسف، هاجمت الأطراف المتحاربة المدارس 231 مرة على الأقل منذ مارس من العام 2015، وهنا يوضح زياد «لا يشعر الطلاب بالأمان أثناء تلقيهم الدروس، لقد دمرت المدارس والمنازل دمرت، ومع ذلك هناك فرصة أمام الكثير منهم للحصول على تعليم مناسب».
تجنيد الأطفال
ويعاني نصف سكان اليمن من المجاعة وقلة الطعام، حيث تقدر المنظمات الإنسانية عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بـ 16.2 مليون شخص، بالإضافة إلى معاناة ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.
ويجعل ضعف أجهزة المناعة الأطفال أكثر عرضة لتفشي أوبئة فتاكة مثل الكوليرا وحمى الضنك، فيما يقول معظم الناس أن فيروس كورونا المستجد يشكل أقل مخاوفهم في الوقت الحالي، وفقا لتقرير الصحيفة البريطانية.
وعلاوة على قلة الطعام وهجر مقاعد الدراسة، فإن الفتيات في اليمن يعانين أيضا من مأساة زواج الأطفال، فقد كان متوسط عمر الزواج عند البنات قبل الحرب 14عاما، وهو لم ينخفض مع اندلاع الصراع رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ناهيك عن تجنيد الحوثيين للأطفال الذكور الذين تقل أعمارهم عن 11 عاما للقتال مع بعض أطراف الحرب التي لا تزال رحاها تدور وتودي بحياة العشرات وحتى المئات كل يوم.
موظفون بلا أجور
ومما يزيد من صعوبة الأمور وقساوتها أن العديد من موظفي الخدمات العامة لم يحصلوا على رواتبهم منذ سنوات عدة، وبالتالي لا يستطيع الكثير من الأطباء والمعلمين المواظبة على مهامهم بشكل دائم لعدم وجود مصدر دخل الثابت أو لعدم حصولهم على أجورهم بشكل منتظم.
ومع وجود حوالي 170 ألف معلم في المدارس الابتدائية والثانوية، فإن حوالي ثلثيهم لا يتلقون أجورهم بشكل ثابت، ومع ذلك فإن الكثير منهم، كما يؤكد زياد، يشعرون بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، مردفا «إذ تخلوا عن عملهم فإنهم يعرفون أن هناك كارثة كبرى سوف تحيق بالبلاد، ولذلك يواصلون أداء واجبهم». ويختم المصور اليمني الذي يعيش في مدينة الحديدة، إنه يأمل أن يساعد عمله كمصور العالم على فهم مأساة اليمن، دون أن يخفي قلقه المستمر بشأن بشأن ما يخبئه المستقبل لابنه البالغ من العمر عامين.
خطر التطرف
وداخل المدارس نفسها، يواجه 3 ملايين طالب في المدارس الواقعة تحت سلطة ميليشيات الحوثي خطر التحريف والفكر المتطرف، بفعل التغيير المتواصل لمناهج التعليم الذي تجريه هذه الميليشيات وفق موجهات سياسية وتوظيف المدارس لأغراض عسكرية، وتغيير وقائع التاريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وتأويل الآيات والأحاديث لتكفير الآخرين وإضفاء قدسية دينية على سلالته، ومعاداة الفنون والمرأة.
أرقام صادمة:
صورة عبقرية التقطتها المصور اليمني خالد الزيد في قرية حيس بمحافظة الحديدة، خطفت أنظار صحيفة «الجارديان» البريطانية، بعدما جسدت المستقبل المجهول الذي ينتظر جيل بأكمله يعيش تحت وطأة الدمار والخراب، إذ يوجد أكثر من 3 ملايين طفل غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة وأكثر من نصفهم بحاجة إلى مساعدات تعليمية عاجلة.
فضحت الصورة سوء الأوضاع الذي وصل إليه حال التعليم في منطقة سيطرة الحوثيين، حيث يظهر أطلال بناء مدمر وعلى أحد الحيطان المتهالكة يوجد سبورة بدائية، فيما تقف معلمة بين ذلك الخراب ويحيط بها عشرات الأطفال الذين افترشوا الأرض والصخور ليحصلوا على شيء من العلم، دون أن يكون لدى معظمهم كتب دفاتر وأقلام يسجلون بها دروسهم.
لقمة العيش
تؤكد «الجارديان» أن هؤلاء الأطفال رغم ظروفهم القاسية والمأساوية يعتبرون أوفر حظا من الكثير من أقرانهم لقدرتهم على التحصيل الدراسي في تلك «المدرسة المؤقتة».
ونقلت عن المصور خالد الزيد قوله «إن الكثير من الأطفال يعانون ضغوطا كبيرة لهجر مقاعد الدراسة والبحث عن أي عمل لمساعدة أهاليهم ببعض المصاريف، التي بالكاد تؤمن لهم قوت يومهم»، مضيفا «بعض الصغار وصل عمرهم 10 أعوام دون أن يتسنى لهم الذهاب إلى المدرسة نهائيا».
ويتساءل في ألم «وكيف لهم أن ينهلوا من العلم وذووهم غير قادرين على تأمين لقمة عيشهم أو تحمل مصاريف العلاج وشراء الدواء في حالة المرض».
ويقول زياد «إن معظم الأطفال الذين يتلقون دروسا أساسية في محو الأمية والحساب في قرية حيس قد نزحوا من المناطق الشاسعة التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي».
وبحسب منظمة اليونيسف، هاجمت الأطراف المتحاربة المدارس 231 مرة على الأقل منذ مارس من العام 2015، وهنا يوضح زياد «لا يشعر الطلاب بالأمان أثناء تلقيهم الدروس، لقد دمرت المدارس والمنازل دمرت، ومع ذلك هناك فرصة أمام الكثير منهم للحصول على تعليم مناسب».
تجنيد الأطفال
ويعاني نصف سكان اليمن من المجاعة وقلة الطعام، حيث تقدر المنظمات الإنسانية عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بـ 16.2 مليون شخص، بالإضافة إلى معاناة ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.
ويجعل ضعف أجهزة المناعة الأطفال أكثر عرضة لتفشي أوبئة فتاكة مثل الكوليرا وحمى الضنك، فيما يقول معظم الناس أن فيروس كورونا المستجد يشكل أقل مخاوفهم في الوقت الحالي، وفقا لتقرير الصحيفة البريطانية.
وعلاوة على قلة الطعام وهجر مقاعد الدراسة، فإن الفتيات في اليمن يعانين أيضا من مأساة زواج الأطفال، فقد كان متوسط عمر الزواج عند البنات قبل الحرب 14عاما، وهو لم ينخفض مع اندلاع الصراع رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ناهيك عن تجنيد الحوثيين للأطفال الذكور الذين تقل أعمارهم عن 11 عاما للقتال مع بعض أطراف الحرب التي لا تزال رحاها تدور وتودي بحياة العشرات وحتى المئات كل يوم.
موظفون بلا أجور
ومما يزيد من صعوبة الأمور وقساوتها أن العديد من موظفي الخدمات العامة لم يحصلوا على رواتبهم منذ سنوات عدة، وبالتالي لا يستطيع الكثير من الأطباء والمعلمين المواظبة على مهامهم بشكل دائم لعدم وجود مصدر دخل الثابت أو لعدم حصولهم على أجورهم بشكل منتظم.
ومع وجود حوالي 170 ألف معلم في المدارس الابتدائية والثانوية، فإن حوالي ثلثيهم لا يتلقون أجورهم بشكل ثابت، ومع ذلك فإن الكثير منهم، كما يؤكد زياد، يشعرون بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، مردفا «إذ تخلوا عن عملهم فإنهم يعرفون أن هناك كارثة كبرى سوف تحيق بالبلاد، ولذلك يواصلون أداء واجبهم». ويختم المصور اليمني الذي يعيش في مدينة الحديدة، إنه يأمل أن يساعد عمله كمصور العالم على فهم مأساة اليمن، دون أن يخفي قلقه المستمر بشأن بشأن ما يخبئه المستقبل لابنه البالغ من العمر عامين.
خطر التطرف
وداخل المدارس نفسها، يواجه 3 ملايين طالب في المدارس الواقعة تحت سلطة ميليشيات الحوثي خطر التحريف والفكر المتطرف، بفعل التغيير المتواصل لمناهج التعليم الذي تجريه هذه الميليشيات وفق موجهات سياسية وتوظيف المدارس لأغراض عسكرية، وتغيير وقائع التاريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وتأويل الآيات والأحاديث لتكفير الآخرين وإضفاء قدسية دينية على سلالته، ومعاداة الفنون والمرأة.
أرقام صادمة:
- 3 ملايين طفل غير قادرين على الذهاب للمدرسة.
- 2.3 مليون طفل دون العاشرة يعانون من الجوع.
- 16.2 مليون شخص يواجهون ظروفا معيشية صعبة.
- 14 عاما هي سن زواج البنات في اليمن.
- 3.1 ملايين طفل يدرسون مناهج محرفة في منطقة سيطرة الحوثي.
- 170 ألف معلم لا يحصلون على رواتبهم بانتظام.