5 سيناريوهات لهروب حاكم صنعاء

مراقبون: محاولات نقل حسن إيرلو لطهران سببها الخوف على حياته
مراقبون: محاولات نقل حسن إيرلو لطهران سببها الخوف على حياته

السبت - 18 ديسمبر 2021

Sat - 18 Dec 2021








إيرلو يشارك في أحد الأنشطة اليمنية                                              (مكة)
إيرلو يشارك في أحد الأنشطة اليمنية (مكة)
فيما تنتشر الأنباء عن خلاف حاد بين جنرال الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو وميليشيات الحوثي الإرهابية، توقع محللون أن تكون محاولة تهريب حاكم صنعاء وسفير الملالي لدى الانقلابيين إلى طهران، بهدف الخوف على حياته أو إبعاده عن غضب متوقع في الشارع اليمني، بعدما تحول إلى «ورقة محروقة».

5 سيناريوهات أو احتمالات تكشف عن سبب طلب الحوثيين من التحالف العربي لدعم الشرعية السماح لحسن إيرلو بالعودة إلى طهران واستبداله بسفير آخر، بينها أنه بدأ يشكل خطورة على تراتبية نفوذ قيادات الميليشيات المنتمية لمحافظة صعدة أو ما يسمى بجناح صعدة المتطرف، وأن الأخير بدأ يتعدى على مهام قائد الانقلاب عبدالملك الحوثي وشقيقه عبدالخالق، ومعهم المدعو أبومحفوظ حامد ومجموعة من القيادات العسكرية، ويعمل على إعادة تشكيل مراكز نفوذ موازية.

في المقابل يرى مراقبون أن الهيمنة الإيرانية على ميليشيات الحوثي لن تعكرها الخلافات المتناثرة حاليا مع حاكم صنعاء الفعلي حسن إيرلو، رغم أن قادة الانقلابيين يريديون أن تكون مرجعيتهم في طهران مباشرة.

إزاحة المشاط

ووفقا للمعلومات المتناثرة، اقترح مندوب إيران بصنعاء حسن إيرلو على قيادات ميليشيات الحوثي إزاحة ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم) المدعو مهدي المشاط، وتعيين القيادي سلطان السامعي بدلا عنه، وقدم اقتراحات بتعيين قيادات حزبية في مناصب مهمة بدلا عن تعيين قيادات من محافظة صعدة، وهو ما عده جناح صعدة المتطرف تهديدا حقيقيا لنفوذه.

وقالت المصادر إن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن رفض طلب الحوثيين بنقل إيرلو على متن طائرة من سلطنة عمان أو من العراق، ويعتقد مسؤول في دائرة حكومية بصنعاء أن هناك أسبابا عدة وراء خلاف الحوثي مع إيرلو، أبرزها عدد القتلى الهائل في صفوف الميليشيات إلى جانب خسائر المعدات العسكرية، رغم وجود مبادرات سلام ووقف لإطلاق النار والمفاوضات، «لكنهم للأسف يرفضونها بلا هدف، ولم يزد في صنعاء إلا عدد القتلى والمقابر».

وقال المسؤول إن هناك سببا آخر، إذ قرأ التحرك بأنه يأتي في إطار خوف الميليشيات على القيادي في الحرس الثوري من القتل، أو أن تخرج مظاهرات من الشعب اليمني في مناطق الحوثيين ضد وجوده، وقد يكون توجها استباقيا للغضب الذي يسود الشارع اليمني، ويقول «لم نر منهم إلا أعمال جباية ونهب لمقدرات المؤسسات إلى جانب حرمان موظفي القطاع العام من رواتبهم سنوات عدة، فضلا عن التهاون في التعامل الصحي، خاصة تعامل الميليشيات مع جائحة كورونا».

إهانة القيادات

عمد الجنرال الإيراني على إهانة قيادات الانقلاب والتأكيد على اعتبارهم مجرد أدوات تحركها طهران، منذ الظهور العلني له في أكتوبر 2020، عبر الظهور في الفعاليات الطائفية أو تبني مواقف سياسية تحشر الميليشيات في زاوية ضيقة من المناورة والمراوغة التي لطالما تمرست عليها.

وبحسب قيادي رفيع في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، فإن تحركات إيرلو تأتي باعتباره الحاكم الأول لصنعاء، ووصل به الحال إلى عقد اجتماعات أسبوعية مع رموز قبلية وشخصيات سياسية ورجال دين ورجال أعمال، وقيادات مدنية ونشطاء حقوقيين إلى جانب لقاءاته بقادة عسكريين سابقين في الجيش اليمني.

وأشار القيادي اليمني المقيم بصنعاء، وفضل عدم ذكر اسمه، لـ»العين الإخبارية»، إلى أن منافسة إيرلو لعبدالملك الحوثي وقيادات حوثية كبيرة على القرار والنفوذ كونه ضابطا عسكريا خلقت توجها داخل الميليشيات بضرورة استبداله بمسؤول إيراني مدني وسياسي.

رفض شعبي

ووفقا للمحلليين، فإن الشارع في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية غير متقبل لتحرك الجنرال إيرلو، لأن ذلك يكشف ويثبت تبعية الميليشيات المطلقة للنظام في طهران، واستشهد القيادي بمحاولة اغتيال ميليشيات الحوثي لذراع طهران السياسية «سلطان السامعي»، قبل أيام، والتي كانت أحدث رسالة صريحة لحسن إيرلو من قبل جناح صعدة المتطرف في الجماعة الإرهابية.

وأشار إلى أن إيرلو كان هو الداعم القوي للقيادي الحوثي السامعي، وسبق أن وقف إلى جانبه بقوة، إبان صراعه مع قيادات حوثية كبيرة وصل بها الحال حد المطالبة بحبس السامعي، رغم أنه من كبار القيادات التي عملت لصالح طهران في اليمن قبل الانقلاب.

ولفت القيادي إلى أن مغادرة حسن إيرلو يبدو أنها أصبحت ضرورة حوثية، خاصة لعائلة «بدرالدين الحوثي» وحلفائهم في جناح صعدة القوي داخل الميليشيات، كما أن تنامي نفوذ القيادي في الميليشيات محمد علي الحوثي بدعم إيرلو بات يمثل تهديدا حقيقيا لمكانة زعيم الميليشيات ومدى سيطرته على قرار الميليشيات الأول، وفقا للمصدر نفسه.

مربعات أخرى

ويرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن عبدالستار الشميري، أن أي خلافات حوثية مع إيران هي خلافات شكلية لا ترقى للخلافات العميقة، لأن طهران هي الراعي الرسمي عسكريا وتسليحا وتمويلا وإشرافا ومستشارين وحتى على المستوى الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية للميليشيات الانقلابية، ويؤكد أن أي تصريحات بشأن الخلافات بين ميليشيات الحوثي وطهران قد تستهدف جر الأنظار بعيدا إلى مربعات أخرى. وأوضح أن العلاقة بين ميليشيات الحوثي ونظام إيران هي علاقة استراتيجية وليست علاقة هامشية، ومهما وصل الأمر «وتبديل سفير مكان سفير لا يعني ذلك شيئا».

وخرج أحد قيادات ميليشيات الحوثي قبل أسابيع وطالب محور المقاومة الذي تتزعمه طهران بالمشاركة مع الانقلابيين في حربهم باليمن، في محاولة للتغطية على الدعم الإيراني للجماعة، وهو ما أكده الشميري، وقال إن أي تسريبات بشأن الخلافات بين ميليشيات الحوثي وإيران قد تحمل أبعادا مختلفة ربما تتكشف في قادم الأيام، لكن بشأن العلاقات بين الحوثي وطهران، فهي ليست علاقة عادية أو يمكن اختزالها بتصريح لأحد قيادات الحوثي مهما كان الأمر.

وعلق نشطاء يمنيون على الخطوة الحوثية، وأكدوا أن ما يجمع الحوثي وإيران أكبر من مجرد سفير بل قرون من الدموية، مشيرين إلى أن مطالب الميليشيات باستبدال السفير الإيراني محاولة تستهدف تخفيف الضغط السياسي عليها.

احتمالات عودة حسن إيرلو لإيران

  • خلافات عاصفة بين الجنرال والحوثيين

  • خوف الميليشيات على قيادي الحرس الثوري من القتل

  • خروج مظاهرات في منطقة الحوثيين ضد إيرلو

  • خطوة استباقية قبل اشتعال الغضب في صنعاء

  • يشكل خطورة على نفوذ عبدالملك الحوثي