طلال سليمان الحربي

أمن الدولة.. أمن الوطن

الاثنين - 13 ديسمبر 2021

Mon - 13 Dec 2021

ما كنا وما زلنا نفاخر به أمام العالم كله، أننا - ولله الحمد - في دولة تحكم بشرع الله - سبحانه وتعالى -، وتحكم بالضمير الإنساني الحي، وأنها دولة تعامل الجميع على مسافة واحدة من الحقوق والواجبات، «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، المنتمي لوطنه يعيش فيها بكل أمن وأمان وسلام، ومن باع ضميره وخان العهد وأخطأ في حق وطنه، فهؤلاء لهم عقاب وجزاء وفق ما يقرره القضاء، ولكنهم أولا على آخر من أبناء الوطن، ولهم أهلهم وأبناؤهم وعوائلهم، وبالتالي ورغم كل ما قاموا به أو عملوا عليه من انحراف في الفكر أو العقيدة أو الولاء، إلا أنه يبقى لهم حقوقهم الإنسانية التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفيرها لهم.

في زيارة إلى رئاسة أمن الدولة، والاطلاع على السجون ومراكز التأهيل فيها، هذه المراكز تحوي كل سبل وأدوات التعامل الراقي المحترم المراعي لكل الظروف الإنسانية والدينية والصحية. فيها من الأنشطة الاجتماعية والفنية والرياضية، لقاء النزلاء مع زوجاتهم وأهلهم وأبنائهم، الرعاية الأسرية والنفسية، نعم هم أخطؤوا بحق وطنهم وأهلهم، لكن وطنهم لن يتخلى عنهم، وسيبقى وراءهم إما لحمايتهم من شرور أنفسهم وخداع الآخرين لهم، أو حتى يعودوا للصواب والحق وينصرفوا عن الجهل والانحراف.

في معرض هذه الزيارة التقيت بالعديد من الضباط المسؤولين، وضباط الصف والأفراد، الذين هم على مستوى عال جدا من الاحترافية والمهنية، وتم تأهيلهم علميا وعمليا ونفسيا بكيفية التعامل مع هكذا نوعية من نزلاء هذه المراكز والسجون، وأنهم يتقربون من النزلاء على أنهم إخوانهم في الدين والوطن والعروبة، ليشعروهم أن لا أحد يعاديهم لذاتهم، ولا أحد يحاربهم، وأن كل ما في الأمر من أخطأ فليتحمل وزر خطئه، ومن تاب وعدل ورجع عن خطئه، فوطنه ينتظره، والوطن للجميع للعمل والعيش الكريم المستقر بأمن وسلام.

لا شك أن ما تقوم به رئاسة أمن الدولة من مجهودات جبارة لحماية الوطن ومقدراته ومنجزاته، وما تنفذه من برامج متميزة تعمل على معالجة الأخطاء ومنع حدوثها، وتمنح الفرص لكل مخطئ بالعودة عن خطئه، وتقدم رسالة أننا كلنا في هذا الوطن في مركب واحد بإذن الله تعالى وتوفيقه بقيادة حكيمة رشيدة تذهب بنا إلى بر الأمان وإلى مستقبل زاهر كله نجاح ورفاهية وسلام، رئاسة أمن الدولة بكل كوادرها وهرميتها من أعلى منصب فيها يعملون وفق رؤية وطنية استراتيجية مبنية على التلاحم وعدم الإقصاء ومنح الفرصة تلو الفرصة؛ لأن المخطئ والضال فكريا، له أولاده وأهله السعوديون، وهم أيضا لهم حق أن تبذل دولتهم كل جهودها لعودة أبنائهم لهم بتعاف من كل فكر ضال ومنحرف وفعل خاطئ.

تحية لكم يا رجالات أمن الدولة، وكلنا معكم في نفس الخندق حماة للوطن، ولهذا الكيان ولهذه الدولة العتيدة القوية بمشيئة الله عز وجل.

alharbit1@