الدمار والانقسام يهددان جنوب السودان

العفو الدولية: مسلحون تابعون لفصائل سياسية متنافسة وراء الفظائع
العفو الدولية: مسلحون تابعون لفصائل سياسية متنافسة وراء الفظائع

الخميس - 09 ديسمبر 2021

Thu - 09 Dec 2021








مسنون وأطفال يفرون من عمليات القتال في جنوب السودان                (مكة)
مسنون وأطفال يفرون من عمليات القتال في جنوب السودان (مكة)
أعلنت منظمة العفو الدولية أمس أن المدنيين في جنوب السودان عانوا منذ مطلع العام من «أعمال عنف تفوق الوصف».

وربطت المنظمة معاناة المدنيين في جنوب السودان باشتباكات مسلحة دارت بين قوات موالية للحكومة وأخرى للمعارضة، محذرة من أن هذه الفظائع قد ترقى إلى «جرائم حرب». وقالت «استنادا للمعلومات التي جمعتها فقد تعرض مدنيون بشكل عشوائي للقتل والتشويه في حين دمرت قرى بأسرها بين يونيو وأكتوبر مع احتدام المعارك بالمنطقة الاستوائية الغربية»، وأوضحت أن اشتباكات عرقية اندلعت على وجه الخصوص حول بلدة تمبورا وأججها سياسيون محليون شجعوا الشباب على حمل السلاح. ولفت التقرير إلى أن ما أعقب ذلك من أعمال «موت ودمار وانقسامات» تورط فيها مسلحون تابعون لفصائل سياسية متنافسة في العاصمة جوبا يشير إلى أن هذه الفظائع قد تكون دبرت على أعلى المستويات.

ونقل التقرير عن ديبروز موشينا، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، قوله «إن الشهادات التي جمعناها تشير إلى أعمال عنف تفوق الوصف، بما في ذلك مقتل مدنيين أثناء فرارهم وإحراق جثث وتشويهها».

وأضاف «إن حقيقة أن الهجمات لم تنخرط فيها جماعات محلية فحسب، بل مسلحون تابعون للقوات الحكومية وللمعارضة، تشير إلى أنها أكثر من مجرد أعمال عنف فئوية».

وانفصل جنوب السودان في 2011 بعد حرب أهلية استمرت عقودا ضد الخرطوم، لكن الدولة الوليدة ما لبثت أن انزلقت بعد عامين فقط إلى حرب أهلية دامية خلفت ما يقرب من 400 ألف قتيل وأجبرت ملايين الأشخاص على الفرار من ديارهم. وفي مطلع 2020 تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بين الخصمين السياسيين الرئيسيين، الرئيس سالفا كير ونائبه رياك مشار، زعيم المتمردين السابق، وفي هذا الااتفاق تعهد كير ومشار بتوحيد قواتهما لإعادة بناء البلد المدمر، غير أن العملية السلمية ما لبثت أن تعثرت إذ لم تحترم البنود الرئيسة لاتفاقية السلام، كما أن المسلحين الموالين لهذا المعسكر وذاك، والذين تباعد بينهم انقسامات عميقة، لم يلقوا أسلحتهم.

وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن تصاعد حدة العنف في الولاية الاستوائية الغربية نجم عن اتفاق تقاسم السلطة بين كير ومشار والذي حصل بموجبه الأخير على هذه الولاية فعين عليها حاكما مواليا له، في خطوة لقيت اعتراضات من قبل جزء من السكان.

وسرعان ما تحولت هذه الاعتراضات إلى أعمال عنف بين مجموعتين عرقيتين أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وتشريد عشرات آلاف آخرين، للمنظمة الدولية فإن المسحلين في تمبورا حولوا مدارسها إلى ثكنات ونهبوا مستشفيات المدينة. ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم «إن المسلحين قتلوا المدنيين بدون محاكمة بإطلاق النار عليهم أو ذبحهم»، مشيرة إلى أن هذه الجرائم كانت تحصل أحيانا أمام أطفال الضحايا أو أقارب لهم، واختتمت بالتأكيد على أن الاستهداف المتعمد للمدنيين وقتل الأسرى يشكّلان جرائم حرب.

أرقام مؤلمة:

  • 400 ألف قتيل في الحرب الأهلية

  • 2011 انفصال جنوب السودان

  • 2020 اتفاق وقف إطلاق النار وحكومة ائتلافية