عادل الحميدان

في معادلة الإعلام

الأربعاء - 08 ديسمبر 2021

Wed - 08 Dec 2021

حقلان فقط من حقول الحياة المعاصرة في المملكة لم يسلما قط من مشارط الجراحين وتحليلات المحليين وفتاوى المفتيين، نتحدث هنا عن الإعلام والرياضة.

من المنطقي بالطبع أن يكون السبب في وضع هذين الحقلين تحت المجهر هو اتساع دائرة المتابعة وبالتالي الاهتمام، وذلك عكس ما يحدث بالنسبة لمجالات أخرى مثل الصحة والتعليم وغيرها، حيث يتوقف الأغلبية عند حدود المستفيد، التي قد يتجاوزها البعض إلى مرحلة المهتم والباحث في حال تعثرت خدمته أو تأثرت مصلحته بشكل مباشر نتيجة قرار مؤسسي أو تصرف فردي.

لكن اللافت أن لا أحد -بنسبة عالية- من المهتمين الطارئين بشؤون القطاعات الأخرى قد يصل إلى مرتبة الخبير بأدق التفاصيل، ومقعد العارف بكافة الخلفيات والأسرار، ومنصة المُنظر المُخلص من الأزمات (وحلال المشاكل صديق الجميع أبو العُريف).

نعود إلى موضوع الإعلام والرياضة وهما القطاعان الوحيدان المسموح مجتمعيا -وللأسف حكوميا- للخوض في شؤونهما دون حسيب أو رقيب، وحتى لا نرتكب ذات الخطأ فسنتوقف عن الحديث عن الرياضة فلها وزارتها وأنظمتها ولوائحها، وخبراؤها الحقيقيون وحتى المزيفيون.

أما الإعلام فذاك شأن آخر يبدأ من أهلية كل من يقتحم ساحاته ليكتسب صفة إعلامي، مرورا بتأهيل من يمارس دور الحكم في تقويم أداء مؤسساته والخبير بأدواره ودوائره، وأخيرا المكشوف عنه الحجاب بما ينبغي ولا ينبغي فعله لتحقيق نجاحه.

وحتى لا نخوض مع الخائضين ولا نرتدي عباءة المحامين فلنترك الحديث عن التفاصيل لأهلها فهم أدرى بها، ولا يهمنا هنا سوى التأكيد على حقيقة أن المعيار الأهم لجودة الإعلام هو تأثيره، وكمتلقٍ لرسائله فتأثرك به إيجابا دليل نجاح المرسل وجودة الرسالة، والعكس صحيح فانعدام التأثير أو وصول الرسالة معيبة دلالة حتمية على فشل المرسل في تحقيق هدفه.

هنا، يأتي دور المسؤول عن المؤسسة الإعلامية ليحلل ردود الأفعال الكفيلة لمعرفة نجاح المنظمة التي أوكلت إليه مسؤولية إدارتها، وهناك تسلسل هرمي وتنظيم إداري يسمح بتعديل المسار أو تغيير الأشخاص أو الرسالة أو جميع ما سبق.

الثابت هنا، أن لا أحد يملك وسيلة لإجبار المتلقي على استقبال ما لا يعجبه، ولا أحد يستطيع التحكم بعينيه ليفرض عليه ما لا يتوق لقراءته، أو أن يرغمه على أن يتابع ما لا يتفق مع رغبته.

المتلقي هو الهدف، وبالتالي فهو من يقف في الجانب الأقوى من المعادلة، فرد فعله هو مفتاح النجاح، وشهادة الجودة، وبطبيعة الحال فهو وهو فقط من يعلن فشل أي مشروع إعلامي لم يحقق الهدف من قيامه.

@Unitedadel