محمد السلمي

فورمولا الذكاء الاصطناعي

السبت - 04 ديسمبر 2021

Sat - 04 Dec 2021

تأمل، هل يمكن لسيارات الفورمولا السباق بقيادة آلية بدون سائق؟

دعنا نتأمل التطور المذهل في تبني هذه المسابقة العالمية لتقنيات تقود فيها صناعة المحركات والسيارات، وتعتبر رياضة فريدة من أغنى الرياضات العالمية، نظرا لحجم الرعاة والإعلانات والجماهيرية الكبيرة والنقل التلفزيوني المباشر لأكثر من 120 دولة، تستهدف بالتالي عوائد بالمليارات وتنعكس على الفائزين بجوائز ضخمة جدا. كل ذلك أوصل التنافس لمستويات متجددة في تبني التقنيات الذكية والحلول المعززة للفوز.

لو تأملنا حجم البيانات المجمعة من السباق وازديادها المتنامي مع كل جولة، نجد أن كل سيارة فيها أكثر من 120 حساسا و16 كاميرا وتقنيات مدمجة في المقود وخوذة السائقين، تجمع بالتالي بيانات ضخمة جدا لهدف واحد وهو ضمان سلامة السائق في أجواء تنافسية خطرة.

وهنا يبرز التحدي في كيفية تحليل تلك البيانات الضخمة مع أجواء سرعات الفورمولا غير الاعتيادية؛ فمتطلبات معالجة البيانات تحتاج من الوقت ما يكفيها للبحث في أحوال المضمار والمركبة والطقس والحرارة إلى أبعد من ذلك في تحليل البيانات الخارجية على وسائل التواصل الاجتماعي لقياس أي مؤثر تستوجب سلامة السباق. مما يعني أن البيانات هي شريان المسابقة، وهي أهم ركائزها.

وهنا تبرز قدرات الذكاء الاصطناعي كأداة مثالية ولاعب مهم في فهم سيل البيانات وتحليلها والتنبؤ بنتائجها من أجل الإسهام في تخطيط استراتيجية السباق لإعطاء أفضلية القرار للسائق بناء على متغيرات لحظية.

كما نجد أن إسهامات الذكاء الاصطناعي في الفورمولا كبيرة مثل تقليل النفقات في موعد تبديل الإطارات، ورفع كفاءة السائق في اتخاذ قرار التخطي والانعطاف والتجاوز والصيانة في دقة عالية، بالإضافة إلى الاستفادة من مكاسب الرعايات والإعلانات للوصول إلى الجماهير في ظروف مختلفة تتطلب تسويقا ذكيا لكسب مزيد من الثروات الإعلانية. إضافة الى الوصول إلى نتائج سريعة كأبرز سمات استخدام للذكاء الاصطناعي؛ ففي دراسة بحثيه أجريت على كل بيانات السباقات منذ 1983، أظهرت نتيجة الدراسة كيف أن الذكاء الاصطناعي اختار السائق الشهير إيرتون سينا ليكون هو الأسرع في التاريخ، وهذا لم يكن ليحدث ذلك لولا تعلم الآلة من بيانات ضخمة في محاكاة أبرزت فوارق الأداء والمتغيرات بين كل المتسابقين. وخلاصة القول، أن استمرار التنافسية والفوز في الفورمولا تحتم بالتالي استمرار تطوير حلول الذكاء الاصطناعي مع كل جولة عالمية.

وها نحن اليوم نقف على حدث تاريخي تستضيف فيه المملكة مسابقة الفورمولا لأول مرة، مصنفة مضمارها كأسرع حلبة شوارع بالعالم، وفيها منعطفات قياسية بعدد 27 منعطفا، وطول مضمار يفوق 6 كلم، وتصل فيه السرعات مستويات جريئة بنحو 372 كلم هي الأعلى بالساعة بمعدل انطلاق من 0 إلى 200 كلم في أقل من 4 ثوان، كل هذا يجعل من مضمار كورنيش العروس جدة أكثر مضمار عالمي في الحماس والإثارة، وتجعل سباق السعودية من أهم الجولات العالمية، وفيها كما أعلنت عدة فرق تطبيق لتقنيات جديدة في التتبع والصيانة والقيادة المعززة بتحليلات الذكاء الاصطناعي.

ومن يعلم؟

لربما تقنيات الذكاء الاصطناعي تطور القيادة أكثر لنشاهد سباق الفورمولا 1 بسائقين آليين بدون سائق، سترفع بلا شك مستوى الإثارة لمستويات أكثر خطورة وسرعة!

king4arabs@