وثائق مسربة تكشف جرائم الصين ضد مسلمي الإيجور

الثلاثاء - 30 نوفمبر 2021

Tue - 30 Nov 2021








احتجاجات مسلمي الإيجور                       (مكة)
احتجاجات مسلمي الإيجور (مكة)
فضحت وثائق سرية مسربة حصل عليها أكاديمي ألماني معروف سعي الحكومة الصينية لفرض تغييرات ثقافية وديموجرافية بحق مسلمي الإيجور، الذين يشكلون أغلبية السكان بإقليم شينجيانغ في شمال غرب البلاد.

ونقل موقع قناة (الحرة) الأمريكية، عن صحيفة الغارديان البريطانية أن تلك الوثائق التي حصل عليها الأكاديمي الألماني، أدريان زينز، تضمنت تعليمات من قيادات الحزب الشيوعي الحاكم إلى إعادة تثقيف الإيجور، وإعادة توطينهم لتصحيح عدم التوازن بين أقلية الإيجور وعرقية الهان (الأكبر في البلاد) في شينجيانغ.

وأوضح زينز أن الوثائق المصنفة (سرية للغاية) تحمل أهمية كبيرة لأنها تظهر روابط متعددة بين مطالب القيادة الصينية في العام 2014 وما حدث لاحقا في شينجيانغ «بما في ذلك الاعتقال الجماعي في معسكرات إعادة التعليم، والعمالة القسرية، وجلب أعداد متزايدة من قومية الهان للاستيطان في الإقليم ذي الغالبية المسلمة.

ويؤكد الباحث الألماني أن الوثائق تظهر نية القيادة على المدى الطويل لارتكاب إبادة ثقافية لإحكام سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على الإقليم الذي ضمته بكين بشكل نهائي في عام 1949.

وجرى تسليم تلك الوثائق كاملة على شكل ملفات رقمية إلى محكمة الإيجور، وهي محكمة مستقلة مقرها بريطانيا في سبتمبر، ولكن لم يجر نشرها بالكامل للحفاظ على أمن وسلامة الجهات التي تقف وراء تسريبها.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب ألقاه في العام 2014 أن مبادرة الحزام والطريق (مشروع السياسة الخارجية الخاص به)، تتطلب بيئة أمنية محلية مستقرة، لافتا إلى أن الأمن القومي للبلاد بأكملها وتحقيق الأهداف الرئيسة للصين في القرن الحادي والعشرين سيكونان في خطر إذا لم تتم السيطرة على الوضع في جنوب شينجيانغ.

وجاء الخطاب بعد أسابيع من دعوة شي إلى «بذل جهود شاملة» لاعتقال الذين قتلوا 31 شخصا وجرحوا أكثر من 140 بالسكاكين والمناجل في عملية قتل دامية في مدينة كونمينغ الجنوبية الغربية في 1 مارس 2016، وقتها ألقت بكين باللوم على انفصاليي شينجيانغ في الهجوم.

وفي إحدى الوثائق يقول شي إن «نسبة السكان وأمن السكان أسس مهمة لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل»، وقد جرى نقل هذا البيان حرفيا من قبل مسؤول كبير في شينجيانغ في يوليو 2020، والذي شدد على أن نسبة السكان من عرقية الهان قد أصبحت «منخفضة جدا» في الإقليم.

وأشارت وثائق سرية أخرى إلى وجود «اختلالات حادة في النمو الديمغرافي للسكان، وسيطرة أحادية لأقلية الإيجور» في جنوب شينجيانغ، لافتة إلى أنه كان من المفترض نقل أكثر من 300 ألف مستوطن من عرقية الهان إلى الإقليم بحلول العام الحالي، وذلك للعمل لصالح شركة شينجيانغ للبناء والمقاولات، والمعروفة أيضا باسم «بينغتوان»، وهي كيان شبه عسكري يهدف صراحة إلى زيادة أعداد العمال وأسرهم من الهان.

وبحسب الوثائق فقد أمر شي بإلغاء سياسات تحديد النسل التفضيلية للمجموعات العرقية في الإقليم، والتي كانت تسمح لهم سابقا بإنجاب عدد أكبر من الأطفال من الهان، مشددا على أن تخضع أقلية الإيجور إلى نسب الحصص الممنوحة لبقية العرقيات في البلاد.