"ملتقى الترجمة".. حراك متجدد وانفتاح على الثقافات

السبت - 20 نوفمبر 2021

Sat - 20 Nov 2021

أداة ربط فائقة الأهمية بين الشعوب تمضي من خلالها الثقافة والمعرفة، تحمل بين طياتها الأفكار والعادات والقيم، باعتبارها منتوج حضارة في مكان ما، حيث توحي إلى نهضة الإنسان التنويرية وقدرته على قيادة ضفة الازدهار الفكري، لم يخفَ هذا الدور الجليل، والفعل الإنساني الإبداعي، على هيئة الأدب والنشر والترجمة، خلال إقامتها ملتقى الترجمة في الفترة من 2-3 ديسمبر المقبل، بمقر وزارة التعليم بالرياض، استشعاراً منها بوظيفة وقدرة وإمكانيات الترجمة، في تقريب العلوم والآداب، ونقل المحصول المحلي إلى مناطق ثقافية جديدة، إذ يستعد الجميع ليومين مترعة بالجلسات التي تناقش أبرز القضايا في ذات المجال، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل تصقل مهارات المشاركين وتطور إمكانياتهم في عدة مسارات مختلفة.

وتكمن أهمية الملتقى، في تعزيز دور الترجمة، والتحليق بها خارج الحواجز الجغرافية والإقليمية، والولوج في عوالم جديدة، كما قال الكاتب الإيطالي إيتالو كالفينو: "لولاها لبقيت مقيداً في حدود بلدي"، ويعزز اعترافه، بامتنان كبير للمترجم الذي يعده الحليف الأهم؛ لتقديمه إلى العالم.

ويختلف أستاذ الترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور أسامة القحطاني مع القائلين بأن الترجمة هي نقل من لغة إلى لغة أخرى، وقال: "الترجمة أكبر وأشمل، وهي في الواقع تبادل معرفي وثقافي وعلمي" مستشهداً بما قاله أستاذ الترجمة جيرمي ماندي: "أنها عملية تشمل اللغة والاتصال والفلسفة والعلوم والثقافة".

وبيّن القحطاني أن هذه الملتقيات تتسم بفعالية مغايرة من حيث احتضان المختصين والمهتمين، الأمر الذي يصنع حراكاً ثقافياً متجدداً، مشترطاً أن تتضمن حوارات المحفل المرتقب، مناقشة متعمقة تمحص واقع الترجمة، مع التطرق إلى موقع المملكة من هذه الناحية على الصعيد العالمي.

وقال المترجم الدكتور عبد المحسن العنيق: "يحمل الملتقى بوادراً عديدة، ويجتمع المتخصصون تحت سقف واحد، من أجل حصد المنفعة والإلهام، والتحدث والاختلاط مع من سبقوهم في الميدان، وهكذا يتعاظم الأثر وتتشكل المبادرات المؤسسية".

مشيراً إلى أن ملتقيات الترجمة تحتاج إلى تغيير منظور النقاشات والأطروحات، وتحويلها إلى الجانب الواقعي الذي يحتفي بالعمل ضمن الممكن، وأضاف: "نرغب أن يتجاوز الكلام عن الترجمة إلى الترجمة نفسها تحت ضوء الحراك الثقافي الذي نشهده".

ويرى الأستاذ المساعد في كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور طلال الغزي، أن الملتقى قادر على تحسين واقع الترجمة في المملكة، من خلال الأخذ بالمقترحات وتطبيقها.

وأكمل: "الكلام سيكون إنشائياً إذا لم نطبق المخرجات، حيث أن محصول هذه الملتقيات، وأهدافها المرجوة ورسالتها المنشودة تكمن في نتائجها التي تحولت فيما بعد إلى واقع ملموس، كالجمعيات والهيئات التي تعنى بالمترجمين والمترجمات؛ لتنظيم عملهم وحفظ حقوقهم".