سيناريوهات مرعبة تنتظر ليبيا

أمراء الحرب وقادة الميليشيات وناشطو جماعة الإخوان وجها لوجه ميليشيات إرهابية تلوح بغلق مكاتب الاقتراع ومنع الناخبين من التصويت القذافي الصغير يستنجد بماضي والده القمعي في مواجهة الرجل القوي أبو طالب: المشري وأنصاره يقودون حملة تشكيك ويسعون لتعطيل المشهد الأسود: ضغوط محلية ودولية لتغيير المادة 12 والسماح للدبيبة بدخول السباق
أمراء الحرب وقادة الميليشيات وناشطو جماعة الإخوان وجها لوجه ميليشيات إرهابية تلوح بغلق مكاتب الاقتراع ومنع الناخبين من التصويت القذافي الصغير يستنجد بماضي والده القمعي في مواجهة الرجل القوي أبو طالب: المشري وأنصاره يقودون حملة تشكيك ويسعون لتعطيل المشهد الأسود: ضغوط محلية ودولية لتغيير المادة 12 والسماح للدبيبة بدخول السباق

الثلاثاء - 16 نوفمبر 2021

Tue - 16 Nov 2021

سيقف أمراء الحرب وقادة الميليشيات وناشطو جماعة الإخوان وجها لوجه في الانتخابات المقررة في ليبيا يوم 24 ديسمبر المقبل، في ظل ضبابية كبيرة تسيطر على المشهد، وتهدد بإقامتها في موعدها، أو انفجار الأوضاع بشكل هستيري قد لا يتحكم أحد فيه.

وفيما يستعد الرجل القوي خليفة حفتر للترشح رسميا للانتخابات، ويجهز رئيس البرلمان عقيلة صالح أوراقه مستندا على قبائل شرق ليبيا، سيطر ترشح سيف الإسلام القذافي رسميا على اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية.

سيناريوهات مرعبة تنتظر البلد العربي الغني بالنفط، وتوقعات بأن تكون الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، في ظل الجدل المثير الذي أثاره «القذافي الصغير» بعدما ارتدى جلباب والده وملابس قبائل ليبيا خلال تواجده في مفوضية الانتخابات، في رسالة واضحة بأنه سيعيد عصر القذافي.

القذافي الصغير

يبدو واضحا أن القذافي الصغير «سيف الإسلام القذافي» المطلوب لدى المحكمة الدولية منافس قوي في حال تم اعتماد ترشيحه بشكل رسمي، حيث يعتمد على الكتلة التصويتية للقبائل الليبية، التي وقفت خلف والده طويلا رغم القمع الذي قام به سنوات طويلة، بالإضافة إلى بعض الناقمين على ما آلت إليه الأوضاع في بلادهم بعد رحيل القذافي الأب، إلا أنه سيواجه تحديات ضخمة في طريق وصوله إلى رئاسة ليبيا في أول استحقاق رئاسي يجرى في البلاد منذ الثورة الليبية.

ويعتمد الخطاب الترويجي لنجل القذافي وحفتر على عامل مشترك هو تعهد «إعادة الأمن إلى ليبيا، ويتشارك الاثنان في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية وأمراء الحرب، الذين يملكون ميليشيات مدججة بالسلاح، وصاحبة نفوذ وسطوة في الغرب الليبي، وإن هذا العداء المرشح معه استخدام السلاح، وهو ما بدت ملامحه تظهر في إعلان ميليشيات مدينتي الزاوية ومصراتة (غرب ليبيا) حصار مقار المفوضية العليا للانتخابات ومنعها من العمل».

انقسام ليبي

ويذهب المحلل حسن أبوطالب إلى أن الداخل الليبي يبدو منقسما حيال إجراء الانتخابات الرئاسية على وجه التحديد، وأن الانقسام أو الاختلاف بين فريقين تجاه قضية ذات طابع جدلي وتنافسي هو أمر معتاد لا سيما بشأن انتخابات سوف تفصل بين مرحلتين تاريخيتين في تاريخ البلاد، الانتقالية والدائمة.

ويرى أن الأمر يأخذ أبعادا أخرى إذا لمح أو هدد أحد الفريقين بعدم قبول النتائج والاعتراض عليها من غير الأسلوب القانوني، وهنا تكمن مشكلة الانتخابات الليبية المتعلقة بالقبول العام والشرعية أمام الداخل والخارج على السواء»، مشيرا إلى أن أهمية الضغوط الدولية لا تقبل المناقشة، لكنها تفتقر إلى حد ما إلى آلية عملية تسمح بدفع العملية السياسية إلى الأمام بأكبر قدر من التوازن والفاعلية، ولعل تأخر تطبيق قاعدة خروج المسلحين المتفق عليها قبل أكثر من عام يجسد فجوة الفاعلية الدولية من جانب، ويكشف الغطاء عن القوى الدولية المستفيدة من المسلحين والمرتزقة على الأرض الليبية من جانب آخر، وفي المقدمة تركيا وروسيا، وهو ما يزيد من تعقيدات الأمر».

محاولات إخوانية

ويشير أبو طالب إلى محاولات جماعة الإخوان إفشال الانتخابات أو تأجيلها، في ظل تنامي حظوظ المشير خليفة حفتر، ومنافسه الأقوى سيف الإسلام القذافي، حيث «تدل خطوة المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، ذي التوجه الإخواني، بالاعتراض على قانون الانتخابات والادعاء بفقدانه قاعدة دستورية توافقيه، والمطالبة بتأجيل الانتخابات حتى مارس المقبل أو ما بعده، على أن المجلس الأعلى يقود حملة تشكيك في مجمل العملية السياسية، وأن أعضاءه يتخوفون من نتائج الانتخابات، ويعملون على تعطيلها قدر الإمكان».

ولفت إلى أن انقسام الغرب الليبي وإعلاء مصالح شخصية والميل إلى وقف العملية السياسية برمتها، ليس وحده السبب الذي يدعو إلى القلق، فثمة أخطاء حدثت في عملية إقرار قانون الانتخابات، كان يمكن تداركها، وبالتالي إجهاض حجج المعترضين في المهد.

منع الناخبين

ويشدد المحلل في صحيفة «العرب» الدولية الحبيب الأسود، إلى انه لا أحد يستطيع التكهن بما سيكون عليه الوضع في ليبيا خلال الأيام القليلة القادمة، ولاسيما بعد تقديم سيف الإسلام القذافي لملف ترشحه للانتخابات الرئاسية، فأمراء الحرب وقادة الميليشيات وناشطو الإخوان ومن يصفون أنفسهم بثوار السابع عشر من فبراير أعلنوا أنهم سيقطعون الطريق أمام الانتخابات، وسيغلقون مكاتب الاقتراع، وسيمنعون الناخبين من التصويت في موعد الاستحقاق، وكل ذلك لأن المتحكمين في العاصمة ومدن غرب البلاد من قوى أيديولوجية وجماعات مسلحة وسلطات نافذة يرفضون ترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر للانتخابات الرئاسية، فما بالك إذا تعلق الأمر بفوز أحدهما بها».

وتابع «سيكون على المجتمع الدولي وواجهته الأممية أن يتأملا مجريات الأحداث حاليا بعد أن تجاهلا أن مشكلة ليبيا الحقيقية أمنية وليست سياسية، وهي تتمثل بالأساس في الميليشيات المسلحة التي سيطرت على مراكز القرار السيادي والحكومي والاقتصادي في طرابلس منذ العام 2011».

فراغ مرعب

ويخشى الأسود من أن يؤدي تفكيك الدولة إلى فراغ أمني وعسكري تم استغلاله من قبل جماعات مسلحة لا تزال تبسط نفوذها إلى حد الآن، وتعتبر نفسها الحاكم الفعلي في البلاد، وهي غير مستعدة للتفريط في مصالحها التي تتناقض حتما مع مصالح الدولة في قيمتها وسيادتها ورمزيتها ونفوذها على مقدراتها واحتكارها للسلاح».

وأكد أن تلك الميليشيات والجماعات والتيارات المرتبطة بها لا تريد للدولة أن تقوم أو تُقام، إلا وفق شروطها، ولن تسمح بخروج البلاد من النفق الذي تم الدفع بها إليه منذ العام 2011».

وأشار إلى خروج مسلحين في بعض مناطق غرب ليبيا للتنديد بترشح سيف الإسلام القذافي والتعدي على مراكز انتخابية ورفع عبارات التهديد والوعيد للمفوضية ورئيسها، في إطار توجه عام لصانعي القرار بطرابلس وهو إجبار المجتمع الدولي بالقبول بتأجيل الانتخابات، أو بتغيير المادة 12 بغاية السماح لرئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بالترشح، فإذا فاز بها، فذلك هو المطلوب والمرغوب، وإذا ذهبت النتائج إلى سيف الإسلام أو حفتر، فعلى الجميع الاستعداد للحرب والانقسام من جديد، وهذا ما هدد به الإخوان ومسلحون وزعماء جهويون.

وجه الغرب

واهتمت الصحافة العالمية بترشح سيف الإسلام القذافي، وأفردت صحيفة الجارديان الإنجليزية تقريرا عن قصة حياته، وقالت إنه تلقى دروسه في مدرسة لندن للاقتصاد ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، واعتبر كوجه صديق للغرب في ليبيا، وحضره والده لخلافته.

معالم انتخابات ليبيا:


  • 4 ملايين ناخب.



  • يصعد الحاصلان على أعلى الأصوات إلى جولة نهائية.



  • يحسم الصندوق الفائز برئاسة ليبيا في السنوات الأربع المقبلة.



  • خليفة حفتر يتقدم الترشيحات مدعوما من دول الجوار.



  • تدعم تركيا وزير الداخلية السابق الباشاغا.



  • تحركت المحكمة الدولية للقبض على سيف الإسلام القذافي بعد ظهوره العلني.



  • يتوقع أن تحسم قبائل ليبيا سباق الانتخابات بشكل كبير.



  • يخشى الكثيرون من أن تنجح جماعة الإخوان في تأجيل الانتخابات.








تحالف حفتر

انتهى قائد الجيش الليبي خليفة حفتر من جمع التزكيات اللازمة للترشح، وربما يكون قدم أوراقه ترشحه رسميا في الساعات الماضية، وسط أنباء تؤكد أن هناك مفاوضات مع رئيس البرلمان عقيلة صالح، الذي ينوي المنافسة على الرئاسة وقبيلته «العبيدات»، لإقناعه بالانسحاب وفسح المجال أمام حفتر ودعمه منعا لتشتت أصوات إقليم برقة.

ويمثل تحالف حفتر وصالح في حال حدوثه نقلة مهمة في انتخابات ليبيا، حيث يمتلك الأول شعبية كبيرة في الجهة الشرقية تؤهله لأن يكون مرشحا ومنافسا بارزا على رئاسة البلاد، اكتسبها من خلال الدعم القبلي وجهوده في مكافحة الإرهاب وتحرير شرق البلاد وحقول وموانئ النفط من الجماعات والتنظيمات الإرهابية».

وسيكون حفتر في منافسه مباشرة مع سيف الإسلام القذافي مرشح أنصار النظام السابق القوي، وربما مع عبدالحميد الدبيبة رئيس الوزراء الحالي الذي لوح برغبته في الترشح، ويعول الجنرال العسكري المدعوم من عدة دول على رأسها مصر على أصوات المنطقة الشرقية، فيما يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة ترشح ممثلي غرب ليبيا وعلى رأسهم باشاغا وزير الداخلية السابق.